الكرملين: محادثات الرياض ركزت على قضايا النقل الآمن في البحر الأسود

كشف وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، اليوم الثلاثاء، أن المحادثات بين بلاده والولايات المتحدة، التي جرت أمس الاثنين في العاصمة السعودية الرياض، ركزت بالدرجة الأولى على قضايا النقل البحري الآمن في البحر الأسود. وأوضح في تصريحات، أن موسكو تؤيد استئناف مبادرة البحر الأسود بشكل أكثر قبولاً للجميع، وأنها تشعر بالقلق إزاء الأمن الغذائي لدول أفريقيا والجنوب والشرق العالميين.

من جهة أخرى، اتهم لافروف الدول الأوروبية بالتناقض في ما يخص وقف الحرب في أوكرانيا، بخلاف إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي قال إنها تتحدث عن معايير أولية لإنهاء الصراع. وقال في هذا السياق: "إنهم يتناقضون مباشرةً مع إدارة الرئيس ترامب، التي صرحت بوضوح بأن المفاوضات الأولية بشأن معايير التسوية النهائية جارية حالياً".

وكان الناطق الرسمي باسم الكرملين دميتري يسكوف، قد قال اليوم الثلاثاء، إن موسكو وواشنطن تجريان تحليلاً لنتائج المفاوضات الروسية الأميركية التي عُقدت في العاصمة السعودية الرياض أمس الاثنين، ودامت لنحو 12 ساعة. وقال بيسكوف، في تصريحات صحافية، إن هناك "تفاهماً على استمرار الاتصالات، ولكن بلا محددات حتى الآن، وسيُتَّفَق عليها"، نافياً التخطيط لعقد مفاوضات على أعلى مستوى، أو عقد لقاء في إطار ثلاثي بمشاركة أوكرانيا.

واستبعد المتحدث باسم الكرملين نشر فحوى المفاوضات في السعودية، التي وصفها بـ"الفنية"، مضيفاً: "تتسم المفاوضات الفنية بالغوص في التفاصيل، ولذلك، بالطبع، من المؤكد أنه لن ينشر فحوى المفاوضات، ولا ينبغي انتظار ذلك. يجري تحليل التقارير التي أحيلت على العاصمتين، ثم يمكن الحديث عن نوع من التفاهم".
 

تقارير دولية

التحديثات الحية

ترقب بيان روسي أميركي عن محادثات السعودية بشأن حرب أوكرانيا

وفي وقت سابق اليوم، أكد رئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس الاتحاد (الشيوخ) الروسي، نائب وزير الخارجية الروسي سابقاً، غريغوري كاراسين، الذي شارك في مفاوضات الرياض ضمن الوفد الروسي، أنّ الأمم المتحدة ودولاً أخرى ستُشرَك في المفاوضات الروسية الأميركية. وكانت الرياض قد احتضنت أمس مشاورات روسية أميركية على مستوى الخبراء، تناولت أمن الملاحة في حوض البحر الأسود، وغيره من أبعاد التسوية في أوكرانيا. وجاء ذلك غداة انعقاد المفاوضات بين الوفدين الأميركي والأوكراني في الرياض أيضاً، التي تناولت هي الأخرى تفاصيل أمن الملاحة في البحر الأسود ووقف إطلاق النار على منشآت الطاقة لمدة 30 يوماً.

يذكر أن الرئيسين، الروسي فلاديمير بوتين، والأميركي دونالد ترامب، اتفقا خلال الاتصال الهاتفي الثاني بينهما في 18 مارس/ آذار الحالي، على امتناع طرفي النزاع في أوكرانيا عن الضربات على مواقع البنية التحتية العاملة في مجال الطاقة لمدة 30 يوماً، ورحّب بوتين باقتراح ترامب بشأن تحقيق مبادرة أمن الملاحة في البحر الأسود، وفق ما كشف عنه الكرملين حينها.

غضب في موسكو بعد ظهور زيلينسكي أمام صورة للكرملين وهو يحترق

إلى ذلك، أثار نشر مجلة تايم صورة للرئيس الأوكراني فولودمير زيلينسكي أمام لوحة تظهر الكرملين يحترق غضب موسكو اليوم الثلاثاء، وفقاً لما ذكرته "أسوشييتد برس". ونقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف القول عن الصورة التي نشرتها المجلة الأميركية أمس الاثنين: "هذا قد يوضح بشكل أفضل التطور الفكري والحالة الداخلية للذين يتموضعون لمثل هذه الصور".  

ووصفت المجلة تقريرها بأنه نظرة حصرية على المرحلة الأخيرة للحرب في أوكرانيا. ويقال إن اللوحة التي تحمل اسم "حلم" (دريم) للفنان الجورجي ساندرو انتادزي التي رسمها عام 2022 أفضل ما يرمز، بالنسبة إلى زيلينسكي، إلى الانتصار في الحرب التي بدأتها روسيا منذ أكثر من ثلاثة أعوام.

وظهرت اللوحة المعلقة في غرفة وراء مكتب الرئيس، بحسب ما ذكرته تايم، خلال خطاب زيلينسكي بمناسبة العام الجديد في 31 ديسمبر/كانون الأول 2023. وذكرت تايم في المقالة أن هناك صورة لسفينة روسية تغرق في البحر الأسود عام 2022 معلقة فوق سرير زيلينسكي. ويقول زيلينسكي للمجلة بشأن هذه اللوحات: "كل لوحة تتعلق بالانتصار... هذا ما أعيش فيه".