رفض رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، اليوم الثلاثاء، ما اعتبره تحويل العراق إلى ساحة لتصفية الحسابات، وذلك في معرض تعليقه على الهجوم الصاروخي الذي استهدف المنطقة الخضراء وسط بغداد، مساء أمس الاثنين.
وقال الكاظمي، على هامش اجتماع لمجلس الوزراء، إن الصواريخ، التي وصفها بـ "العبثية"، "تمثل محاولة لإعاقة تقدم الحكومة"، في إشارة إلى استهداف المنطقة الخضراء وسط بغداد، وقبل ذلك قصف مطار أربيل في إقليم كردستان، متوعدا بأن "الأجهزة الأمنية ستصل إلى الجناة، وسيتم عرضهم أمام الرأي العام"، وفقا لقوله.
وعلى الرغم من إعلان الحكومة عن تشكيل لجان تحقيقية للوقوف على الهجمات الصاروخية التي تتعرض لها المنطقة الخضراء ومطار بغداد الدولي ومصالح أميركية مختلفة، إلا أن أيا من تلك اللجان لم تكشف عن نتائج ما توصلت إليه، في ظاهرة رافقت حكومة الكاظمي خلال الأشهر التسعة الأولى من عمرها.
وفي السياق، قال المتحدث باسم الحكومة العراقية، حسن ناظم، إنه "لا أحد يمكنه الضغط على الحكومة من خلال إطلاق الصواريخ"، موضحا، خلال مؤتمر صحافي، أن "الصواريخ العبثية تحاول زعزعة أمن المواطنين"، مضيفا أن "الدولة لا تفاوض على سيادتها".
عضو البرلمان العراقي عباس الزاملي اعتبر أن معاودة الهجمات الصاروخية "جزء من التصعيد الأمني الذي تشهده البلاد لخلط الأوراق، وإدخال العراق في مأزق من ناحية العمل الدبلوماسي"، لافتا، في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى "وجود بعض الجهات التي تريد تحقيق مكاسب من هذا الوضع"، دون أن يسمي تلك الجهات.
واعتبر أن الخروقات الأمنية الأخيرة تسببت بحرج للحكومة التي ظهرت وكأنها غير قادرة على بسط سيطرتها الأمنية، مشددا على "ضرورة معالجة الاستهداف المتكرر لقوات التحالف الدولي".
من جهته، علق العضو السابق في لجنة الأمن والدفاع بالبرلمان العراقي إياد الجبوري على الهجمات الصاروخية الجديدة بالقول إن "دولا إقليمية تريد فرض سيطرتها على العراق"، مشيرا، في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى "وجود كثير من القضايا التي تؤثر على الملف الأمني، من بينها سعي دول إقليمية إلى أن تكون لها بصمة أساسية في البلاد"، في إشارة إلى إيران.
واعتبر أن "العراق ما زال بحاجة إلى الجهود الدولية للوصول إلى حالة الاستقرار التي ينشدها المواطن، ووجود القوات الأجنبية يساهم في تحقيق الاستقرار".
وحاولت الحكومة العراقية، برئاسة مصطفى الكاظمي، منذ تشكيلها في مايو/ أيار 2020، النأي بنفسها عن الصراع بين الولايات المتحدة وإيران، إلا أن ذلك لم يرق لمليشيات عراقية مدعومة من طهران واصلت ضغوطها على الحكومة لإخراج القوات الأجنبية، وخصوصا الأميركية، من البلاد، فضلا عن استمرار استهداف مصالح واشنطن والتحالف الدولي في العراق.
في السياق ذاته، قال عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي، عباس صروط، إن عودة عمليات القصف الصاروخي في بغداد وباقي مدن العراق، رسائل من بعض الفصائل المسلحة، موضحا، في إيجاز صحافي له، أن "هذه الرسائل هي رسائل رفض لزيادة قوات حلف الناتو في البلاد".