المعارضة السورية ترفض التطبيع بين السعودية ونظام الأسد

المعارضة السورية ترفض التطبيع بين السعودية ونظام الأسد: ضوء أخضر للتهرب من الاستحقاقات

13 ابريل 2023
خلال لقاء نائب وزير الخارجية السعودي ووزير خارجية النظام في جدة (أسوشييتد برس)
+ الخط -

اعتبر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، اليوم الخميس، استقبال وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد في السعودية "ليس خياراً للحل في سورية" وأنه "يعقّد العملية السياسية"، فيما قال المتحدث باسم هيئة التفاوض السورية، بدر جاموس، إنّ تطبيع العلاقات مع النظام السوري "يعطيه ضوءاً أخضر للتهرب من الاستحقاقات الدولية".

وقال الائتلاف المعارض في بيان صدر عنه اليوم الخميس، إن النظام السوري "لم ينخرط جدياً في أي عملية سياسية متعلقة بالملف السوري، وإنما عمد إلى المماطلة والعرقلة في كل خطوة باتجاه تنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بسورية، وعلى رأسها القرار 2254؛ بهدف الوصول إلى لحظة الشرعنة وإعادة التعويم".

وأضاف أن التقارب مع نظام الأسد ليس خياراً للحل في سورية، "لأن أي تعزيز لسلطة مجرم الحرب في سورية ستؤدي إلى ارتكابه مزيداً من المجازر والجرائم ضد الإنسانية بحق السوريين الذين ما يزالون يتمسكون بثورتهم ومطالبهم المحقة في إسقاط النظام ومحاكمته وبناء سورية الحرة".

وأكد الائتلاف أنه "لا بدّ للدول من الوقوف أمام مسؤولياتها الأخلاقية والإنسانية لنبذ مجرم الحرب ومعاقبته وعزله عن أي محفل واجتماع دولي أو إقليمي". وطالب السعودية بـ"مراجعة الموقف من النظام، والثبات على المواقف المشرفة للمملكة من ضرورة عزلته ومحاسبته على ما ارتكب من جرائم بحق الشعب السوري وشعوب المنطقة".

وقبل ذلك، قال المتحدث باسم هيئة التفاوض السورية، بدر جاموس، في تغريدة نشرها على حسابه الرسمي في "تويتر"، أمس الأربعاء، إنّ "التطبيع مع النظام السوري لإعادته إلى الجامعة العربية دون الالتزام بالحل السياسي، وعدم تطبيق القرارات الأممية وعلى رأسها بيان جنيف والقرار 2254، واستئناف عملية سياسية جدية وفق آلية زمنية محددة، سيعطي ضوءاً أخضر للنظام للتهرب من الاستحقاقات المطلوبة منه".

ودعا الدول العربية إلى "فرض مزيد من الضغط والعمل على خلق مشاورات حقيقية وطنية للحفاظ على سورية وتمكين الشعب السوري من حياة آمنة كريمة ومستقرة"، مُشيراً إلى أنّ "التطبيع المجاني ضد مصلحة السوريين ولن يحقق الاستقرار، وسيزيد هجرة السوريين بسبب فقدان الأمل بالتغيير السلمي".

التطبيع مع النظام السوري لإعادته إلى الجامعة العربية دون الالتزام بالحل السياسي، وعدم تطبيق القرارات الأممية وعلى رأسها بيان جنيف والقرار ٢٢٥٤، واستئناف عملية سياسية جدية وفق آلية زمنية محددة، سيعطي ضوءاً أخضر للنظام للتهرب من الاستحقاقات المطلوبة منه.
ندعو الدول العربية الشقيقة…

— د بدر جاموس Dr Bader Jamous (@JamousBader) April 12, 2023

ضرورة تحرك المعارضة

وحول خيارات المعارضة والبيان الذي صدر عن الائتلاف، قال المحلل السياسي درويش خليفة في حديث لـ"العربي الجديد" إنه "بدلا من إصدار بيانات إعلامية وتوجيه انتقادات ينبغي للائتلاف مخاطبة الدول التي تتوجه للتطبيع مع الأسد، لاسيما السعودية والإمارات، والتواصل مع خارجيات هذه الدول وطلب لقاء معهم".

وأشار خليفة إلى أن "البيان السعودي يوم أمس كان واضحا بشأن تسوية سياسية في سورية ومصالحة وطنية، وهذه التصريحات تؤكد وجود طرفي نزاع ينبغي إجراء حوار بينهما والتوصل لحلول". ورأى أن "على المعارضة أن تتحرك تجاه هذه الدول"، وشدد على أن "الاستكانة للوضع الراهن ليس خيارا جيدا، ودورها أن تتحرك، وهي ليست معدومة الخيارات".

وذكر المتحدث أن "مسار التطبيع لا يتوقف على الدول العربية، بل يشمل تركيا أيضا، لذا فإن المعارضة عليها أن تبحث خياراتها وتتحرك على هذا الأساس".

