الكاظمي يستبق القمة الثلاثية بالدعوة لاستعادة توازنات المنطقة

الكاظمي يستبق القمة الثلاثية بالدعوة لاستعادة توازنات المنطقة

26 يونيو 2021
القمة الثلاثية ستعقد في بغداد نهاية الشهر الحالي (الأناضول)
+ الخط -

في الوقت الذي تستعد بغداد لاستقبال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والعاهل الأردني عبد الله الثاني لانعقاد قمة ثلاثية مرتقبة نهاية الشهر الحالي، أطل رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، ليؤكد أن الاستقرار لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال استعادة توازنات المنطقة التي يشكل العراق ركنا أساسيا فيها.

وأشار الكاظمي، في حديث نشرته وكالة الأنباء العراقية الرسمية، اليوم السبت، إلى أن الدولة الشقيقة والجارة والصديقة تمثل أركاناً مجتمعة لـ"البيت المشترك"، موضحاً أن "الاستقرار والسلم والتعاون والنمو والأمن المشترك في منطقتنا هي أهداف استراتيجية ستؤطر المرحلة المقبلة ليس بوصفها تصورات وقراءات معزولة، بل لكونها تعبيرا عن ضرورة مصيرية، كلمة السر فيها هي استعادة الثقة". 

وتابع أن "بوادر إيجابية تلوح في منطقتنا، وتحرك إرادات قياداتها السياسية نحو الشروع في التخفيف من الأزمات التي عصفت بها، وبذل كل جهدٍ متضافر لتصفيرها، وهو ما يتطلب منا تغليب المشتركات التي تجمع شعوبنا"، مبيناً أن "العراق خاض تجارب مريرة لم تقتصر انعكاساتها السلبية على العراق وحده، بل طاولت دول المنطقة، وأدت إلى ارتدادات إقليمية ودولية لا تقل خطورة في تداعياتها وتعقيداتها عن تعقيد المشهد العراقي".

وأضاف "لم يعد ممكناً التعايش مع مثل تلك الأزمات، وهو ما دفع شعبنا العراقي لتحميلنا مسؤولية جسيمة بتضميد مكامن جرحنا الوطني، للحيلولة دون تقيحه واستعصاء معالجته واستفحاله، ونحن إذ نسعى لذلك ندرك أن معافاة عراقنا إنما هي إسهام في معافاة عالمنا العربي واستنهاضه، وتلك هي مسؤوليتنا الوطنية والقومية المشتركة".

وأكد أن "العدو المشترك للمنطقة هو الإرهاب بأوجهه المختلفة، ومنهجه التكفيري، ونزعاته المنحرفة". 

ومن المنتظر أن تتضمن القمة الثلاثية بين العراق ومصر والأردن المقرر أن تعقد قبل نهاية الشهر الحالي، حوارات بشأن عدد من الملفات المشتركة، بحسب مسؤول حكومي عراقي أكد لـ "العربي الجديد" أن الحرب على الإرهاب، وأزمات المنطقة، والتعاون والتنسيق بين الدول الثلاث ستكون في مقدمتها.

وأشار إلى وجود رغبة لدى بغداد لفتح ملف الخلافات التي تشهدها المنطقة، في محاولة لحلها، والبدء بمرحلة جديدة خالية من الخلاف، موضحاً أن القمة ستتضمن أيضاً نقاشات بشأن المضي قدماً في تعزيز التعاون الثلاثي، والتوصل لمزيد من التفاهمات والاتفاقيات المشتركة.

وفي الشأن، أفادت صحيفة "الصباح" الرسمية"، بأن السفير العراقي لدى القاهرة، والمندوب العراقي الدائم لدى جامعة الدول العربية، أحمد نايف الدليمي، وصل إلى بغداد للمشاركة في استقبال الوفدين الرسميين المصري والأردني. 

إلى ذلك، اعتبر عضو البرلمان العراقي، يونادم كنا، أن استضافة بغداد للقمة الثلاثية تمثل دعما جديدا له، موضحا في تصريح صحافي أنها تشير إلى تأكيد المصالح المشتركة وتعزيزها.

ولفت إلى أن القمة ستناقش عددا من القضايا المشتركة من بينها التبادل التجاري، وأمن الحدود، والربط الكهربائي، وملفات أخرى.

وتعتبر قمة بغداد الثلاثية المرتقبة، امتداداً للقاء سابق عُقد في الأردن نهاية أغسطس/ آب العام الماضي، بين رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي والعاهل الأردني عبد الله الثاني، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

وكان قد أُعلن خلال اللقاء السابق عن تشكيل البلدان الثلاثة مجلساً تنسيقياً حول قضايا الطاقة والتجارة والاستثمار، كما جرى الاتفاق على عقد اجتماع آخر ببغداد في نفس الإطار. وتركزت القمة الأولى، التي شارك بها مسؤولون من البلدان الثلاثة، على التجارة والاقتصاد والطاقة.