الكونغو الديمقراطية ورواندا توقعان اتفاق سلام بوساطة أميركية قطرية

28 يونيو 2025   |  آخر تحديث: 28 يونيو 2025 - 03:03 (توقيت القدس)
روبيو يتوسط واغنر وندوهوجيريهي خلال حفل توقيع الاتفاق، 27 يونيو 2025 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تم توقيع اتفاق سلام في واشنطن بين الكونغو الديمقراطية ورواندا لإنهاء نزاع طويل الأمد في شرق الكونغو، يتضمن احترام وحدة الأراضي ووقف الأعمال العدائية، بعد جهود دبلوماسية مكثفة من قبل قطر والاتحاد الأفريقي.

- لعبت قطر دوراً محورياً في الوساطة بين الطرفين، مستضيفة لقاءات تفاوضية في الدوحة، بينما ساهمت الولايات المتحدة في استكمال الجهود الدبلوماسية، مشيرة إلى الفوائد الاقتصادية المحتملة من حقوق التعدين في الكونغو.

- رغم توقيع الاتفاق، تواجه المنطقة تحديات كبيرة لتحقيق سلام دائم، حيث شهدت انتهاكات متكررة لاتفاقات سابقة، مع أزمة إنسانية كبيرة ونزوح مئات الآلاف بسبب سيطرة حركة "23 مارس" المدعومة من رواندا.

وقعت الكونغو الديمقراطية ورواندا اتفاق سلام، يوم الجمعة، في واشنطن، لإنهاء نزاع خلّف آلاف القتلى في شرق الكونغو الديموقراطية. ويستند الاتفاق، الذي رحّب به الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إلى المبادئ التي جرت الموافقة عليها بين الدولتَين في إبريل/نيسان الفائت، وتتضمّن أحكاماً بشأن "احترام وحدة الأراضي ووقف الأعمال العدائية" في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، بعد الهجوم الذي قادته جماعة "23 مارس" المسلّحة.

وقال ترامب: "نحتفل بانتصار طال انتظاره بتوقيع اتفاق بين رواندا والكونغو الديمقراطية"، مشيداً بـ"قطر والاتحاد الأفريقي اللذين بذلا جهوداً كبيرة لتحقيق الاتفاق"، مضيفاً أن الدوحة "عملت بلا كلل للتوصل إلى اتفاق سلام".

وذكر الرئيس الأميركي: "تعرفون، لقد تقاتلوا لسنوات... وكان الأمر عنيفاً. واليوم نوقع معاهدة سلام. ولأول مرة منذ سنوات عديدة، سيعرفون السّلام. هذا أمر بالغ الأهمية"، مضيفاً أن "الولايات المتحدة تحصل على الكثير من حقوق التعدين من الكونغو في هذا الإطار". ومن المتوقع أن يستقبل ترامب الرئيسَين الرواندي بول كاغامي، والرئيس الكونغولي فيليكس تشيسيكيدي في البيت الأبيض في يوليو/ تموز القادم.

وجرى توقيع الاتفاق رسمياً خلال احتفال نُظّم في واشنطن الجمعة، بحضور وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، ونظيريه في الكونغو الديمقراطية تيريزا كاييكوامبا واغنر، وفي رواندا أوليفييه ندوهوجيريهي. وقال روبيو: "إنّها لحظة مهمة بعد ثلاثين عاماً من الحرب"، مستدركاً أنّه لا يزال هناك "الكثير للقيام به".

وشاركت قطر في حفل توقيع اتفاق السّلام، ومثّلها وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية محمد بن عبدالعزيز بن صالح الخليفي. ونقلت وكالة الأنباء القطرية (قنا) عن الخليفي ترحيب الدوحة بإبرام هذا الاتفاق وإشادتها بما أبداه الطرفان من "إرادة صادقة والتزام حقيقي بنهج الحلول السلمية والدبلوماسية".

كما عبّر الخليفي عن اعتزاز دولة قطر بـ"المساهمة الإيجابية في تيسير الوصول لهذا الاتفاق عبر عقد عدد من جلسات المفاوضة بين الطرفين انطلاقاً من استضافة الدوحة للقاء الثلاثي بين أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والرئيسَين الرواندي والكونغولي في 18 مارس/آذار الفائت، الذي شكّل نقطة هامة للحوار المباشر وبناء الثقة بين الجانبَين"، مثمناً "الدور البنّاء الذي قامت به الولايات المتحدة في استكمال هذه الجهود، والوصول إلى هذا الاتفاق الهام الذي من شأنه أن يعزّز الأمن والاستقرار في منطقة البحيرات الكبرى".

وأكّد الخليفي أن هذه الجهود "تأتي دعماً لوساطة الاتحاد الأفريقي ومخرجات القمّة المشتركة لمجموعة شرق أفريقيا ومجموعة التنمية لأفريقيا الجنوبية، التي عقدت في دار السلام بجمهورية تنزانيا الاتحادية في 8 فبراير/شباط الفائت"، معرباً في هذا الصدد عن "استعداد دولة قطر الكامل للعمل مع جميع الشركاء الإقليميين والدوليين من أجل تحقيق سلام دائم يعود بالخير على شعوب المنطقة".

من جانبه، قال الوزير الرواندي إنّ الاتفاق "يستند إلى الالتزام الذي جرى التعهّد به لإنهاء الدعم الحكومي للقوات الديمقراطية لتحرير رواندا والمليشيات المرتبطة بها بشكل لا رجوع عنه، وقابل للتحقّق". كما أشاد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بالاتفاق ووصفه بأنه "خطوة تاريخية إلى الأمام". وقال ماكرون على منصة إكس "إن اتفاق السلام بين جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا، هو خطوة تاريخية إلى الأمام بعد عقود من المعاناة"، مضيفا أن "السلام يجب أن يصمد".

وأدت قطر دور الوسيط في هذا الاتفاق. واستُضيف الرئيس الرواندي بول كاغامي، ورئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسكيدي، في الدوحة في منتصف مارس/ آذار الفائت. ومن المتوقع أن يستقبل ترامب الرئيسَين في البيت الأبيض في يوليو/ تموز القادم.

وسيطرت حركة "23 مارس" المدعومة من رواندا، وفق خبراء في الأمم المتحدة والولايات المتحدة، على مدن كبرى في غوما في يناير/ كانون الثاني الفائت وبوكافا في فبراير/ شباط الفائت في خضم هجوم مباغت أسفر عن آلاف القتلى. والشطر الشرقي من جمهورية الكونغو الديمقراطية متاخم لرواندا، وهو غني بالموارد الطبيعية ويعاني العنف منذ أكثر من ثلاثين عاماً.

وجرى التوصّل إلى اتفاقات عدّة لوقف إطلاق النار وانتهاكها منذ أن استأنفت حركة "23 مارس" عملياتها في شرق الكونغو الديمقراطية في العام 2021، بينما أدّت الاشتباكات مع القوات الحكومية والقوات المتحالفة معها إلى نزوح مئات الآلاف من الأشخاص وتسبّبت في أزمة إنسانية هائلة. وتنفي كيغالي تقديم أي دعم عسكري للحركة، لكنّها تقول إنّ أمنها مهدّد منذ فترة طويلة من الجماعات المسلّحة، بما فيها القوات الديموقراطية لتحرير رواندا، التي أنشأها زعماء الهوتو السابقون المرتبطون بالإبادة الجماعية في رواندا في العام 1994.

(العربي الجديد، فرانس برس، قنا)

المساهمون