المشاورات اليمنية بالرياض: اتجاه للتمديد واستدعاء مفاجئ لمحافظ مأرب

المشاورات اليمنية في الرياض: اتجاه للتمديد إثر خلافات سياسية عميقة واستدعاء مفاجئ لمحافظ مأرب

07 ابريل 2022
الخلافات تتعلق تحديداً بشق إصلاح مؤسسة الرئاسة (Getty)
+ الخط -

تتجه المشاورات السياسية اليمنية التي تستضيفها العاصمة السعودية الرياض منذ أسبوع، إلى التمديد في ظل استمرار الخلافات بين المكونات حول مخرجات المحور السياسي، وتحديداً الشق المتعلق بإصلاح مؤسسة الرئاسة.

وكان من المقرر أن تختتم المشاورات التي يرعاها مجلس التعاون الخليجي، عصر اليوم الخميس، وذلك برفع توصيات عاجلة لإصلاح الاختلالات في الجوانب السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية.

وعقدت الأحزاب والمكونات السياسية، المشاركة في المشاورات، اجتماعاً مسائياً من أجل محاولة حسم الخلافات، ووفقاً لمصدر مطلع لـ"العربي الجديد"، فإنّ الاجتماع لا يزال منعقداً حتى وقت مبكر من فجر اليوم الخميس.

وأكدت مصادر مشاركة في المشاورات لـ" العربي الجديد"، أنّ المكونات السياسية "لم تتوصل إلى صيغة متوافق عليها بشأن الإصلاحات الخاصة بمؤسسة الرئاسة، وهو ما قد يؤدي إلى تمديد المشاورات حتى الأسبوع المقبل، ما لم تحصل ضغوط سعودية خلال الساعات القادمة".

استدعاء محافظ مأرب إلى الرياض

في السياق، كشف مصدر حكومي يمني، فجر اليوم الخميس، عن وصول محافظ مأرب سلطان العرادة، إلى العاصمة السعودية الرياض، وذلك في نقاشات ساخنة حول مخرجات مشاورات الرياض والجدل الحاصل حول إصلاح مؤسسة الرئاسة.

وقال المصدر لـ"العربي الجديد"، إنّ المحافظ العرادة وصل إلى الرياض في زيارة مفاجئة على متن طائرة سعودية خاصة، وذلك بعدما كان قد اعتذر عن المشاركة في المشاورات منذ افتتاحها أواخر الأسبوع الماضي.

ورجح المصدر أن يكون الهدف من استدعاء العرادة هو ترشيحه كنائب رئيس جمهورية توافقي، من أجل قطع الطريق على التوصيات الأخرى الساعية لطرح نائبين أحدهما من الشمال والآخر من الجنوب.

ومن إجمالي ألف مشارك، تنحصر مشاورات المحور السياسي، في أحزاب "المؤتمر الشعبي العام" و"التجمع اليمني للإصلاح" و"الاشتراكي اليمني" و"التنظيم الناصري" وحزب "الرشاد" السلفي، بالإضافة إلى مكونات المجلس الانتقالي الجنوبي والمكتب السياسي لقوات طارق صالح المدعومة إماراتياً، ومؤتمر حضرموت الجامع.

وفي جلسة أمس الأربعاء، بدأ كل مكون بتقديم رؤيته الخاصة بشأن أبرز الاختلالات التي تعاني منها الحكومة الشرعية والحلول المقترحة من أجل الوقوف أمامها ومناقشتها من باقي الأطراف، وفقاً للمصادر ذاتها.

وأشارت المصادر إلى أنّ الرؤى المطروحة شهدت خلافات عميقة في ما يخص تصورات الحل، حيث طالبت بعض المكونات وعلى رأسها المجلس الانتقالي الجنوبي والمجلس السياسي لقوات طارق صالح بضرورة إزاحة نائب الرئيس الحالي، علي محسن الأحمر، وتعيين نائبين أحدهما من محافظات شمال اليمن والآخر من الجنوب، وهو ما ترفضه غالبية أحزاب التحالف الوطني.

وخلافاً للمقترحات الخاصة بسحب صلاحيات الرئيس هادي لنائبين جديدين أو مجلس رئاسي مصغر، أكدت المصادر أنّ المكونات تطالب أيضاً بأن ينقل رئيس الجمهورية بعض الصلاحيات أيضاً لرئيس حكومة المحاصصة معين عبد الملك، الذي يحظى بدعم سعودي للاستمرار في منصبه.

ولا يُعرف ما هي السيناريوهات التي ستسفر عنها مشاورات الرياض، وما إذا كانت السعودية ستضغط لتمرير المقترحات الخاصة بتقليص صلاحيات الرئيس هادي ورفع جلسات المشاورات اليوم الخميس أم لا.

وتحدثت مصادر يمنية، في وقت مبكر من فجر اليوم الخميس، عن "ضغوط شديدة" تُمارس على الرئيس هادي من أجل القبول بالمقترحات التي وضعتها بعض المكونات والهادفة إلى تقليص صلاحياته.

وكتب مختار الرحبي، وهو مستشار لوزير الإعلام اليمني في تغريدة على "تويتر": "ليلة ساخنة في الرياض، ضغوط شديدة تمارس على الرئيس هادي للقبول بمقترحات تسلبه القرار السيادي لليمن كرئيس شرعي معترف به وتطلعات وطموحات معين عبد الملك قد تفقده منصبه وترشيحات لشخصيات غير مقبولة لدى جميع الأطراف السياسية لتكون نواباً للرئيس بصلاحيات رئيس".

وأشار الرحبي، في سلسلة تغريدات على "تويتر"، إلى أنّ سحب صلاحيات الرئيس إلى عدد من النواب، "كان مشروع الإمارات منذ العام 2016، وتحاول تمريره الآن تحت غطاء الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي".

وكان الرئيس هادي، قد أعلن أمس الأول، قبوله "أي توصيات" تقرها مشاورات الرياض، لكنه اشترط أن تستند إلى المرجعيات الثلاث، وهي مخرجات مؤتمر الحوار الوطني والمبادرة الخليجية والقرار الدولي 2216.

خروقات متواصلة للهدنة

في سياق آخر، واصلت الأطراف اليمنية، تبادل الاتهامات بخرق قرار وقف إطلاق النار الذي ترعاه الأمم المتحدة ضمن هدنة إنسانية تستمر لمدة شهرين.

وأعلن الجيش اليمني، رصد 136 خرقاً للحوثيين في رابع أيام الهدنة، منها 19 خرقاً في الأطراف الجنوبية والغربية والشمالية لمحافظة مأرب الغنية بالنفط، التي كانت هدفاً لهجوم حوثي منذ مطلع العام الماضي، وفقاً لبيان نشره المركز الإعلامي للقوات المسلحة في وقت متأخر من مساء الأربعاء.

في المقابل، اتهمت جماعة الحوثيين القوات الحكومية بارتكاب 119 خرقاً للهدنة خلال الساعات الماضية، في عدد من المحافظات اليمنية وكذلك في الشريط الحدودي مع السعودية.

وذكرت وكالة "سبأ" الخاضعة للجماعة، أنّ من بين الخروقات، 9 غارات لطيران مسّير استطلاعي على مواقعها في جبهة الفاخر بمحافظة الضالع ومنطقة ملعا ومديرية الجوبة بمحافظة مأرب.

المساهمون