وقالت وزارة الخارجية السعودية، أمس الأربعاء، نقلاً عن بيان مشترك، إنّ وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان ونظيره في النظام السوري فيصل المقداد رحّبا ببدء إجراءات استئناف الخدمات القنصلية والرحلات الجوية. وأضافت الوزارة أنّ الوزيرين عقدا جلسة مشتركة ناقشا خلالها الخطوات اللازمة لتحقيق تسوية سياسية شاملة للأزمة السورية. 

وكان المقداد وصل إلى مدينة جدة، الأربعاء، بناء على دعوة من نظيره السعودي، وكان في استقباله بمطار الملك عبد العزيز نائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي. وتعد هذه الزيارة الأولى من نوعها منذ اندلاع الثورة السورية ضد نظام بشار الأسد عام 2011.

من جانبه، رأى أبو حاتم شقرا، وهو نائب قائد تجمع "حركة التحرير والبناء" العامل ضمن صفوف "الجيش الوطني السوري"، في تغريدة له، ليل الأربعاء/ الخميس، أنّ "لقاء السعودية مع النظام كان على دماء السوريين.. دماء السوريين وحدها المعيار الذي يصنف العربي من سواه".

واعتبر شقرا أنه "بهذا التطبيع تكون السعودية انحازت إلى جانب القاتل دون اعتبار لمشاعر وتضحيات الشعب السوري الحر"، مؤكداً أنّ "الثورة مستمرة بدمائنا ولن يضرنا من خذلنا".

إن لقاء السعودية مع النظام المجرم كان على دماء السوريين ودماء السوريين وحدها المعيار الذي يصنف العربي من سواه ، بهذا تكون السعودية إنحازت إلى جانب القاتل دون اعتبار لمشاعر وتضحيات الشعب السوري الحر.
الثورة مستمرة بدمائنا ولن يضرنا من خذلنا

— أبو حاتم شقرا (@abohateem15) April 12, 2023

من جانبه، قال عبد المنعم زين الدين، وهو "منسق عام في الثورة السورية"، في تغريدة له على "تويتر" عقب تصريحات وزارة الخارجية السعودية حول اللقاء مع وزير خارجية النظام، فيصل المقداد، إنّ "الحديث عن مساعدة (مؤسسات الدولة السورية المزعومة) لبسط سيطرتها على الأراضي السورية هو باختصار مساعدة إيران لاحتلال كامل سورية، لأن الجميع يعلم أن عصابة الأسد مجرد مليشيا إيرانية".

الحديث عن مساعدة (مؤسسات الدولة السورية المزعومة) لبسط سيطرتها على الأراضي السورية.
هو باختصار مساعدة إيران لاحتلال كامل سوريا، لأن الجميع يعلم أن عصابة الأسد مجرد ميليشيا إيرانية.
خاب وخسِئ من ظن أنه قادر على ذلك، كيده في نحره، ومكره مردود عليه بإذن الله الواحد القهار.

— د.عبد المنعم زين الدين (@DrZaineddin) April 12, 2023

بدوره، عبر القيادي في "لواء المعتصم"، مصطفى سيجري، في تغريدات على "تويتر"، عن "الأسف الشديد تجاه التحول الطارئ وغير المبرر في سياسات المملكة العربية السعودية تجاه الشعب السوري"، معتبراً أنّ "استقبال وزير خارجية الأسد في مدينة جدة والبيان الصادر عن الخارجية السعودية يعدان طعنة غادرة ووصمة عار في تاريخ المملكة وانحيازاً واضحاً وتاماً لنظام الإرهاب في دمشق"، وفق قوله.

نشعر بالأسف الشديد تجاه التحول الطارئ و -غير المبرر- في سياسات المملكة العربية السعودية تجاه الشعب السوري.

إن استقبال وزير خارجية الأسد في مدينة جدة اليوم والبيان الصادر عن الخارجية السعودية يعد طعنة غادرة ووصمة عار في تاريخ المملكة وانحياز واضح وتام لنظام الإرهاب في دمشق.

— مصطفى سيجري M.Sejari (@MustafaSejari) April 12, 2023

وأكد الرائد الطيار يوسف حمود، وهو المتحدث السابق باسم "الجيش الوطني السوري"، أنّ "الشعب السوري عندما قام بثورته على ديكتاتور العصر لم يأخذ الإذن من أحد ولم يستشر أحداً. وواجه كلاً من العدوان الإيراني والروسي وقاوم كل المشاريع الخبيثة من (داعش) والـ(pkk) ولم ينكسر أو يتراجع  أمام قوة تلك المخاطر حتى ينكسر أمام بيانات عبثية تمهد لتعويم مجرم".

عندما قام الشعب السوري بثورته على ديكتاتور العصر لم يأخذ الإذن من أحد ولم يستشر أحد
.وواجه كلا من العدوان الإيراني والروسي وقاوم كل المشاريع الخبيثة من داعش وpkk ولم ينكسر أو يتراجع أمام قوة تلك المخاطر حتى ينكسر أمام بيانات عبثية تمهد لتعويم مجرم ....

— الرائد يوسف خالد حمود (@Yusuf1975hamoud) April 13, 2023