الكاظمي من بروكسل: وضعنا خططاً لتأمين الانتخابات في العراق

رئيس الوزراء العراقي من بروكسل: نجحنا بتفكيك شبكات "داعش" ووضعنا خططاً لتأمين الانتخابات

01 يوليو 2021
اجتمع الكاظمي بالممثلين الدائمين لدول حلف "الناتو" في بروكسل (مكتب الكاظمي/تويتر)
+ الخط -

أكد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، اليوم الخميس، نجاح بلاده بتفكيك شبكات تنظيم "داعش" الإرهابي، مشيراً إلى وضع خطط لضمان أمن الانتخابات البرلمانية المبكرة المقررة في 10 أكتوبر/تشرين الأول المقبل.

وقال الكاظمي، خلال كلمة له في اجتماعه بالممثلين الدائمين لدول حلف شمال الأطلسي "الناتو" في بروكسل، إنّ "العراق يقدر التعاون مع منظمة حلف شمال الأطلسي الناتو والدول الأعضاء فيها، من أجل دعم إعادة بناء مؤسساتنا العسكرية وتعزيز قدرات قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية في مواجهة الإرهاب"، مؤكداً "رغبة العراق الجادة في تطوير هذا التعاون المشترك".

وأضاف "عانى العراق من الاضطراب السياسي والأمني لأكثر من أربعة عقود، وآخرها هجمة الإرهاب عبر تنظيم داعش الإرهابي، الذي لم تشهد المنطقة والعالم مثيلاً لجرائمه في القتل الجماعي وتشريد المدنيين وتدمير المعالم الحضارية والبنى التحتية"، مثمّناً "الدور الذي لعبه حلف شمال الأطلسي، فقد كان شريكاً في توفير الدعم لجهود العراق في دحر تنظيم داعش الإرهابي".

وتابع أنّ "العراق كان ولا يزال هو الخط الأول في الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي، وقد أكسبت هذه الحرب، بغض النظر عن ضراوتها، قواتنا الأمنية خبرة لا يستهان بها على المستويين الإقليمي والدولي، ورغم التحديات الأمنية الضخمة، تمكنت قواتنا خلال الفترات الممتدة لما بعد دحر معاقل التنظيم من توجيه ضربات قاصمة وموجعة لحواضنه وملاذاته الآمنة الواحدة تلو الأخرى، ونجحنا في تفكيك شبكاته وخلاياه النائمة المنتشرة في مناطق مختلفة من البلاد".

وأكد أنّ "ما أحرزناه من تقدم على الصعيد الأمني، يدفعنا من خلال الحوار الإستراتيجي الذي بدأناه عام 2020 مع التحالف الدولي إلى إيجاد آليات زمنية وفنية لسحب القوات القتالية للتحالف، واستمرار التعاون في كل المجالات خصوصاً التسليح والتأهيل والتدريب والدعم الاستخباري"، كما قال، مشدداً "نسعى إلى التعاون مع دول الحلف في استدامة التدريب والعمل وبشكل مستمر على رفع جاهزية قدراتنا العسكرية والأمنية".

وأعرب الكاظمي عن "تطلع العراق إلى استمرار دول حلف الناتو في تدريب وتأهيل وتجهيز قواتنا المسلحة ودعم الكلّيات العسكرية وتوسيع برامج تدريب الشرطة وتدريب المهارات المتخصصة والفنيين في صنوف الأسلحة الجوية والبحرية لتمكينها من مواجهة الإرهاب".

وأضاف "نأمل من خلال هذه المساعي الحصول على الخبرات اللازمة لبناء المؤسسات العسكرية، بما يساعد في رفع مستوى مهنيتها وكفاءتها مع ضرورة تجهيزها بالمعدات العسكرية اللازمة الحديثة والمتطورة، آملين أن نعزز من جهود إصلاح المنظومة الأمنية وبما يساهم في حفظ أمن العراق واستقراره".

وشدد على "اعتزاز العراق بالتنوع الديني والمذهبي والقومي لمكونات الشعب العراقي، وقد نجح العراق بلعب دور بناء في تحقيق الأمن والاستقرار ضمن محيطه الإقليمي والدولي، فقد علمتنا الحروب والظروف الصعبة أنّ الحلول السلمية هي الأساس الذي يمكن أن نؤسس عليه علاقات استراتيجية وإيجابية سواء مع دول الجوار، الدول الإقليمية، ودول العالم".

ودعا رئيس الوزراء العراقي، الدول الأعضاء في الحلف والمجتمع الدولي، إلى "استخدام الموارد الأمنية والعسكرية خدمة لتعزيز السلم والاستقرار، وإسناد إيصال المساعدات الإنسانية الى المناطق المتضررة جراء الصراعات والحروب"، مشيراً إلى "سعي حكومته إلى تقديم ورقة إصلاحات اقتصادية سميت بالورقة البيضاء، هي خارطة طريق شاملة تهدف إلى إصلاح الاقتصاد العراقي ومعالجة التحديات الخطيرة التي تواجهه".

ولفت إلى "تراكم التحديات أمام الاقتصاد العراقي على مدى السنوات الماضية بسبب السياسات الخاطئة وسوء الإدارة والفساد وغياب التخطيط بالإضافة إلى الاعتماد شبه الكلّي على النفط كمصدر أساسي لإيرادات الدولة"، مبيّناً أن "الورقة البيضاء تهدف إلى إعادة التوازن للاقتصاد العراقي، ووضعه على مسار يسمح للدولة باتخاذ الخطوات المناسبة في المستقبل لتطويره إلى اقتصاد متنوّع يخلق الفرص للمواطنين لعيش حياة كريمة"، بحسب قوله.

وتابع " أود أن أشير إلى التعهد الذي قطعناه بداية تسلّمي لمنصب رئيس الوزراء بإجراء الانتخابات التشريعية، ونؤكد التزامنا وعبر نقاشات مع جميع القوى السياسية والقوى الشعبية على ضرورة ضمان انتخابات حرّة ونزيهة وعادلة".

الكاظمي: ما أحرزناه من تقدم على الصعيد الأمني، يدفعنا من خلال الحوار الإستراتيجي الذي بدأناه عام 2020 مع التحالف الدولي إلى إيجاد آليات زمنية وفنية لسحب القوات القتالية للتحالف

كما شدد الكاظمي على أنّ حكومته تبذل كل الجهود "لضمان الأمن الانتخابي عبر خططٍ عسكرية وأمنية نعد لها منذ أشهر، وعبر تدريبات وممارسات تقوم بها المؤسسات الأمنية استعداداً ليوم الانتخابات، الهدف منها حماية المقترعين والمراقبين الدوليين والصحافيين".

وأشار إلى أنّ "الإرهاب الذي يدمّر المساجد والكنائس والمستشفيات ويقتل الأبرياء في مدن العراق، هو ذاته الذي يضرب مدن العالم، لذا يتعين علينا السعي إلى تجنيب العراق أن يكون ساحة للصراعات الإقليمية من جهة أو الدولية من جهة أخرى".

وأكد أنّ "أمن العراق واستقراره يتأثر بأمن المنطقة، كما أنّ أمن المنطقة لا يتحقق إلا بالالتزام بالقرارات الدولية التي تدعو جميع أطراف النزاع إلى التقيد بالشرعية الدولية واحترام حقوق الإنسان وعدم التدخل بالشؤون الداخلية للدول وتجنب شن أي عدوان عابر للحدود لأية دولة ذات استقلال وسيادة. مشيرين بهذا الصدد إلى رفض العراق بشكل قاطع لاستخدام أراضيه للاعتداء على جيرانه".

المساهمون