جدد زعيم المعارضة التركية ورئيس حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة، كمال كلجدار أوغلو، تحريضه على السوريين، مشددا على عزمه إرسالهم إلى بلادهم، ومحملا الحكومة التركية مسؤولية قدومهم إلى تركيا.
وعلى هامش فعالية، ألقى كلجدار أوغلو كلمة، الليلة الماضية، كشف فيها موقف المعارضة من الملف السوري، مبينا أنه في حال تولي المعارضة مقاليد الحكم، فسيتم تحويل سورية إلى حوض للسلام.
وزعم كلجدار أوغلو أن "هناك شكاوى كثيرة من السوريين في البلاد، ولكن لا يجب الغضب عليهم أو منهم، بل يجب الغضب ممن جلبهم إلى تركيا، السوريون لا ذنب لهم، وعند تولي المعارضة الحكم ستعيدهم برضاهم إلى بلادهم وستؤمن لهم السلام والاستقرار".
وعن خطة المعارضة المزعومة، قال كلجدار أوغلو: "لدينا الإرادة والعزم لتنفيذ هذه الخط بداية عبر السلام مع النظام، ومع بقية دول الجوار، وعبر فتح السفارات بشكل متبادل، وبعدها، سنقول للاتحاد الأوروبي أن السوريين لا يمتلكون منازل وطرقات ومدارس ومستشفيات، ويجب أن نبنيها لهم".
وأضاف: "سنعمل على كل ما سبق، ولكن هل هذا كاف؟ لا، هل فتح السفارة كاف؟ لا، هؤلاء السوريون بحاجة، بعد عودتهم، إلى ضمانات من أجل العمل، ونحن في المعارضة سنعمل على توفير تلك الضمانات".
وختم بالقول: "سنعمل على أن يكون المكان الذي يذهب إليهم السوريون آمنا ليعيشوا باستقرار، وعندما نتولى الحكم سنوجه المستثمرين ورجال الأعمال من أجل الاستثمار في سورية".
وهذه ليست المرة الأولى لزعيم المعارضة التي يزعم فيها وضعهم خططا لإعادة السوريين وإعادة العلاقات مع نظام الأسد، وإعادة فتح السفارة التركية، مشددا على أنه سيحقق ذلك في غضون عامين في حال توليهم مقاليد الحكم في البلاد، في الانتخابات المقبلة التي ستجرى في العام 2023.
وبات ملف السوريين ورقة سياسية بيد الأحزاب المختلفة في تركيا، وتستغله المعارضة لطعن الحكومة، ملقية باللوم على ارتفاع الأسعار وتراجع الاقتصاد بسبب استقبال تركيا عددا كبيرا من اللاجئين، وخاصة السوريين والعراقيين والأفغان، ونتيجة لذلك، حصلت ردود فعل شعبية في العاصمة أنقرة قبل فترة.
وتبدي الجاليات السورية المنتشرة في عموم تركيا تخوفها من خطاب المعارضة وتأثيره الشعبي، خاصة في حال انتهاء المعترك الانتخابي وبقاء تأثيرات الدعوات العنصرية وبث خطاب الكراهية.
المحلل السياسي وعضو حزب العدالة والتنمية الحاكم بكير أتاجان تحدث، لـ"العربي الجديد"، ردا على دعوات المعارضة التحريضية بالقول "الكلام وحده لا يكفي من المعارضة لتحقيق ما تهدف إليه، وهو يتطلب الفوز في الانتخابات للوصول إلى هذه النقطة".
وأضاف "حقوق اللاجئين محفوظة على مستوى العالم، لا يمكن إجبار أي أحد على الرحيل، ويبدو أن المعارضة حصلت على وعود بإعادة الإعمار من قبل دول أوروبية، ودعم العودة، ولكن من أعطوا الوعود في أوروبا قد لا يبقون في السلطة مستقبلا".
وأوضح أن "أي لقاء للمعارضة مع أي طرف سوري يجب أن يكون بموافقة من الجمهورية التركية ووزارة الخارجية، والتعامل بما يناسب الدولة التركية وسياساتها. يتعامل الحزب وكأنه في الحكم ويدعي أنه سيعمل وينفذ، وهو يتصرف بطريقة تخالف القوانين ولا صلاحية له، هذا الحزب، وإن تولى الحكم، مضطر للتعاطي مع الحقوق وفق الدستور والقوانين".
وشرح ما ذهب إليه بالقول "عند الإقدام على أي خطوة تخالف القانون والدستور، فإن ذلك سيكون عبر تغيير في الدستور، وعندها يمكن التصرف، ولهذا، فإن الكلام مجرد هراء ولا قيمة له، وإذا ما أقدم على تغيير الدستور، فإنه سيعمل ذلك مع بقية الأحزاب وبقية الحلفاء، ويجب عليهم التوافق بداية على هذه النقاط من أجل إرسال السوريين، وهو ما يحتاج إلى أغلبية كافية في البرلمان، وهي أغلبية الثلثين، لتغيير القوانين".
واستدرك موضحا أنه "حاليا لا توجد توافقات بين مكونات المعارضة المختلفة حيال عدد كبير من الملفات، وهناك خلافات تتعلق بأبسط المواد القانونية، فكيف بموضوع كبير مثل الموضوع السوري؟ كل ما يصدر عن الحزب هو للاستعراض السياسي فقط والترويج لكتلته الشعبية لمن يجهل بالقوانين، حيث يعتمد الحزب على الأكاذيب من أجل الحصول على الأصوات في الانتخابات".
وختم بالقول "يصر كلجدار أوغلو على هذا الكلام من أجل تحقيق نسبة محددة من الأصوات، ويرى أن هناك تفاعلا شعبيا مع الملف السوري، وهو ما يجبر الشعب على انتخابه، والحفاظ على كتلته الناخبة، لكي لا تتغير آرائهم الانتخابية، عبر إلقاء اللوم المستمر على الأجانب بالتسبب في ارتفاع الأسعار، وأن لديه العصا السحرية من أجل الحل، ولكنه غير قادر على فعل ذلك. وحتى إن حل في الحكومة، فسيكون من الصعب عليه حل هذه القضية".