استمع إلى الملخص
- الشيخ عبد الله علي الصباح يعود للحكومة بعد غياب منذ 2022، بخلفية مالية واقتصادية قوية، حيث شغل مناصب مهمة في الإدارة العامة للطيران المدني ووحدة التحريات المالية.
- التوسع في عدد الوزراء يأتي في ظل غياب مجلس الأمة، مما يعكس توجهاً نحو تعزيز التمثيل الحكومي في ظل الظروف السياسية الراهنة.
أصدرت الكويت، اليوم الثلاثاء، مرسوماً أميرياً قضى بتعديل محدود على شكل الحكومة، وهو تعديل عُيِّن بموجبه الشيخ فهد يوسف سعود الصباح ليكون النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للداخلية، والشيخ عبد الله علي عبد الله السالم الصباح في منصب وزير الدفاع. وارتفع عدد أعضاء الحكومة في الكويت بدخول وزير الدفاع الجديد إلى 17 وزيراً، بعدما كانت تضمّ 13 وزيراً فقط، حين صدور المرسوم الأميري بتشكيلها في 12 مايو/ أيار الماضي، على خلاف معظم الحكومات في السنوات الأخيرة، التي كانت تراوح ما بين 15 و16 وزيراً.
وسجّلت الحكومة ببلوغها 17 وزيراً، رقماً قياسياً غير مسبوق في تاريخ الحكومات الكويتية المتتالية طوال العقود الثلاثة الماضية، منذ تشكيل أول حكومة تلت أول انتخابات أُجريت بعد تحرير البلاد من غزو العراق في أكتوبر/ تشرين الأول 1992. وقدّم رئيس مجلس الوزراء، الشيخ أحمد عبد الله الأحمد الصباح، وزير الدفاع الجديد، بعد صدور مرسوم تعيينه مباشرةً، اليوم الثلاثاء، إلى أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، بحضور وليّ العهد الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح، حيث أدى أمامه اليمين الدستورية لمباشرة أعماله في الحكومة.
وقبل التعديل الحكومي الأخير، كان الشيخ فهد اليوسف الصباح يتولّى منصب وزير الدفاع في هذه الحكومة منذ تشكيلها في 12 مايو الماضي، إلى جانب تولّيه منصب وزير الداخلية بالوكالة. ويعود الشيخ عبد الله علي الصباح إلى الحكومة من جديد في ذات المنصب، بعدما تقلّده لأول مرة في حكومة رئيس مجلس الوزراء السابق، الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح، في أكتوبر/ تشرين الأول 2022، قبل أن يغادرها سريعاً بعدها بأشهر من تلقاء نفسه، بعد تقديم استقالته (غير رسمية) من المنصب أواخر العام، وهو ما تُداول حينها على نطاق واسع، من دون أن تنفيه الحكومة أو تؤكده آنذاك، في الوقت الذي تولّى فيه اختصاصات مهماته حينها بحكم منصبه، وزير الداخلية السابق، الشيخ طلال خالد الأحمد الصباح، قبل أن يغادر الشيخ عبد الله علي الصباح الحكومة بشكل رسمي في تشكيلها الذي تلاه في التاسع من إبريل/ نيسان 2023.
ومنذ ذلك الحين، لم تُكشف الأسباب الحقيقية لابتعاد الشيخ عبد الله علي الصباح عن المنصب الحكومي، فيما تُرجح مصادر مطلعة لـ"العربي الجديد" أنه بسبب خلافات في نهج الحكومة برئاسة نجل أمير الكويت السابق الشيخ أحمد النواف الصباح، ونائبه الأول وزير الداخلية الشيخ طلال الخالد الصباح. وبقي منصب وزير الدفاع منذ تشكيل حكومة إبريل 2023 إما يُتولّى بالوكالة، أو يتولاه بالأصالة من يتولّى وزارة الداخلية بالوكالة كما في التشكيل الأخير، وتناوب على المنصبين بهذه الطريقة على التوالي، الوزير السابق الشيخ طلال الخالد الصباح، الذي يقضي حكماً بالسجن مدة 7 سنوات على خلفية اختلاسات مالية في الوزارتين، والوزير الحالي الشيخ فهد اليوسف الصباح.
