الكرملين يشكك باستعداد زيلينسكي للتفاوض مع بوتين: كلام أجوف
استمع إلى الملخص
- زيلينسكي أبدى استعدادًا للتفاوض لتحقيق السلام، مقترحًا صيغة تضم أوكرانيا، روسيا، الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، لكنه اعتبر التفاوض مع بوتين "تنازلًا".
- زيلينسكي أثار احتمال حصول أوكرانيا على أسلحة نووية إذا لم تنضم للناتو، وهو ما وصفه الكرملين بأنه "جنون"، مشيرًا إلى اتفاقية بودابست التي لم تُحترم.
وصف الكرملين، الأربعاء، إعلان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي استعداده لإجراء مفاوضات مباشرة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين وقادة آخرين لإنهاء النزاع، بأنه "كلام أجوَف". وبعد مرور حوالى ثلاث سنوات على بدء الهجوم الروسي في أوكرانيا، أصبحت الدعوات لإجراء محادثات سلام أكثر إلحاحاً مع عودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض وتأكيده أنه يريد إنهاء الحرب بسرعة من دون أن يقدم خطة ملموسة لذلك.
ولطالما عارض زيلينسكي بشكل قاطع أي تسوية مع روسيا، لكنه راجع بعض نقاط موقفه في الأشهر الأخيرة في مواجهة الصعوبات التي يعانيها جيشه على الجبهة والتقدّم الروسي. ردّ زيلينسكي على سؤال حول إمكان التفاوض مع بوتين في مقابلة بُثت الثلاثاء، قائلاً إنه سيفعل ذلك "إذا كان هذا هو الشكل الوحيد الذي يمكننا من خلاله تحقيق السلام لمواطني أوكرانيا وعدم خسارة المزيد من الأرواح".
وتحدّث عن صيغة تضم "أربعة مشاركين" هم مبدئيا أوكرانيا وروسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. وقال الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف للصحافيين الأربعاء "حتى الآن لا يمكن اعتبار هذا الأمر سوى كلام أجوَف" مضيفاً أن "الاستعداد يجب أن يرتكز على شيء ما". وكرر بيسكوف حجة روسيا بأن زيلينسكي لا يستطيع التحدث إلى بوتين بعدما أصدر مرسوماً في أكتوبر/ تشرين الأول 2022 يحظر أي مفاوضات مع روسيا طالما كان بوتين رئيساً، وذلك رداً على إعلان الكرملين ضم أربع مناطق أوكرانية.
"تنازل" زيلينسكي
وأعلن بيسكوف أن "رغم ذلك، نبقى منفتحين على المحادثات"، معتبراً أن "الواقع على الأرض يشير إلى أن كييف يجب أن تكون أول من يبدي انفتاحاً واهتماماً بمحادثات مماثلة"، في إشارة على ما يبدو إلى التقدم العسكري الروسي ميدانياً. وكرر بوتين مراراً أنه مستعد للتفاوض بشرط أن تمتثل أوكرانيا لمطالبه: التنازل عن أربع مناطق في جنوب وشرق البلاد بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في العام 2014 والتخلّي عن الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، وهي شروط غير مقبولة بالنسبة لكييف.
وفي توضيح لتصريحاته، قال زيلينسكي الأربعاء على وسائل التواصل الاجتماعي إنّ الاستعداد للنقاش مع بوتين هو في حد ذاته "تنازل" من جانب أوكرانيا. ووصف الزعيم الروسي بأنه "قاتل وإرهابي". وقال "التحدث إلى قاتل هو بمثابة تنازل من جانب أوكرانيا والعالم المُتَحضِّر بأكمله". وأقرّ بأن حلفاء كييف "يعتقدون أن الدبلوماسية هي الطريق للمضي قدماً".
وفي المقابلة التي نُشرت الثلاثاء، أثار زيلينسكي مجدداً احتمال حصول أوكرانيا على أسلحة نووية في حال عدم انضمامها بسرعة إلى حلف شمال الأطلسي. ووصف بيسكوف مطالب زيلينسكي بتسليم أوكرانيا أسلحة نووية ما دامت لا تمنح عضوية في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، بأنها تقف "على حافة الجنون"، مضيفاً: "بشكل عام، فإن مثل هذه التصريحات والأقوال تقف على حافة الجنون. ثمة نظام منع الانتشار وما إلى ذلك". وأعرب عن أمله أن يبدي الاتحاد الأوروبي "تفهماً رصيناً للعبثية والخطر المحتمل" الناجمين عن مناقشة هذه القضية، مشككاً في كفاءة الجيل الحالي من الساسة الأوروبيين.
وكانت أوكرانيا قد سلمت ترسانتها النووية الموروثة من حقبة الاتحاد السوفييتي لروسيا بموجب اتفاقية بودابست المؤرخة في ديسمبر/ كانون الأول 1994، مقابل ضمانات أمنية لم تسلمها من إقدام موسكو على ضم شبه جزيرة القرم بشكل أحادي الجانب في عام 2014، وشنها حرباً مفتوحة منذ عام 2022.
(فرانس برس، العربي الجديد)