المستوطنون يواصلون اقتحاماتهم المكثفة للمسجد الأقصى

المستوطنون يواصلون اقتحاماتهم المكثفة للمسجد الأقصى... ومواجهات في بلدة العيسوية

28 سبتمبر 2021
قوات الاحتلال تفرض قيوداً مشددة على تجمعات الفلسطينيين في باحات المسجد الأقصى (Getty)
+ الخط -

واصل المستوطنون المتطرفون، صباح اليوم الثلاثاء، اقتحاماتهم للمسجد الأقصى المبارك في القدس المحتلة بشكل مكثف، وضمن مجموعات كبيرة، ضمّت كل واحدة منها العشرات، بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي الخاصة.

وقال مصدر في دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، فضّل عدم ذكر اسمه في حديثه لـ"العربي الجديد"، "إنّ قوات الاحتلال صعّدت اليوم ممارساتها القمعية بحق من كان في ساحات المسجد الأقصى من المصلين، إذ اعتدت بالضرب على أحد الشبان واقتادته إلى أحد مراكزها، بينما فرضت قيوداً مشددة على تجمّعات الفلسطينيين هناك واحتجزت بطاقات هوية العديد منهم".

ولفت المصدر إلى أنّ المستوطنين كثّفوا اقتحاماتهم وممارساتهم في المسجد الأقصى "ليكرّسوا واقعاً جديداً، حيث باتوا يؤدون صلواتهم التلمودية علناً في الساحات على مرأى من قوات الاحتلال، التي لم تمنعهم من ذلك على ما جرت عليه العادة في السابق".

وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد احتجزت، فجر اليوم الثلاثاء، حافلة ركاب لفلسطينيين من مدينة أم الفحم داخل فلسطين المحتلة عام 1948 كانت متوجهة إلى الأقصى، وأرغمت سائقها والركاب على العودة من حيث أتوا، قبل أن تعتقل شابين هما محمد الطاهر ومحمد استيتي.

بدورها، أعلنت جماعة ما يسمى "جبل البيت"، اليوم الثلاثاء، أنّ ما مجموعه 3597 مستوطناً شاركوا، حتى أمس الاثنين، في اقتحامات المسجد الأقصى خلال ما يسمى بـ"عيد العرش"، ما يشكل ارتفاعاً كبيراً في أعداد المقتحمين مقارنة باقتحاماتهم العام الماضي.

تأتي هذه الاقتحامات في وقت يوافق فيه اليوم ذكرى الانتفاضة الثانية التي اندلعت في 28 سبتمبر/ أيلول عام 2000، في أعقاب اقتحام وزير جيش الاحتلال آنذاك أرئيل شارون ساحات المسجد الأقصى، ما فجّر مواجهات عنيفة وتسبب باندلاع الانتفاضة الثانية، التي ارتقى أثناءها آلاف الشهداء وعشرات آلاف الجرحى.

من جانب آخر، شهدت بلدة العيسوية في القدس المحتلة مواجهات، الليلة الماضية، بين قوات الاحتلال وشبان فلسطينيين، وسط انتشار لقوات الاحتلال في أحياء البلدة، وإلقاء القنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع بشكل عشوائي.

إصابة فلسطينيين بعد إطلاق الاحتلال الرصاص خلال مواجهات في بلدة قباطية

على صعيد منفصل، أُصيب شابان فلسطينيان بجروح في الأطراف السفلية، اليوم الثلاثاء، بعد إطلاق قوات الاحتلال الرصاص الحي خلال مواجهات اندلعت في بلدة قباطية جنوبي جنين شمالي الضفة الغربية، تزامناً مع مداهمة منزلي ذوي الأسيرين علي تيسير زكارنة وعلاء أبو فراشة وتفتيشهما.

وذكرت مصادر صحافية ومحلية أنّ اشتباكات مسلحة اندلعت، فجر اليوم الثلاثاء، بين مقاومين فلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي في بلدة قباطية.

في سياق آخر، أُصيب راعي الأغنام عثمان أبو قبيطة بجروح في رأسه ورضوض في أنحاء مختلفة من جسده، اليوم الثلاثاء، في اعتداء للمستوطنين بمسافر يطا جنوبي الخليل جنوبي الضفة الغربية، ونُقل الراعي إلى المستشفى لتلقي العلاج، وفق ما أفاد به منسق لجنة الحماية والصمود في مسافر يطا وجبال جنوب الخليل فؤاد العمور في تصريح صحافي.

على صعيد آخر، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الليلة الماضية، الشاب مصطفى مزهر من قرية دير نظام شمال رام الله وسط الضفة الغربية، وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة.

مذكرة احتجاج رسمية أردنية تطالب إسرائيل بالكف عن انتهاكاتها في القدس 

من جهتها، وجّهت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنيين مذكرة احتجاج رسمية طالبت فيها إسرائيل بالكف عن انتهاكاتها واستفزازاتها في المسجد الأقصى.

ودانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنيين، وفق بيان صدر اليوم الثلاثاء، استمرار الانتهاكات الإسرائيلية في المسجد الأقصى المُبارك، والتي كان آخرها السماح بدخول المتطرفين للحرم القدسي الشريف، بأعدادٍ كبيرةٍ وبحماية من الشرطة الإسرائيلية، في فترة الأعياد اليهودية الممتدة خلال سبتمبر/ أيلول الجاري، فضلاً عن الاستمرار في إعاقة عمل موظفي إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك الأردنية.

وقال الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير هيثم أبو الفول، إن الوزارة وجّهت اليوم مذكرة احتجاج رسمية طالبت فيها إسرائيل بالكف عن انتهاكاتها واستفزازاتها، واحترام الوضع القائم التاريخي والقانوني، واحترام حرمة المسجد، وسلطة إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك الأردنية. 

المساهمون