المستوى السياسي يربك جيش الاحتلال قبيل نقل قوات من غزة إلى الضفة

21 يناير 2025
قوة من جيش الاحتلال في مدينة غزة، 8 فبراير 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- التصريحات المتضاربة وتأثيرها على الجيش الإسرائيلي: تعاني إسرائيل من تصريحات غير واضحة بشأن وقف إطلاق النار في غزة، مما يربك الجيش ويدفعه لاستدعاء جنود الاحتياط. هذا الغموض يعزز عدم اليقين، خاصة مع تعقيد حماس لعملية تنفيذ الصفقة.

- تقسيم قطاع غزة والإجراءات العسكرية: قسّم جيش الاحتلال غزة إلى ثلاثة أجزاء تحت قيادة فرق مختلفة، مع التزامه بتجنب التفجيرات وأعمال بنية تحتية لمنع تمركز حماس قرب الحدود.

- الانسحاب المحتمل والتحديات السياسية: رغم تصريحات نتنياهو بعدم الانسحاب، يستعد الجيش للانسحاب وفقًا لشروط الصفقة مع حماس، معتمدًا على قرارات القيادة السياسية.

تربك التصريحات المتضاربة، أو على أقل غير الواضحة من قبل المستوى السياسي الإسرائيلي، بشان صفقة وقف إطلاق النار في غزة جيش الاحتلال، ما يدفع الأخير لمواصلة تعبئة صفوفه واستدعاء جنود احتياط على نطاق واسع، في وقت يتحسّب فيه لاحتمال استئناف حرب الإبادة في القطاع، وفتح جبهة واسعة في الضفة الغربية المحتلة. وصرّح رئيس هيئة الأركان هرتسي هليفي، أمس الاثنين، بأنّ على الجيش الاستعداد لشن عمليات عسكرية واسعة في الضفة الغربية قد تبدأ قريباً. وفي غضون ذلك، يستعد جيش الاحتلال لنقل قوات من غزة إلى الضفة.

وذكرت صحيفة هآرتس العبرية، اليوم الثلاثاء، أنّ المستوى السياسي الإسرائيلي غير متّسق في تصريحاته بشأن تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، ونتيجة لذلك، لا يمكن لجيش الاحتلال ملاءمة قوات الاحتياط التي يتم استدعاؤها لجولة إضافية في القطاع أو في الضفة الغربية.

ويقول مسؤولون في الأجهزة الأمنية الإسرائيلية لم تسمّهم الصحيفة إنه "بالإضافة إلى الرسائل المتضاربة في إسرائيل، تعزز (حركة) حماس أيضاً حالة عدم حالة اليقين، من خلال تعقيد عملية تنفيذ مراحل مختلفة من الصفقة. لذلك، يستعد الجيش للعودة الفورية إلى القتال إذا لزم الأمر. وفي الوقت نفسه، يغيّر الجيش طريقة نشر قواته في القطاع، وفقاً لشروط الاتفاقية، بينما أوقفت القوات التي بقيت هناك تفجير المباني، والغارات، والهجمات، وتركّز على الاستعداد لمعارك دفاعية".

تقسيم غزة إلى ثلاثة أجزاء

مع بدء سريان وقف إطلاق النار، قسّم جيش الاحتلال قطاع غزة إلى ثلاثة أجزاء، كل جزء منها تحت قيادة فرقة مختلفة. الفرقة 162، التي أنهت العملية في جباليا وبيت حانون، مسؤولة عن المنطقة من شمال القطاع حتى الجزء الشمالي من محور نتساريم. في المقابل غادر لواء جفعاتي ولواء ناحل، من الفرقة نفسها، القطاع للراحة بعد نحو عام وثلاثة أشهر من القتال. وبعد انتهاء مدة الاستراحة، سينتقل لواء ناحل، الذي قُتل 67 من جنوده وضباطه منذ بداية الحرب وقاد المعارك الأخيرة في بيت حانون، لشنّ عمليات عسكرية في شمال الضفة الغربية، كما سيستعد لاحتمال بدء عملية عسكرية كبيرة هناك.

Image
تعرّف إلى المحورين اللذين تهدد بهما إسرائيل صفقة غزة

أما القوات التابعة للفرقة ذاتها، والتي بقيت في قطاع غزة، فتتكون بالأساس من لواءي المدرّعات النظاميين 188 و401، وتتمركز على طول الحدود في المنطقة العازلة، حيث قد تبقى هناك حتى بعد انتهاء المرحلة الثانية من اتفاق الصفقة. ويقوم جيش الاحتلال بأعمال بنية تحتية باستخدام أدوات هندسية في المنطقة العازلة، فيما يُلزمه اتفاق وقف إطلاق النار بتجنّب القيام بتفجيرات. كما ينشر دبابات ومدرعات وقوات مشاة في المنطقة بزعم منع تمركز عناصر حماس بالقرب من السياج الحدودي، ومنع مرور المدنيين الغزيين في هذه المناطق.

وتتولّى الفرقة 99 في جيش الاحتلال المسؤولية عن منطقة محور نتساريم. ووفقاً لاتفاق وقف إطلاق النار، سيتعيّن على جيش الاحتلال الانسحاب من المكان في مراحل متقدّمة من الصفقة. وفي الوقت الحالي، يحتل المكان جنود من لواءي مدرعات في الفرقة. ويُذكر أن قوات الاحتلال شنّت من هناك هجمات وعمليات دهم خلال سير المعارك.

وتتولى "فرقة غزة" في جيش الاحتلال القيادة في جنوب القطاع. وتشمل قواتها لواء احتياط، ولواء مدرّعات، وكتيبة مدرّعات، بزعم حماية محور فيلادلفي (صلاح الدين)، والذي سيكون الاحتلال مطالباً بمغادرته في مراحل لاحقة من الصفقة.

وعلى الرغم من تصريحات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بأن الجيش لن ينسحب من المحور، أشارت "هآرتس" إلى أنّ الأخير لم يتلق تعليمات مختلفة عما تم تحديده في إطار الصفقة بين حماس وإسرائيل. لذلك، يستعد الجيش للانسحاب من المحور وفقاً لشروط الصفقة، ويوضح أنه يمكن إخلاء القوات والبنى التحتية التي أقيمت هناك فوراً. وإلى جانب ذلك، يشدد جيش الاحتلال على أن الانسحاب من المحور هو قرار سيتم اتخاذه من قبل القيادة السياسية.

المساهمون