المشري وصالح إلى المغرب للتوقيع على تفاهمات بوزنيقة

المشري وصالح إلى المغرب للتوقيع على تفاهمات بوزنيقة

27 سبتمبر 2020
الجولة الجديدة ستركز على استكمال مسار المناصب السيادية (العربي الجديد)
+ الخط -

كشفت مصادر ليبية، لـ"العربي الجديد"، عن أن الجولة الثانية من جلسات الحوار الليبي، التي ينتظر استئنافها بعد غد الثلاثاء بمدينة بوزنيقة المغربية، ستعرف حضور كل من رئيس المجلس الأعلى للدولة الليبي خالد المشري، ورئيس برلمان طبرق عقيلة صالح، في إشارة واضحة على تقدم مسار التفاوض في المغرب الذي أفضى في جولته الأولى إلى "تفاهمات" تمهد لإنهاء الأزمة التي دخلت عامها التاسع.

وبحسب المصادر، فإن المشري وصالح سيوقعان على محضر الاتفاق الذي تم التوصل إليه في ختام الجولة الأولى من الحوار الليبي ببوزنيقة في 10 سبتمبر/ أيلول الحالي، لافتة إلى أن الجولة الجديدة ستركز على استكمال مسار المناصب السيادية بالتوقيع على محضر الاتفاق. 

وبتأكد حضور المشري وصالح إلى بوزنيقة تكون الدبلوماسية المغربية قد نجحت في مسعى جمع الرجلين، بعد أن كانت قد سعت، في 27 يونيو/ حزيران الماضي، إلى ترتيب لقاء بينهما من أجل تقريب وجهات النظر، والدفع في اتجاه العودة إلى طاولة المفاوضات. غير أن رفض صالح للقاء المشري حال دون جمعهما، حيث اقتصر الأمر على استقبال رئيس مجلس النواب المغربي الحبيب المالكي لرئيس برلمان طبرق، ورئيس مجلس المستشارين حكيم بنشماس لرئيس المجلس الأعلى للدولة الليبي، فيما اجتمع بهما وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، في اليوم نفسه، بشكل منفصل.

المشري وصالح سيوقعان على محضر الاتفاق الذي تم التوصل إليه في ختام الجولة الأولى من الحوار الليبي ببوزنيقة في 10 سبتمبر/ أيلول الحالي، والجولة الجديدة ستركز على استكمال مسار المناصب السيادية بالتوقيع على محضر الاتفاق

 

ويأتي ذلك في وقت ينتظر استئناف الحوار الليبي الثلاثاء المقبل، بعد أن كان ينتظر انطلاقه اليوم الأحد بمدينة بوزنيقة، بحضور وفدي برلمان طبرق والمجلس الأعلى للدولة الليبي، وقد تم إرجاؤه إلى يوم الثلاثاء المقبل.

وبحسب مصادر "العربي الجديد"، فإنّ تأجيل الجولة الثانية من جلسات الحوار الليبي ببوزنيقة المغربية فرضته أسباب لوجستية، مشيرة إلى أنّ التحضيرات، سواء في المغرب أو ليبيا، ما زالت مستمرة إلى حد الساعة.

وفي الوقت الذي تسود أجواء من التفاؤل بإمكانية إحداث المزيد من التفاهمات بين طرفي النزاع، وتحقيق اختراقات جديدة في جدار الأزمة التي دخلت عامها التاسع، قالت المصادر إنّ هناك ثقة لدى وفدي المجلسين في دور المغرب في تسهيل وتدبير العملية التفاوضية وتوفير المناخ الملائم. 

وفي تعليق على إرجاء انطلاق الجولة الثانية من الحوار الليبي إلى الثلاثاء بدل يوم الأحد، قالت مصادر مغربية، طلبت عدم ذكر اسمها، لـ"العربي الجديد"، إنّ "تحديد موعد انطلاق الحوار الليبي يعود إلى الفرقاء الليبيين الذين يدبرون كل كبيرة وصغيرة تخصه".

 

وكان وفدا برلمان طبرق والمجلس الأعلى للدولة الليبي قد أعلنا، في ختام جلسات الحوار التي جمعتهما بمدينة بوزنيقة المغربية، من 6 إلى 10 سبتمبر/  أيلول الجاري، عن التوصل إلى اتفاق شامل حول المعايير والآليات الشفافة والموضوعية لتولي المناصب السيادية.

وكشف الفرقاء الليبيون، في نهاية الجولة الأولى من الحوار الليبي، عن الاتفاق على استئناف الحوار مجدداً بالمغرب في الأسبوع الأخير من الشهر الجاري لاستكمال تفاصيل الاتفاق الذي تم التوصل إليه بمدينة بوزنيقة.

ودعا الفرقاء الليبيون الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لدعم جهود المغرب للتوصل إلى تسوية سياسية شاملة في ليبيا، مشيرين في البيان الختامي، الذي تمت تلاوته في الجلسة الختامية للحوار الليبي ببوزنيقة، إلى أن الاتفاق يأتي "إدراكاً لما وصلت إليه الأوضاع في البلاد من حالة تهدد سلامة ووحدة التراب الليبي جراء التدخلات الخارجية المشجعة على الاصطفاف المناطقي والأيديولوجي، واستشعاراً منا لخطورة الانقسام السياسي وفقدان ثقة المواطن الليبي بمؤسساته".

وكانت جلسات الحوار الليبي في مدينة بوزنيقة، التي رعاها المغرب، قد لقيت تجاوباً دولياً واسعاً، وإشادة أممية.