ومنذ مغادرة الشيخ عبد الله علي الصباح المنصب الحكومي أواخر عام 2022، لم يتولَّ أي منصب سياسي أو رسمي، وكان يشغل قبل دخوله الحكومة لأول مرة، منصب رئيس الإدارة العامة للطيران المدني، كذلك شغل قبلها عدداً من المناصب العامة، من بينها عمله في وحدة التحريات المالية الكويتية رئيساً لقسم مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، ثم أمين سر الوحدة.
ويأتي الشيخ عبد الله علي الصباح من خلفية مالية واقتصادية، حيث تخرّج من جامعة البحرين بدرجة البكالوريوس في تخصص إدارة الأعمال، وحاز شهادة في التحليل المالي من جامعة نيويورك في الولايات المتحدة الأميركية، ورخصة "Series 7" متخصصاً في العمل لدى بورصة نيويورك، إلى جانب كونه مراقباً مصرفياً. وهذا التعديل المحدود على تشكيل الحكومة الكويتية، هو التعديل الرابع الذي يطرأ عليها، بعد دخول وزيرين جديدين إليها في 29 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وهما طارق الرومي في منصب وزير النفط، وسيد جلال الطبطبائي في منصب وزير التربية.
ودخل الرومي إلى منصب وزير النفط، بعدما كانت تتقلد هذا المنصب بالوكالة وزيرة المالية وزيرة الدولة للشؤون الاقتصادية والاستثمار، نورة الفصام. بعد صدور مرسومين أميريين، في التاسع من سبتمبر/ أيلول الماضي، قضى الأول بقبول استقالة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير النفط، عماد العتيقي، والآخر تعيين الفصام في منصب وزير النفط بالوكالة، في ثاني تعديل تشهده حكومة الشيخ أحمد العبدالله الصباح.
في المقابل، تولى الطبطبائي منصب وزير التربية، بعدما كان يتقلّده بالوكالة، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، نادر الجلّال، في التعديل الوزاري الأول، الذي جرى في 25 أغسطس/ آب الماضي، والذي شمل تعيين خمسة وزراء، ودخول أربعة وزراء جدد، ومغادرة وزيرين آنذاك، الذي شهد دخول الوزيرة الفصام إليها، وهو ما وسّع مشاركة المرأة في الحكومة إلى ثلاث نساء، وهو الرقم الأعلى في تاريخ الحكومات الكويتية منذ نيل المرأة حقوقها السياسية عام 2005. وتكرر العدد نفسه مرة واحدة فقط، دام مدة قصيرة أكثر من شهر، ما بين ديسمبر/ كانون الأول 2019 ويناير/ كانون الثاني 2020، بعد استقالة الوزيرة غدير أسيري، عقب استهدافها من قِبل المعارضة الإسلامية بتقديم استجواب لها، جاء على خلفية مواقفها المعلنة من حراك البحرين المُعارض عام 2011.
وهذه هي المرة الثانية في تاريخ الكويت التي تُفصل فيها وزارة التربية عن وزارة التعليم العالي، حيث فُصلتا لأول مرة لفترة قصيرة، ما بين مارس/ آذار ونوفمبر/ تشرين الثاني 2021، ولكنّها المرة الأولى التي يتولّى فيها وزير حقيبة وزارة التعليم العالي منفردة، وهو نادر الجلّال، بعدما كان يتقلّد إلى جانبها عند فصلها لأول مرة، الوزير السابق محمد الفارس، منصب وزير النفط. ويأتي التوسع في أعداد أعضاء الحكومة الكويتية، وفق ما أكّدته مصادر لـ"العربي الجديد" في وقت سابق، خصوصاً مع غياب مجلس الأمة (البرلمان)، في ظل إصدار أمير الكويت أمراً أميرياً، في العاشر من مايو الماضي، بحلّ البرلمان ووقف العمل ببعض مواد الدستور، وذلك لمدة لا تزيد على أربع سنوات. وهذه الحكومة هي الـ46 في تاريخ البلاد، والأولى برئاسة الشيخ أحمد العبدالله الصباح، والثانية في عهد أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الصباح منذ تولّيه مقاليد الحكم في أواخر ديسمبر/ كانون الأول 2023.