استمع إلى الملخص
- جاءت القضية بعد نشر الساير مقطع فيديو ينتقد فيه الوضع العام في الكويت، مشيراً إلى فشل الحكومة في التقدم بملفات تهم المواطن، خاصة بعد تعليق البرلمان.
- الساير، الذي فاز بعضوية البرلمان أربع مرات متتالية، كان من أبرز شخصيات المعارضة البرلمانية وقاد احتجاجات بارزة في 2022.
أصدرت محكمة الجنايات في الكويت، اليوم الأحد، حكماً ببراءة النائب السابق في مجلس الأمة (البرلمان)، مهند الساير، وذلك في قضية "أمن دولة" على خلفية تهم تتعلق بـ"الطعن في صلاحيات الأمير". ويأتي الحكم الصادر بالبراءة لصالح النائب في البرلمان الكويتي لأربع دورات متتالية ما بين 2020 و2024، مهند الساير، في الشكوى المُقامة ضده من النيابة العامة التي استدعته في 5 يناير/كانون الثاني الماضي، من أجل التحقيق معه في قضية أمن دولة. جاء ذلك حينها على خلفية عدة تهم تتعلق بالطعن في حقوق وصلاحيات الأمير وإذاعة أخبار كاذبة وإساءة استخدام هاتف، قبل أن تأمر بتجديد حبسه مرتين، ثم أخلت سبيله في 7 يناير بكفالة مالية قدرها ألف دينار كويتي (أكثر من 3200 دولار).
وجاء تحرك القضية ضد الساير بعد يومين فقط من نشره مقطع فيديو مُسجّل على حسابه الرسمي في منصة "إكس"، انتقد من خلاله شلل الوضع العام، وذلك بعد سبعة أشهر من حلّ أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، البرلمان، وتعليق العمل ببعض مواد الدستور، وذلك لمدة لا تزيد عن أربع سنوات، وحمّل الحكومة خلال هذه الفترة الفشل في التقدم بأي من الملفات العامة التي تشغل المواطن الكويتي، خاصة في ظلّ انفرادها بإدارة الدولة من دون وجود البرلمان، والذي كان يُوصف بأنه مُعطّل لأعمالها ولإنجاز ملفات التنمية. وأشار إلى أنها انشغلت في "تطهير" ملف الجنسية الكويتية على حساب فئات ضعيفة مثل زوجة الكويتي، بدلاً من التركيز على تحسين حياة المواطنين العامة.
وفي أول تعليق على صدور الحكم، كتب الساير، على حسابه في إكس، قائلاً: "الحمدلله بعد حكم البراءة حمداً يليق بفضله في الرخاء والشدة، ثم شكراً لكل من ساند أو نصح أو أشاد أو انتقد، التعبير عن ما يدور في صدور الناس ونفوسهم وفقاً للقانون ليس جريمة، وسيظل القضاء هو الملاذ".
إن رقابة الرأي العام التي لا شك في أن الحكم الديمقراطي يأخذ بيدها ويوفر مقوماتها وضماناتها ، ويجعل منها مع الزمن العمود الفقري في شعبية الحكم.
— مهند طلال الساير (@MuhannadAlSayer) March 16, 2025
هي التي تفيء على المواطنين بحبوحة من الحرية السياسية ، فتكفل لهم مختلف مقومات الحرية الشخصية في جو مليء بهذه الحريات ينمو حتما الوعي… https://t.co/H34QYo30a5 pic.twitter.com/RONhdrQU8j
وخاض الساير انتخابات مجلس الأمة لأول مرة في 2016 ولم يحظَ بالعضوية، لكنّه نالها بعد ذلك أربع مرات على التوالي، بدءاً من الانتخابات التي تلتها عام 2020 ثم 2022 و2023 فـ2024، وحصل فيها جميعاً على مراكز متقدمة، وكان خلالها من أبرز شخصيات المعارضة البرلمانية، والتي قادت حراكاً احتجاجياً في صيف العام 2022 عُرف محلياً باسم "رحيل الرئيسين"، في إشارة إلى إطاحة تحالف رئيس الحكومة (الشيخ صباح الخالد الصباح) ورئيس البرلمان (مرزوق الغانم) آنذاك، وهو الاحتجاج الذي أطاحهما فعلاً، بعد تدشين مجموعة من النواب اعتصاماً مفتوحاً ومبيتاً داخل البرلمان، وكان من بينهم الساير.