المحافظون الأوفر حظاً في الانتخابات الألمانية واليمين المتطرف يأمل تحقيق مفاجأة

20 فبراير 2025   |  آخر تحديث: 15:06 (توقيت القدس)
ميرز خلال تجمع انتخابي لحزبه في فيشتا شمالي ألمانيا 19 فبراير 2025 (فابيان بيمر/فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يسعى المحافظون بقيادة فريدريش ميرز لتحقيق أغلبية مطلقة في الانتخابات الألمانية المقبلة لفرض سياسات متشددة بشأن الهجرة، مدعومين من اليمين المتطرف وإدارة ترامب، في ظل تباطؤ اقتصادي بعد انهيار ائتلاف المستشار أولاف شولتز.
- تركز الحملة الانتخابية على قضايا الهجرة والاقتصاد، حيث يدعو ميرز لإغلاق الحدود ورفض دخول الأجانب غير الموثقين، مع وعود بإصلاحات اقتصادية لتعزيز القوة الصناعية، رغم الشكوك حول تنفيذها.
- يواجه الحزب الديمقراطي الاجتماعي خطر هزيمة تاريخية، مع تزايد المخاوف من الفوضى السياسية وصعود اليمين المتطرف، مما يثير قلق المواطنين حول استقرار البلاد ومستقبلها السياسي.

يسعى المحافظون بزعامة فريدريش ميرز إلى تأمين غالبية مطلقة في الانتخابات الألمانية التشريعية المقررة الأحد، لفرض سياستهم المتشددة بشأن الهجرة في مواجهة اليمين المتطرف الذي يحظى بدعم إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وتتجه أنظار العواصم الأوروبية إلى الانتخابات المبكرة في الدولة صاحبة الاقتصاد الرائد في القارة، والذي تباطأ منذ انهيار ائتلاف المستشار أولاف شولتز في نهاية عام 2024، في خضم أزمة في نموذجها الصناعي والجيوسياسي.

وأدى الدعم الصريح الذي قدمه مساعدون لترامب لحزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف، إلى زيادة الاستقطاب في بلد اعتاد ساسته على الحلول الوسط. لكن نتائج استطلاعات الرأي ظلت ثابتة، مع 30% من الأصوات للمحافظين من الحزب الديمقراطي المسيحي/الاتحاد الاجتماعي المسيحي، و20% لحزب البديل من أجل ألمانيا وهي نسبة غير مسبوقة.

في مناظرة تلفزيونية أخيرة مع شولتز مساء الأربعاء، دعا ميرز الألمان إلى منحه تفويضاً قوياً "لحل المشكلتين الرئيسيتين في البلاد: الهجرة والاقتصاد". وحذّر من أنه إذا لم يحصل ذلك "فإنهم سيتقدمون علينا وعلى جميع الأحزاب الديمقراطية الوسطية"، محمّلاً الحكومة المنتهية ولايتها مسؤولية صعود حزب البديل من أجل ألمانيا.

ومع استبعاد التحالف مع هذا الحزب، ترى سودها ديفيد-فيلب من مركز "صندوق مارشال الألماني للولايات المتحدة" للأبحاث، في تصريح لوكالة فرانس برس، أنّ "السؤال هو كيف سيشكل (ميرز) ائتلافاً مستقراً"، وهو يفضّل أن يكون ذلك مع حليف واحد. ويواجه الحزب الديمقراطي الاجتماعي بزعامة أولاف شولتز خطر التعرض لهزيمة تاريخية (15% فقط من نيّات التصويت)، حتى وإن ظل الأخير متمسكاً بالأمل في حشد الناخبين الذين لم يحسموا خيارهم بعد. ومن المنتظر أن يحصل حزب الخضر على 14% من الأصوات في الانتخابات الألمانية.

مخاوف من الفوضى بعد الانتخابات الألمانية

يقول تريستان، وهو طالب يبلغ 28 عاماً من برلين، "أعتقد أن كثيراً من الناس متوترون للغاية (...) بشأن مفاوضات الائتلاف"، مضيفاً، في تصريح لـ"فرانس برس"، "إنهم يخشون أن تسود الفوضى قبل تشكيل الحكومة". في فرانكفورت، يشعر رالف تيشنر وهو صاحب مطعم يبلغ 57 عاماً، بالقلق إزاء صعود اليمين المتطرف "لأن بلداً تبلغ فيه نسبة التصويت لصالح البديل من أجل ألمانيا 21% أو أكثر ليس بلداً نحب أن نعيش فيه".

هيمنت المخاوف بشأن الهجرة إلى حد كبير على حملة الانتخابات، بعد أن شهدت ألمانيا سلسلة من الهجمات الدامية. وشدد ميرز الذي يتهم حكومة شولتز بالتراخي، من موقفه، داعياً إلى إغلاق الحدود ورفض دخول أي أجنبي لا يحمل الوثائق اللازمة، بما يشمل طالبي اللجوء. كما عمل على إقرار نصّ غير ملزم بهذا الشأن في مجلس النواب بدعم من "البديل من أجل ألمانيا"، في خطوة غير مسبوقة على المستوى الاتحادي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.

وأثار التعاون الذي اعتبره كثيرون بمثابة بداية تطبيع مع الحزب المتطرف، احتجاجات واسعة النطاق في ألمانيا. وما زاد الطين بلة الخطاب الذي ألقاه نائب الرئيس الأميركي جاي دي فانس الجمعة في ميونخ وحثّ فيه الأحزاب التقليدية في ألمانيا على التخلي عن رفضها للتحالف مع اليمين المتطرف.

الموضوع الرئيسي الآخر للحملة هو التباطؤ الاقتصادي الذي تجلى في الأشهر الأخيرة في العديد من الخطط الكبرى لخفض الوظائف، خاصة في قطاع صناعة السيارات. وتقول الخبيرة ديفيد-فيلب إن البلاد "في حاجة واضحة إلى إصلاحات واستثمارات وعمال مهرة". وعد ميرز بإعادة بناء القوة الصناعية لألمانيا من خلال خفض الضرائب على الشركات وتقليص البيروقراطية.

لكن هولغر شميدينغ، الخبير الاقتصادي في بنك بيرينبرغ، شكك في قدرته على "تنفيذ برنامج إصلاحي كبير" بعد الانتخابات الألمانية. ويتوقف قسم كبير من الإصلاحات على نتائج الأحزاب الصغيرة: من المتوقع أن يحصد حزب "دي لينكه" اليساري الراديكالي العائد بقوة نحو 7% من الأصوات، أما حزب "سارة فاغنكيشت" اليساري والحزب الديمقراطي الحر الليبرالي فيقدر أن يحصلا على نحو 5% من الأصوات، وهي النسبة الدنيا المطلوب تأمينها لدخول البرلمان.

ويؤكد الخبير الاقتصادي أن هذه الأحزاب يمكن أن تعطل التعديلات الدستورية الهادفة إلى تخفيف القواعد الصارمة المتعلقة بالديون، وهو إصلاح يعتبر ضرورياً لتوفير السيولة للاستثمار في الاقتصاد والقوات المسلحة. يذكر أن الأحزاب المتطرفة مثل حزب اليسار وتحالف سارة فاغنكيشت والبديل من أجل ألمانيا، التي تشترك في رفض المساعدات العسكرية لأوكرانيا، يمكن أن تحظى بأقلية معطلة في التصويت على قوانين رئيسية في هذا المجال.

(فرانس برس، العربي الجديد)