الكيان الصربي في البوسنة ينظم استفتاءً حول مصير رئيسه

23 اغسطس 2025   |  آخر تحديث: 14:09 (توقيت القدس)
ميلوراد دوديك رئيس الكيان الصربي، موسكو 8 مايو 2025 (ألكسندر كرياجيف/الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يعتزم الكيان الصربي في البوسنة تنظيم استفتاء في 25 أكتوبر حول الحكم الصادر بحق رئيسه ميلوراد دوديك، الذي حُكم عليه بالسجن ومنع من الترشح للانتخابات، لكنه يرفض التنحي.
- أدين دوديك لعدم امتثاله لقرارات الممثل الدولي السامي كريستيان شميت، وتم تثبيت الحكم في أغسطس، لكنه تجنب السجن بدفع غرامة، ويعتبر المحاكمة محاولة لإقصائه سياسيًا.
- سيُدعى سكان جمهورية صربسكا للتصويت على قبول قرارات الممثل السامي، وسط تهديد دوديك بتنظيم استفتاء حول استقلال الكيان الصربي.

ينوي الكيان الصربي في البوسنة تنظيم استفتاء، في 25 أكتوبر/تشرين الأول القادم، حول الحكم الصادر في حقّ رئيسه ميلوراد دوديك، الذي حُكم عليه بالسجن سنة ومُنع من الترشّح للانتخابات لست سنوات، إثر عدم احترامه قرارات الممثّل الدولي السامي، لكنه يرفض التنحي. واعتُمد قرار إجراء الاستفتاء، ليل الجمعة السبت، في برلمان جمهورية صربسكا، الكيان الصربي في البوسنة، في بانيا لوكا (شمال) في ختام جلسة طارئة عُقدت لدعم دوديك (66 عاماً).

ودانت محكمة الدولة في ساراييفو، في فبراير/شباط الماضي، الرئيس القومي والانفصالي للكيان الصربي لعدم امتثاله لقرارات الممثّل الدولي السامي، كريستيان شميت، المكلّف السهر على تطبيق اتفاق السلام، المبرم قبل حوالى 30 سنة في مدينة دايتون الأميركية. وثُبّت الحكم أمام الاستئناف في الأوّل من أغسطس/آب الجاري.

وتجنّب دوديك تنفيذ عقوبته في السجن من خلال دفع غرامة ناهزت 19 ألف يورو، لكنه يرفض مغادرة منصبه، مندّداً بمحاكمة هدفها "إقصاؤه من الحياة السياسية"، واعتبر أن شميت، وهو وزير ألماني سابق يتولّى مهامه في البوسنة منذ 2021، بمثابة "محرّض".

وفي إطار الاستفتاء، سيُدعى سكان جمهورية صربسكا إلى الردّ على عدّة أسئلة لمعرفة إن كانوا يقبلون قرارات الممثّل السامي وأحكام محكمة الدولة وقرار اللجنة الانتخابية المركزية، الصادرة في السادس من أغسطس، بعزل ميلوراد دوديك. ومن بين 65 نائباً حضروا، صوّت خمسون على تنظيم الاستفتاء، بحسب ما أعلن رئيس البرلمان نيناد ستيفانديك. وامتنع نوّاب المعارضة الذين حضر بعضهم الجلسة عن التصويت.

"حقل ألغام"

وفي الأيّام الأخيرة، قال دوديك إنه ينتظر "لا" كبيرة من الاستفتاء، مهدّداً بتنظيم استفتاء لاحق حول استقلال الكيان الصربي في حال "عدم احترام رغبة الشعب"، وتوقّع أن يكلّل الاستفتاء الثاني بـ"نعم كبيرة". وقال النائب المعارض نيبويسا فوكانوفيك، المعروف بانتقاده الشديد لميلوراد دوديك: "لن أزعجكم.. لكنكم تسيرون في حقل ألغام"، مندّداً بـ"سياسة مغامرة".

وبعد انتهاء الحرب سنة 1995 قُسّمت البوسنة إلى كيانين بحكم ذاتي هما: جمهورية صربسكا والاتحاد الكرواتي المسلم، تربط بينهما حكومة مركزية. ويشرف على الشؤون السياسية والتشريعية، منذ 30 عاماً، ممثّل دولي سامٍ مكلّف تطبيق اتفاق دايتون. ويتولّى المنصب منذ أربع سنوات الألماني كريستيان شميت. ولا يخفي دوديك، الذي يرأس جمهورية صربسكا منذ 2006، مناهضته لشميت.

وحُكم على دوديك بالحبس إثر إدانته بإقرار قانونين في يوليو/تموز 2024 يحظران تطبيق قرارات الممثّل السامي وأحكام المحكمة الدستورية البوسنية، في الكيان الصربي. وأجرى شميت تعديلاً لقانون العقوبات ليُدرج فيه عقوبة السجن وحظر الأنشطة السياسية في حال مخالفة المسؤولين قراراته، ما أتاح محاكمة دوديك.

وأقرّ برلمان جمهورية صربسكا سلسلة من "الخلاصات"، من بينها رفض سلطة الممثّل السامي و"قراراته" و"تبعات هذه القرارات"، كذلك طالب البرلمان بأن يبقى دوديك "في منصبه رئيساً لجمهورية صربسكا" مع "رفض فكرة" تنظيم انتخابات رئاسية مبكرة لاختيار خلف له. ولا شكّ في أن هذا الاستفتاء الجديد سيشكّل اختباراً لقدرة الدولة المركزية على بسط سلطتها على أراضي البلد برمّته.

(فرانس برس)