القضاء الإسباني يرفض اعتقال زعيم "البوليساريو" وسحب جواز سفره

القضاء الإسباني يرفض اعتقال زعيم "البوليساريو" وسحب جواز سفره

01 يونيو 2021
محامي غالي: موكلي ينفي ارتكاب أي مخالفات (Getty)
+ الخط -

انتهت أولى جلسات الاستمتاع إلى زعيم جبهة "البوليساريو" الانفصالية إبراهيم غالي، اليوم الثلاثاء، من قبل المحكمة الوطنية، أعلى محكمة جنائية إسبانية، برفض وضعه في الاعتقال الاحتياطي وسحب جواز سفره إلى حين انتهاء التحقيق معه، فيما تبدو الأزمة بين الرباط ومدريد متجهة نحو المزيد من التعقيد في ظل أنباء عن قرب مغادرة غالي للأراضي الإسبانية عبر طائرة جزائرية.
وقرر القاضي الإسباني بالمحكمة الوطنية سانتياغو بيدراز، بعد تحقيق دام ساعتين عبر تقنية "الفيديو"، رفض طلب محامي الضحايا توقيف زعيم" البوليسايو" بشأن تهم "التعذيب، والإبادة الجماعية، والاغتيال، والإرهاب، والجرائم ضد الإنسانية، والاختطاف"، مكتفيا بطلب تحديد عنوانه.
وكشفت وسائل إعلام إسبانية أن غالي، الذي تم إدخاله منذ 18 إبريل/نيسان الماضي إلى مستشفى إسباني في ظروف غامضة بهوية جزائرية مزورة، نفى أثناء  التحقيق معه التهم الموجهة إليه، معتبرا إياها "سياسية"، في حين قال ماركوس أولي، محامي زعيم جبهة البوليساريو، في تصريحات لوسائل إعلام بعد انتهاء التحقيق، إن موكله نفى أمام قاضي المحكمة الوطنية ارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان ضد سكان الصحراء، مضيفا أن الزعيم الانفصالي "لم يكن لديه أي نوع من المسؤولية" في الاتهامات التي وجهها إليه الضحايا.

وبحسب صحيفة "إلموندو" الإسبانية، فإن قرار القاضي بيدراز يعود لما اعتبره "ضعف الأدلة"، وأن "التهم الموجهة إليه مشكوك فيها ما عدا واحدة"، وأن "لا أدلة ثابتة تؤكد مسؤوليته عن أي جريمة"، لافتة إلى أن القاضي خلص إلى أنه لا يمكن إخضاعه لإجراءات منع السفر والسجن لمجرد دخوله البلاد بطريقة غير قانونية، وأن "خطر فراره من العدالة ضعيف، كما أنه لا يمكن إتلاف الأدلة".
بالمقابل، أكدت المحامية مريانا دلماس، من طاقم الدفاع عن الضحايا، وجود "مؤشرات ووقائع دالة" تثبت تورط الزعيم الانفصالي، مطالبة بحسبه احتياطيا ومنعه من مغادرة إسبانيا إلى حين انتهاء التحقيق معه.
وتزامن مثول غالي أمام القاضي، لأول مرة، مع وقفة احتجاجية، نظمها ضحاياه في العاصمة الإسبانية مدريد، مطالبين بأن تأخذ العدالة مجراها، وإنصافهم القضاء الإسباني.

 واعتبر فاضل بريكة، المنشق عن الجبهة والحاصل على الجنسية الإسبانية عام 2020، في تصريح لوكالة "المغرب العربي للأنباء"، أن "المثول أمام المحكمة اليوم لمجرم الحرب الذي عذب وقتل مئات الأشخاص يعد انتصارا لضحاياه الذين يطالبون بالعدالة"، و"خطوة إلى الأمام نحو إحقاق العدالة"، وأن هذه الخطوة بداية لمحاكمة ستشمل أيضا قادة آخرين من "البوليساريو".

وقال بريكة، الذي كان قد تقدم بشكوى ضد غالي يتهمه فيها بـ"ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، واعتقاله غير القانوني وتعذيبه في مخيمات تندوف"، مؤكدًا ثقته باستقلالية العدالة الإسبانية باتخاذ الإجراءات المناسبة لمحاسبة "المجرم على أفعاله الشنيعة".
وفيما لم يصدر عن المغرب، إلى حدود الساعة، أي موقف بشأن مثول غالي، يفتح قرار القاضي الإسباني الباب أمام زعيم "البوليساريو" للمغادرة، ما يؤشر على مزيد من توتر العلاقات بين الرباط ومدريد، خاصة في ظل كشف صحيفة "إلموندو" الإسبانية، أن طائرة تابعة للقوات الجوية الجزائرية أقلعت في وقت مبكر من صباح اليوم من الجزائر العاصمة من أجل نقله، لافتة إلى أن "قرار القاضي بيدراز كان هو الشرط الوحيد بهبوط الطائرة الجزائرية".
وكان المغرب قد استبق، مثول غالي أمام المحكمة العليا الإسبانية، بإصدار بيان اتهم فيه مدريد بـ" التواطؤ مع خصوم المملكة للنيل من وحدة أراضيها"، معتبرا أن جذور الأزمة في الواقع تتمثل في الثقة التي انهارت بين الشريكين.
بالمقابل، اتهم رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز الرباط بـ "توظيف ورقة الهجرة بسبب خلافات حول السياسات الخارجية، في إشارته إلى موقف مدريد من نزاع الصحراء، معتبرا أنه "من غير المقبول أن تفتح الحدود أمام عشرة آلاف مهاجر لكي يتمكنوا في أقل من 48 ساعة من دخول مدينة إسبانية".
وتعيش العلاقات المغربية الإسبانية على وقع أزمة مكتومة مستمرة منذ أشهر بين المغرب وإسبانيا، أشعلها استقبال مدريد لزعيم "البوليساريو"، في 18 إبريل/ نيسان الماضي، بهوية جزائرية مزيفة، للعلاج بعد إصابته بفيروس كورونا. فيما زاد تدفق المهاجرين من الأراضي المغربية إلى مدينة سبتة المحتلة الأسبوع الماضي من حدة الأزمة.