الكرملين يستبعد "معجزات" بجولة جديدة من المفاوضات مع أوكرانيا
استمع إلى الملخص
- أعلن زيلينسكي عن مقترح لعقد اجتماع جديد في تركيا، مشيرًا إلى أهمية محادثات فعالة تشمل قضايا مثل عودة الأسرى والأطفال المختطفين.
- زار وزير الخارجية الفرنسي كييف، مؤكدًا دعم فرنسا الثابت لأوكرانيا وزيادة الضغط على روسيا عبر عقوبات جديدة، وتفقد مواقع تعرضت للقصف الروسي.
قلّل الناطق الرسمي باسم الكرملين دميتري بيسكوف، اليوم الثلاثاء، من واقعية تحقيق "اختراق من قبيل المعجزات" في الجولة الثالثة من المفاوضات المباشرة بين أوكرانيا وروسيا المراد انعقادها في إسطنبول هذا الأسبوع. وقال بيسكوف في تصريحات صحافية: "لنتحدث بصراحة، قضية التسوية الأوكرانية معقدة إلى حد أن التوصل إلى اتفاقات بشأن التبادل وعودة جثامين القتلى، يصبح في حد ذاته نتيجة (...) على الأرجح، ليس هناك مجال لترقب اختراقات من قبيل المعجزات، بالطبع".
وفي معرض تعليقه على تضارب الأنباء حول تاريخ عقد المفاوضات، اكتفى بيسكوف بالتأكيد أن موسكو تأمل بمقابلة الوفد الأوكراني "هذا الأسبوع". واستبعد إمكانية عقد لقاء بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين، والأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في المرحلة الراهنة، قائلاً إن "قضية المفاوضات معقدة إلى حد كبير، ومن بين القضايا الواجب مناقشتُها مسودتا المذكّرتين اللتين جرى تبادلهما خلال الجولة الثانية. يجب إنجاز كثير من العمل قبل الحديث موضوعياً عن إمكانية عقد لقاءات على المستويين العالي والأعلى".
وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس الاثنين، تلقيه مقترحاً من أمين مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني رستم عمروف لعقد اجتماع جديد في تركيا بين ممثلي روسيا وأوكرانيا. وقال زيلينسكي، في منشور عبر منصة "إكس"، إن "المناقشات الفعالة لن تتم إلا على مستوى قادة البلاد" في المحادثات بين روسيا وأوكرانيا.
وأضاف أن أمين مجلس الأمن القومي والدفاع ورئيس الوفد الأوكراني رستم عمروف اقترح أن يعقد ممثلو البلدين اجتماعا جديدا في تركيا. وأشار زيلينسكي إلى أن أجندة أوكرانيا تشمل عودة أسرى الحرب، وعودة "الأطفال المختطفين من قبل روسيا"، والتحضير لاجتماع الزعيمين. وقال الرئيس زيلينسكي إن الجولة الجديدة من المقرر أن تعقد يوم الأربعاء المقبل.
We need greater momentum in negotiations to end the war. It is clear to all that truly effective talks can only take place at the level of national leaders. Rustem Umerov has proposed holding a new meeting of representatives in Türkiye. The agenda from our side is clear: the…
— Volodymyr Zelenskyy / Володимир Зеленський (@ZelenskyyUa) July 21, 2025
وأضاف في رسالة مصورة تتعلق بآخر التطورات في بلاده أن الروس شنوا غارات جوية مكثفة على العاصمة كييف ومناطق أخرى أمس، مؤكدا حاجة بلاده إلى المزيد من أنظمة الدفاع الجوي لمنع مثل هذه الهجمات.وأشار إلى استقباله عمروف ومناقشتهما الاستعدادات لبرنامج تبادل أسرى مخطط له مع روسيا. وأضاف: "ناقشنا أيضا عملية التفاوض مع الجانب الروسي في تركيا، وأفاد عمروف بأن الاجتماع مخطط له يوم الأربعاء، وستتم مشاركة المزيد من التفاصيل غدا".
واستضافت تركيا في الثاني من يونيو/حزيران الماضي، مفاوضات مباشرة بين روسيا وأوكرانيا، أفضت إلى اتفاقات بشأن تبادل الأسرى، وتسليم جثامين نحو ستة آلاف جندي أوكراني. وفي التاسع من يونيو، تم تنفيذ المرحلة الأولى من تبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا للجنود الذين تقل أعمارهم عن 25 عاما. ومنذ 24 فبراير/شباط 2022، تشن روسيا هجوما عسكريا على جارتها أوكرانيا وتشترط لإنهائه تخلي كييف عن الانضمام إلى كيانات عسكرية غربية، وهو ما تعتبره كييف "تدخلا" في شؤونها.
