المعارضة التركية تطلق حملة توقيع للانتخابات المبكرة والإفراج عن إمام أوغلو
استمع إلى الملخص
- شهدت تركيا تظاهرات حاشدة احتجاجاً على اعتقال إمام أوغلو، حيث نظمت المعارضة تظاهرة كبرى في ميدان مالتبه، ويُعتبر إمام أوغلو مرشحاً قوياً للانتخابات الرئاسية المقبلة.
- دعا الرئيس أردوغان المواطنين لمتابعة التطورات القضائية المتعلقة بالفساد، مشدداً على عدم تسييس الإجراءات القضائية، ومؤكداً استمرار الحكومة في العمل من أجل رفعة تركيا.
أطلقت المعارضة التركية اليوم الأحد، حملة توقيع شعبية للمطالبة بإجراء الانتخابات المبكرة، وللإفراج عن رئيس بلدية إسطنبول، المسجون والمعزول من مهامه، أكرم إمام أوغلو منذ أكثر من أسبوع. زعيم المعارضة ورئيس حزب الشعب الجمهوري أوزغور أوزال، أطلق حملة اليوم من قرية جوزلي في ولاية طرابزون التي ينتمي إليها إمام أوغلو، بعد أن أدى صلاة العيد في القرية.
وبعد أن تبادل أوزال تهاني العيد مع الحاضرين في باحة المسجد، توجه إلى خيمة من أجل التوقيع على ورقة ستُعمَّم على مستوى تركيا، وذلك للمطالبة بإجراء الانتخابات المبكرة، والإفراج عن إمام أوغلو. وأفاد أوزال بأنه بدل أن يبدأ العيد في بلدته بولاية مانيسا كما جرت العادة، إلا أنه فضل الحضور إلى مسقط رأس إمام أوغلو مرشح حزب الشعب الجمهوري للانتخابات الرئاسية، معتبراً أن سجن إمام أوغلو غير محق ونتيجة لافتراءات وعمليات تشويه بحقه.
وأوضح أنهم يطلقون حملة توقيع من أجل الذهاب إلى صناديق الاقتراع، حيث إن هناك قرابة مليوني عضو للحزب الذي كان قبل أسبوع واحد فقط نحو مليون و750 ألف عضو، وهؤلاء الأعضاء سيجولون في البلاد وبأيديهم أوراق، تحوي كل ورقة مكاناً لـ25 توقيعاً، لتكون أكبر حملة توقيع ربما في العالم كله. وشدد في هذا الصدد على أننا "سنحصل على توقيع شخص واحد على الأقل من بين شخصين في تركيا، كان يجب أن نبدأ من مكان رمزي، ولهذا أطلقناه من قرية إمام أوغلو التي كان يصلي فيها صلاة العيد".
وكانت تظاهرات حاشدة قد شهدتها معظم المدن التركية، وفي مقدمتها مدينة إسطنبول لمدة أسبوع بعد اعتقال وسجن وعزل رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، فضلاً عن توقيف مسؤولين آخرين في حزب الشعب الجمهوري اعتباراً من 19 آذار/مارس الجاري، فيما نظمت تظاهرة كبرى أمس السبت في ميدان مالتبه بحضور عشرات الآلاف من أنصار المعارضة.
وإمام أوغلو من أقوى المرشحين في البلاد بالانتخابات الرئاسية المقبلة، وانتخبه حزب الشعب الجمهوري مرشحاً له في الانتخابات القادمة، فيما انتخب وكيل عنه في بلدية إسطنبول، وكذا الأمر في بلدية منطقة بيليك دوزو، في وقت عزل فيه رئيس بلدية شيشلي، وعُيّن بدلاً منه وصي قانوني من قبل الحكومة.
أردوغان يدعو إلى متابعة التطورات قضائياً في قضية الفساد
وفي السياق نفسه، دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المواطنين إلى متابعة التطورات في المرحلة القضائية المتعلقة بتحقيقات الفساد بدقة. جاء ذلك في رسالة نشرها أردوغان بمناسبة حلول عيد الفطر السعد في تركيا، وفيها تطرق إلى مواضيع عديدة محلية ودولية، ومن بينها التحقيقات التي تجريها النيابة العامة في إسطنبول حول تهم الفساد.
وقال أردوغان في رسالته: "ساهمت العمليات الأخيرة التي نفذتها قوات الشرطة وتحقيقات القضاء على فهم أسباب تأخر البلديات بشكل أفضل، حيث إن نهب الموارد المخصصة لخدمة إسطنبول، ببنيتها التحتية والفوقية، من أجل الأطماع الشخصية والمصالح التجارية الشخصية، أكبر خيانة ارتكبت في حق سكان هذه المدينة". وأضاف: "كل مواطن في إسطنبول لديه الحق في المطالبة بالمحاسبة من أولئك الذين سرقوا مستقبله وحياته وأمنه وسلامه ومستقبل أطفاله، ولا ينبغي لأحد تسييس الإجراءات القضائية".
وأكمل بالقول: "أحيل على القضاء من يعملون على استهداف الأمن العام واقتصادنا من أجل التغطية على دورة الفساد والرشوة، ظناً منهم أن انهيار تركيا سيؤدي إلى انهيار الحكومة للشعب الذي يتحلى بالحكمة والذكاء". وختم: "أود أن أعرب عن امتناني لكل فرد من إخوتي وأخواتي في إسطنبول الذين سيحمون حياتهم ومدينتهم بموقف واقعي وعادل وضمير، وسنواصل رئيساً وحكومة العمل بكل عزم وإصرار من أجل رفعة تركيا إلى المستويات التي تستحقها في المجالات كافة".