استمع إلى الملخص
- تعهد كارني بالتصدي للحرب التجارية ودعا للوحدة الوطنية، بينما أبدى زعيم المحافظين بيير بويليفري استعداده للتعاون. وأشار وزير الثقافة إلى أن هجمات ترامب أثارت مشاعر قومية ساعدت الليبراليين.
- تلقت النتائج ترحيبًا دوليًا من قادة مثل أورسولا فون ديرلاين وكير ستارمر، بينما أبدت الصين استعدادها لتطوير العلاقات دون تهنئة مباشرة.
فاز حزب رئيس الوزراء مارك كارني الليبرالي بالانتخابات الاتحادية الكندية، أمس الاثنين، مُتوجاً تحولاً مذهلاً في الحظوظ السياسية تغذّى بفعل تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بضم كندا وشنّه حرباً تجارية ضدها. وقالت هيئة الإذاعة الكندية إن الليبراليين سيفوزون بعدد من مقاعد البرلمان البالغ عددها 343 مقعداً أكثر من حزب المحافظين. ولم يتضح بعد ما إذا كان الليبراليون سيحصلون على أغلبية مطلقة، ما سيمكنهم من تمرير التشريعات دون الحاجة إلى دعم أحزاب أخرى.
وتعهّد مارك كارني، الثلاثاء، بالانتصار على الولايات المتحدة في الحرب التجارية التي يشنّها دونالد ترامب، وبعدم نسيان "الخيانة" الأميركية، وقال مارك كارني أمام مناصريه ليل الاثنين الثلاثاء، إنّ "العلاقة السابقة مع الولايات المتحدة انتهت"، وأكد أنّ "الرئيس ترامب يسعى إلى كسرنا لامتلاكنا (ضمّناً)"، داعياً البلاد إلى الوحدة لمواجهة "الأشهر الصعبة المقبلة التي تتطلّب تضحيات".
من جانبه، تعهّد بوالييفر في خطاب الاعتراف بالهزيمة، العمل مع مارك كارني ووضع مصالح البلاد فوق الصراعات الحزبية في مواجهة "التهديدات غير المسؤولة" للرئيس الأميركي. من جانبه، اعتبر وزير الثقافة ستيفن غيلبو في حديث إلى محطة "سي بي أس" العامة، أنّ "الهجمات العديدة التي شنّها الرئيس ترامب على الاقتصاد الكندي وعلى سيادتنا وهويتنا، حرّكت الكنديين"، وأشار إلى أنّ الناخبين "وجدوا أنّ رئيس الحكومة كارني لديه خبرة على الساحة الدولية".
وفي السياق، أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين صباح الثلاثاء، أنّ العلاقات بين أوروبا وكندا "قوية وتتعزّز"، مهنّئة كارني على فوزه. وقالت عبر منصة إكس "أتطلّع إلى العمل معاً على نحوٍ وثيق، سواءً على المستوى الثنائي أو ضمن مجموعة السبع"، وأضافت "سندافع عن قيمنا الديمقراطية المشتركة ونشجّع على التعددية وندعم التجارة الحرة والعادلة".
في لندن أيضاً، هنّأ رئيس الحكومة البريطاني كير ستارمر، كارني، ورحّب بـ"تعزيز للعلاقات" بين الممكلة المتحدة وكندا. وقالت الصين إنّها "مستعدّة لتطوير العلاقات" مع كندا، من دون أن تعرب في الوقت الراهن عن أي تهنئة لليبراليين بزعامة كارني.
وكان الليبراليون على وشك التعرض لهزيمة ساحقة قبل أن يبدأ الرئيس الأميركي بمهاجمة اقتصاد كندا وتهديد سيادتها، ملوّحاً بإمكانية جعلها الولاية الأميركية الحادية والخمسين. وأثارت تصرفات ترامب غضب الكنديين وألهبت موجة من المشاعر القومية التي ساعدت الليبراليين على قلب مسار الانتخابات والفوز بولاية رابعة متتالية في الحكم.
وكان زعيم حزب المحافظين المعارض بيير بويليفري يأمل بأن تتحول الانتخابات إلى استفتاء ضد رئيس الوزراء السابق جاستن ترودو، الذي تراجعت شعبيته في نهاية فترة حكمه التي استمرت لعقد من الزمن مع ارتفاع أسعار الغذاء والإسكان.
ولا يصوّت الكنديون لاختيار رئيس الحكومة المقبل، الذي ليس عليه أن يكون بالضرورة عضواً في البرلمان أو مجلس الشيوخ، بل تقضي العادة بأن يكلّف الحزب الذي يحظى بأغلبية الأصوات في انتخابات كندا لاختيار أعضاء مجلس العموم بمرشحه لتشكيل الحكومة. وكان ترودو قد شكّل منذ 2015 ثلاث حكومات متعاقبة، منها اثنتان (2019 و2021)، لم يحظ فيها الليبراليون إثر انتخابات كندا بالأصوات الكافية لتشكيل حكومة أغلبية (النصف +1)، ما اضطرهم إلى تشكيل حكومة أقلية باعتبارهم حصلوا على أكبر عدد من الأصوات (وليس حكومة ائتلافية)، إذ اعتمدوا في التشريع على دعم أحزاب أخرى.
(أسوشييتد برس، فرانس برس، العربي الجديد)