وبعد انتهاء جولة مفاوضات إسطنبول في 2 يونيو الماضي، تداولت وسائل إعلام روسية النص الكامل لمسودة مذكرة السلام الروسية، التي جدّدت فيها موسكو تمسكها بالسيطرة على شبه جزيرة القرم، ومقاطعات دونيتسك، ولوغانسك، وزابوريجيا، وخيرسون التي ضمتها على نحوٍ أحادي الجانب، وحياد أوكرانيا، وإحجامها عن نشر قوات وعناصر لبنية تحتية عسكرية أجنبية على أراضيها، وتحديد الحد الأقصى لعدد أفراد جيشها، ومنح صفة اللغة الرسمية للغة الروسية، ورفع القيود عن الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية التابعة تاريخياً لبطريركية موسكو، وغيرها من الشروط المرفوضة أوكرانياً.
وكانت أوكرانيا قد اقترحت على روسيا، يوم السبت الماضي، على نحوٍ مفاجئ عقد جولة جديدة من المفاوضات هذا الأسبوع. ونقلت وكالة تاس الرسمية الروسية عن مصدر قوله، إن الجولة الثالثة ستنعقد في إسطنبول يوم الخميس 24 يوليو/ تموز الحالي، وقال المصدر أمس: "من المخطط أن ينعقد اللقاء يوم 24 يوليو، وقد يصل الوفدان إلى إسطنبول يوم 23 يوليو".
وفي سياق آخر، بحث وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو مع زيلينسكي التعاون العسكري بين البلدين خلال زيارة رسمية قام بها إلى كييف أمس الاثنين، بعيد تعرّضها لموجة ضربات روسية جديدة. وأكّد بارو في منشور على منصة إكس أنّ الأوروبيّين سيواصلون "زيادة الضغط على (الرئيس الروسي) فلاديمير بوتين"، مجدّداً "دعم فرنسا الثابت" لأوكرانيا. وقال زيلينسكي إنّه بحث مع ضيفه الفرنسي "الدعم الدفاعي، وبخاصة قدرات الدفاع الجوي" وتدريب الجنود الأوكرانيين، كما أكّد على منصة إكس أنّ "شركات فرنسية قرّرت البدء بتصنيع طائرات مسيّرة في أوكرانيا"، دون تحديد أيّ منها.
وأشار بارو، مساء أمس الاثنين، إلى أنّه "بالضغط على روسيا من جهة، وتقديم دعم حازم لأوكرانيا من جهة أخرى، سننجح في إنهاء هذه الحرب الجبانة والمخزية"، كما أكّد الوزير الفرنسي أنّ العقوبات الأوروبية الجديدة على روسيا، والتي اعتُمدت الجمعة، تهدف إلى "زيادة كلفة هذه الحرب غير المحتملة" وضمان التوصل إلى وقف لإطلاق النار، وهو ما يرفضه الكرملين حتى الآن.
وخلال زيارته التي تستمر يومين تفقّد بارو محطة مترو لوكيانيفسكا في كييف، التي تمثل أحد المواقع التي طاولها القصف الروسي ليل الأحد الاثنين، والتي تُستخدم عادة، كغيرها من محطات المترو، ملجأ للسكّان. ووصل الوزير الفرنسي إلى كييف بعيد انتهاء موجة ضربات جوية استهدفت العاصمة الأوكرانية وأسفرت عن سقوط قتيل واحد على الأقلّ وتسعة جرحى، وفقاً لخدمات الطوارئ.
وفي اليوم الأول من زيارته، توجّه بارو إلى تشيرنوبيل، المحطة النووية السابقة الواقعة قرب العاصمة والتي شهدت في نيسان/إبريل 1986 أسوأ حادث نووي في التاريخ. وساهمت فرنسا في إصلاح هيكل احتواء الإشعاعات في هذه المحطة، والذي تقول كييف إنّه تضرّر في فبراير/شباط بسبب طائرة روسية بدون طيّار، لكن من دون أن يتسبّب في أي تسرب إشعاعي. وتلقّت أوكرانيا أكثر من سبعة مليارات يورو مساعدات عسكرية ومالية فرنسية منذ بدء الغزو الروسي لأراضيها في 2022، وفقا لأرقام معهد كيل الألماني للأبحاث.
(الأناضول، فرانس برس)