المحكمة العليا في لندن ترفض إلغاء رحلة 14 يونيو إلى رواندا

المحكمة العليا في لندن ترفض إلغاء رحلة 14 يونيو إلى رواندا لكنها تقبل الاستئناف

10 يونيو 2022
من وقفة احتجاجية في لندن رفضاً للترحيل (Getty)
+ الخط -

رفضت المحكمة العليا في لندن، الجمعة، تأجيل الرحلة المقرّرة في 14 يونيو/حزيران لترحيل ما يقارب مئة طالب لجوء إلى رواندا.

وعقدت المحكمة، صباح الجمعة، جلسة طارئة للبتّ في شرعية الرحلة الأولى المقرّرة في 14 يونيو/ حزيران، استمرّت أكثر من سبع ساعات، ولم يصدر القاضي حكمه حتى الساعة السادسة مساء، أي بعد ساعة ونصف من موعد إغلاق المحكمة أعمالها اليومية.

وذكر مصدر مطلع، لـ"العربي الجديد"، أن المحامين المتطوّعين للتصدّي لخطة رواندا لم يتمكنوا من المرافعة عن كل طالبي اللجوء المهدّدين بالترحيل، من جهة بسبب عدم إفصاح وزارة الداخلية عن العدد الدقيق لمن تضمّهم الرحلة الأولى تلك، ومن جهة ثانية لأن عدد من استطاعوا الوصول إليهم كبير، وليس ثمة متّسع من الوقت للنظر في كل القضايا.

وتمّ رفع قضيتين أساسيتين للمحكمة العليا للنظر فيهما، الأولى قضية رأي عام، والثانية تتضمّن عشر قضايا شخصية لسوريين تسلّموا بطاقات ترحيلهم إلى كيغالي يوم الثلاثاء المقبل.

وفي نهاية جلسة الجمعة، تمّ رفض قضية الرأي العام التي تضمّ كل المهدّدين بالترحيل، وتمّ رفض قضايا أربع سوريين، فيما قُبلت قضايا الستة الآخرين.

ويؤكّد المصدر المطلع أن لا معلومات لديهم عن السبب الذي دفع القاضي لقبول طلبات ورفض أخرى، مكتفياً بالقول إنه لا دلائل كافية على ضرورة إلغاء ترحيل السوريين الأربعة.

من جهة أخرى، قبلت المحكمة طلب الاستئناف الذي تقدّم به المحامون، وستعقد جلسة أخرى صباح الإثنين، أي قبل يوم واحد من موعد إقلاع الرحلة تلك.

وذكر مستشار قانوني مشارك في تلك القضية، لـ"العربي الجديد"، أن "هذا الخبر مطمئن بعض الشيء، خاصة أن قاضياً مختلفاً سيبتّ في القضية خلال الجلسة المقبلة بعد يومين"، مضيفاً أن "القاضي المكلّف بدراسة القضية في جلسة اليوم كان الأسوأ على الإطلاق حرفياً".

وحضرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين جلسة المحكمة، وقدّمت، بحسب المستشار القانوني، دعماً كبيراً للمحامين وللقضية ككل.

وفي هذه الأثناء، استجابت إحدى شركات الطيران الخاصة الثلاث "المتواطئة"، بحسب المنظمات الحقوقية، مع خطة الترحيل، للمطالب والرسائل التي انهالت عليها منذ يوم أمس، وأعلنت عن عدم نيّتها المشاركة في الرحلات الجوية إلى رواندا.

وقالت شركة "تايتن إيرويز" البريطانية الخاصة في تغريدة لها: "كثيرون عبّروا عن قلقهم من أن نشغّل طائراتنا في رحلات إلى رواندا. ومع أننا لا نعلّق بشكل عام على جدول رحلاتنا أو عملنا، إلا أننا نؤكّد عدم انخراطنا في الرحلات المقرّرة إلى رواندا".

وفي اتصال مع "العربي الجديد"، قالت كلير موسلي، مؤسّسة جمعية "كير فور كاليه" التي تعنى باللاجئين: "لقد خسرنا معركة اليوم، لكننا لم نخسر الحرب"، مؤكّدة أن "الدعاوى القضائية مستمرة مهما حصل"، وأن "الإجراء الذي تقوم به وزارة الداخلية عبر تخييرها طالبي اللجوء بالسفر إلى رواندا أو العودة إلى بلدهم الذي هربوا منه غير قانوني".

وفي انتظار جلسة الاستئناف التي ستعقدها المحكمة العليا يوم الإثنين، تكمل منظمات المجتمع المدني جهودها في التصدّي لهذه الخطة بشكل عام، وليس فقط ما يخصّ قضايا فردية.

وأعلنت المحكمة، الجمعة، بحسب مصدر خاص تحدّث لـ"العربي الجديد"، أنها ستنظر في الخطة بأكملها قبل نهاية يوليو/ تموز.

وما زال الحشد مستمراً لتظاهرتين كبيرتين يومي الأحد والإثنين أمام "بروك هاوس"، أحد مراكز الاحتجاز بالقرب من مطار "غيتويك"، ما قد يشكّل عامل ضغط إضافي على قرار المحكمة وعلى الحكومة البريطانية، التي تؤكّد أنها ماضية في الخطة مهما علت الأصوات ضدّها.