استمع إلى الملخص
- تم الإفراج عن جرار ضمن اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، والذي شمل إطلاق سراح 90 أسيرة وطفلاً فلسطينياً و33 أسيراً إسرائيلياً، وأكدت أن قضية الأسرى جزء من قضايا الشعب الفلسطيني.
- اعتقلت جرار في ديسمبر 2023 وتحدثت عن الظروف القاسية في السجون، مثل الاستفزاز الليلي، ومصادرة الممتلكات، والحرمان من الزيارات.
جرى التعامل مع الأسرى بقسوة وتعرضوا للاعتداء والإذلال المتعمّد
عدم تمييز سلطات السجون الإسرائيلية بين الأسرى والأسيرات
بن غفير يحاول أن يتعامل مع الأسيرات والأسرى وكأنهم ليسوا بشراًُ
قالت الأسيرة المحررة والقيادية الفلسطينية خالدة جرار إن إدارات السجون الإسرائيلية لا تتعامل مع الأسرى والأسيرات كبشر، ووصفت أوضاع السجون في ظل الحكومة الإسرائيلية الحالية بأنها الأسوأ منذ احتلال الضفة الغربية عام 1967.
جاء ذلك في مقابلة مع "الأناضول" على هامش استقبالها المهنئين في قاعة عامة بمدينة رام الله، بعد الإفراج عنها من سجون إسرائيل ليلة الأحد/ الاثنين ضمن أخريات، بموجب المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة. في المقابل، أطلقت حركة حماس الأحد سراح ثلاث أسيرات "مدنيات" إسرائيليات من قطاع غزة كن في حالة صحية جيدة ويرتدين ملابس نظيفة منمقة، بل ومنحتهن هدايا تذكارية.
#متداول | لحظة استقبال الأسيرة القيادية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين خالدة جرار المفرج عنها ضمن صفقة التبادل pic.twitter.com/1RV8YNW0Lu
— العربي الجديد (@alaraby_ar) January 20, 2025
وذكرت جرار أن ظروف اعتقال الأسرى الفلسطينيين بسجون إسرائيل "هي الأصعب منذ عام 1967". وقالت: "لم تكن الظروف بمثل هذه القسوة، سواء من حيث الاعتداء المتكرر على الأسرى والأسيرات أو رش الغاز المستمر، أو رداءة نوعية وكمية الطعام، أو سياسة العزل الانفرادي التي تمارسها سلطات الاحتلال". وأضافت: "مكثت ستة أشهر في العزل وخرجت منه أمس الاثنين".
والأحد، بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل ويستمر في مرحلته الأولى لمدة 42 يوماً، ويتم خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية ثم ثالثة، كما جرى إطلاق ثلاث إسرائيليات من غزة، و90 أسيرة وطفلاً فلسطينياً من السجون الإسرائيلية، بينهم خالدة جرار.
وأشارت القيادية الفلسطينية إلى أن "ما يجري في السجون نتيجة لسياسة الحكومة الإسرائيلية الحالية و(وزير الأمن القومي المستقيل) إيتمار بن غفير الذي يحاول أن يتعامل مع الأسيرات والأسرى وكأنهم ليسوا بشراً". وظهرت خالدة جرار (61 عاماً) لحظة الإفراج عنها فجر الاثنين من سجن عوفر غرب رام الله، بمظهر غير مألوف: بيضاء الشعر نحيلة الجسد لا تكاد تقوى على السير.
وتعد جرار قيادية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وإحدى أبرز الناشطات في مجال الدفاع عن حقوق الفلسطينيات، لا سيما الأسيرات، وهي برلمانية سابقة، وتملك حضوراً شعبياً، وتحظى بتقدير واحترام واسعين. واعتقلت في 26 ديسمبر/ كانون الأول 2023 من منزلها بمدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، وجرى تحويلها إلى الاعتقال الإداري.
والاعتقال الإداري هو قرار حبس بأمر عسكري إسرائيلي بزعم وجود تهديد أمني، ومن دون توجيه لائحة اتهام، ويمتد إلى ستة أشهر قابلة للتمديد، وتقدم المخابرات إلى المحكمة ما يُسمى ملفاً سريّاً يُمنع المحامي و/ أو المعتقل من الاطلاع عليه.
خالدة جرار: تعرضنا للاعتداء بالضرب قبل الإفراج عنا
وقالت الأسيرة المحررة: "قبيل الإفراج عنا، جرى التعامل معنا بقسوة كبيرة جداً وتعرضنا للاعتداء بالضرب، في محاولة لإذلالنا وإهانتنا بشكل مقصود متعمد". وشددت في حديثها على أن قضية الأسرى والأسيرات "جزء من قضايا شعبنا ويجب التصدي بشكل وطني لكل السياسات التي تُمارس بحقهم لحين تحررهم جميعاً".
ولفتت إلى عدم تمييز سلطات السجون الإسرائيلية بين الأسرى والأسيرات "فالجميع يتلقى معاملة قاسية: استفزاز ليلي، مصادرة كل شيء حتى الملابس، حرمان من الزيارات". وتحدثت جرار عن "وجود عدد كبير من الأسرى في زنازين انفرادية وظروف قاسية جداً".
ومن المقرر أن تطلق حركة حماس في المرحلة الأولى سراح 33 أسيراً وأسيرة إسرائيليين، مقابل 1737 أسيراً فلسطينياً، بينهم 295 محكومون بالسجن المؤبد (مدى الحياة)، وفق ما أعلنه مكتب إعلام الأسرى التابع للحركة. وإجمالاً، تحتجز إسرائيل أكثر من عشرة آلاف و300 أسير فلسطيني في سجونها، وتقدّر حالياً وجود نحو 96 أسيراً إسرائيلياً بغزة، فيما أعلنت حماس مقتل عشرات الأسرى لديها في غارات إسرائيلية عشوائية.
وبدعم أميركي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير/ كانون الثاني 2025 إبادة جماعية بقطاع غزة، خلّفت أكثر من 157 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.
(الأناضول)