المجموعة العربية في الأمم المتحدة: نرفض تهجير سكان غزة

14 فبراير 2025
مؤتمر صحافي للمجموعة العربية في الأمم المتحدة، 14 فبراير 2025 (لقطة شاشة/يوتيوب)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أكدت المجموعة العربية في الأمم المتحدة رفضها لتهجير الفلسطينيين في غزة، معتبرة ذلك انتهاكاً لاتفاقية جنيف الرابعة، ودعت إلى وقف العدوان الإسرائيلي في الضفة الغربية.
- شدد طارق البناي على تطبيق قرار مجلس الأمن 2735 لوقف إطلاق النار وعودة الفلسطينيين، ورفض أي تغيير ديمغرافي في غزة، مع التأكيد على حل الدولتين.
- أكد السفير رياض منصور على أهمية تنفيذ قرار مجلس الأمن 2735 وإنهاء الاحتلال، مشيراً إلى مؤتمر دولي لدعم فلسطين واحترام رغبات الشعب الفلسطيني.

شددت المجموعة العربية في الأمم المتحدة، اليوم الجمعة، على رفض تهجير الفلسطينيين في غزة وبشكل قاطع، معتبرة أنه يشكّل انتهاكاً واضحاً للمادة 49 من اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949، التي تحظر النقل القسري للسكان المحميين من الأراضي المحتلة بغض النظر عن الدوافع.

جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده رئيس المجموعة العربية للأمم المتحدة في نيويورك للشهر الحالي، طارق البناي، متحدثاً باسم المجموعة العربية، بوجود السفراء العرب، وسفراء مجموعات أخرى تدعم البيان الصادر عن الدول العربية، بما فيها المجموعة الإسلامية، ودول عدم الانحياز، ودول من أميركا اللاتينية وأفريقيا، وغيرها.

وأشاد البناي بـ"الموقف الحازم للمجتمع الدولي في رفض هذه المقترحات، وتأكيد عدم شرعيتها بموجب القانون الدولي"، لافتاً إلى أنه "من الضروري أن ترفضها الدول الأعضاء بشكل موحد وصريح"، قائلاً: "هذا أمر غير مقبول، سواء كان ضد الشعب الفلسطيني أو أي دولة أخرى". وسلّط البناي الضوء كذلك على "العدوان الإسرائيلي الموسع المستمر والمقلق في الضفة الغربية"، مشيراً إلى أن هذه الإجراءات تشكل انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي، ويجب أن تتوقف على الفور.

وتحدث عن ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي بوصفهما ركيزة أساسية من أجل الحفاظ على السلام والأمن في جميع أنحاء العالم. وقال: "ما شهدناه خلال الأشهر الخمسة عشر الماضية، يعرّض نظامنا المتعدد الأطراف للخطر. كان اعتماد مجلس الأمن للقرار 2735 بمثابة بصيص أمل لإنهاء العدوان الإسرائيلي على غزة، ونحن نحث مجلس الأمن على دعم وتطبيق مبادئ القرار، التي تدعو إلى وقف إطلاق النار الفوري والكامل والشامل، وعودة المدنيين الفلسطينيين إلى منازلهم وأحيائهم في جميع مناطق غزة، والتوزيع الآمن والفعال للمساعدات الإنسانية على نطاق واسع، ورفض أي محاولة للتغيير الديمغرافي أو الإقليمي في قطاع غزة، بما في ذلك أي إجراء من شأنه تقليص أراضي غزة، والالتزام الثابت بحل الدولتين بما يتفق مع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة".

وأشار ضمناً إلى تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول تهجير الفلسطينيين، والتطهير العرقي، وبناء "ريفييرا" على سواحل غزة، من دون أن يسميها أو يذكرها، حين قال "الدول العربية تريد أن نرى ريفييرا، ريفييرا غزة الفلسطينية في دولة فلسطين المستقلة المعترف بها دولياً".

منصور: لتنفيذ قرار مجلس الأمن بشأن غزة

من جهته، قال السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة رياض منصور، إن وجود عدد كبير من السفراء يقفون اليوم خلال المؤتمر الصحافي من دول ومناطق مختلفة، يظهر التزام تلك الدول بعدد من الأمور، من بينها "إننا كمجتمع دولي متحدون وراء تنفيذ القرار 2735 الذي تبناه مجلس الأمن، ولم يصوّت أحد ضده، ونريد أن نرى تنفيذ هذا القرار أيضاً، وكان لدينا وفد عربي كبير التقى الأسبوع الماضي برئيس مجلس الأمن (الصين للشهر الحالي)، ونقلنا له مشاعرنا، ورفضنا للتطهير العرقي، والتهجير القسري للشعب الفلسطيني خارج وطنه، خاصة من قطاع غزة".

وتحدث منصور عن حاجة الفلسطينيين إلى "أفق سياسي ووضع حدّ لهذا الاحتلال غير القانوني في أقرب وقت ممكن، كما عبّرت عنه محكمة العدل الدولية، وكما أقرته الجمعية العامة، بأن هذا الاحتلال غير قانوني، ويجب أن ينتهي في غضون عام". وتحدث عن المؤتمر الدولي الذي من المفترض عقده في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في يونيو/ حزيران، برئاسة المملكة العربية السعودية وفرنسا. وقال "لن يكون هذا المؤتمر مؤتمراً عادياً نجتمع فيه وندلي ببيانات ونصدر إعلاناً. نحن في المراحل الأولى من مطالبة الدول بإعلان التزاماتها بما ستفعله بالضبط من أجل المساهمة في وضع حد لهذا الاحتلال غير القانوني. لذا، بحلول الوقت الذي نجتمع فيه في يونيو، سيكون لدينا تلخيص لكل هذه الالتزامات العملية، بما في ذلك دعم حكومة دولة فلسطين، وتعزيزها، والسماح لها بالقدرة على تحمل مسؤوليتها تجاه الشعب الفلسطيني".

وشدد كذلك على ضرورة أن يحترم المجتمع الدولي رغبات الشعب الفلسطيني. وأضاف "الشعب الفلسطيني الذي سار، نصف مليون منهم، على أقدامهم من الجزء الجنوبي من غزة إلى الجزء الشمالي منها، مدركون أنهم ذاهبون إلى ممتلكات ومنازل مدمرة. إنها إشارة واضحة إلى أنهم يريدون العودة إلى الأماكن التي ولدوا فيها، حيث لديهم ذكريات، حيث لديهم قصص، حيث لديهم صلة بينهم وبين الأرض... احترموا ما يقررونه، لا تقتلوهم، لا تجوعوهم، لا تحرموهم من المستشفيات، لا تحرموهم من المدارس، ثم تقولوا إن لديهم الحق في الهجرة بعيداً عن الجحيم. هذا ليس عادلاً، وهذا ليس صحيحاً، وهذا لا يتوافق مع الإنسانية".