جددت أحزاب سياسية معارضة في الجزائر، يوم السبت، رفضها استخدام السلطة الاستمرار في إغلاق المجال السياسي والإعلامي، وتقييد الحريات، بحجة وجود تهديدات خارجية تحيط بالبلاد.
وقال السكرتير الأول لـ"جبهة القوى الاشتراكية" يوسف أوشيش، في لقاء مع إطارات الحزب، في أم البواقي شرقي الجزائر، إنّ "الانغلاق الممارس اليوم بحجة تحصين البلاد من التهديدات الخارجية، بدل الانفتاح على المجتمع وقواه الحقيقية، والاعتماد على المقاربات الأمنية في تسيير الشأن العام على حساب الحقوق والحريات الأساسية، سيزيد من مخاطر التطرف ومهالك الشعبوية ويهدد تماسك المجتمع".
وحذر من أنّ استمرار "عجز السلطة عن رسم آفاق سياسية واقعية واعدة تكرس دولة القانون وتحرر الطاقات الوطنية الخلاقة والمبدعة، مع الاكتفاء بإعلانات حسن النوايا، ينذر للمرة الألف بحدوث أسوأ السيناريوهات"، مشيراً في هذا السياق إلى تفاقم ظواهر الهجرة غير النظامية، والمخدرات، وغيرها، نتيجة الاحباط الاجتماعي والسياسي.
وجدد أوشيش الإعلان عن قرب إطلاق حزبه مبادرة سياسية "لجمع القوى الوطنية من أجل استكمال المشروع الوطني"، تلك القوى "المؤمنة والمتشبتة بقيم الديمقراطية، الحرية والعدالة الاجتماعية، وفي الوقت نفسه تقف بكل حزم وعزم حين يتعلق الأمر بالوقوف في وجه المناورات الداخلية أو الخارجية التي من شأنها المساس بوحدة البلاد".
من جهتها، أعلنت الأمينة العامة لحزب الاتحاد من أجل التغيير والرقي زبيدة عسول، في احتفالية سياسية نظمها الحزب بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيسه، أنّ هناك شعوراً بالخطر "ومسؤوليتنا كأحزاب هي أن نقدم المقترحات السياسية ونوحد الجهود"، مشيرة إلى أن "حزبها يجري مشاورات مستمرة مع حزب العمال والتجمع من أجل الثقافة والديمقراطية وأحزاب أخرى، للنظر في إمكانية تنسيق الجهد وطرح مقترح سياسي".
أما الأمين العام للتجمع من أجل الثقافة والديمقراطية عثمان معزوز فقال في المناسبة نفسها: "نحن الآن أمام سلطة ترفض السماح بالتعبير الحر وبالعمل السياسي، ونحن كأحزاب ملتزمة بالديمقراطية مستمرون في النضال ضد كل الإكراهات السياسية، وسندين ذلك كلما كانت الفرصة ممكنة، ولن نقبل بمبررات أي تقيد".
وتشكو الأحزاب المعارضة في الجزائر من عدم تعاطي الإعلام مع أنشطتها وفعالياتها بسبب ضغوط السلطة.
وأكدت الأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون، خلال مداخلتها في الاحتفالية السياسية، أنّ "ما يجمعنا كقوى سياسية في الوقت الحالي، هو الانشغال والقلق من هذا الإغلاق السياسي والإعلامي القائم في الجزائر، الذي يفرض علينا النضال من أجل المكاسب السياسية المتعلقة بالتعددية وحرية التنظم، والتحذير من أن هذا الوضع قد يقود إلى العنف".