القضاء الإيطالي يوقف محاكمة أربعة ضباط شرطة مصريين بشبهة قتل ريجيني

القضاء الإيطالي يوقف محاكمة أربعة ضباط شرطة مصريين بشبهة قتل ريجيني

15 أكتوبر 2021
أوقفت محاكمتهم بسبب عدم تمكن الادعاء من تبليغهم رسمياً بالإجراءات القانونية(فرانس برس)
+ الخط -

رفضت محكمة إيطالية الخميس محاكمة أربعة من ضباط الشرطة المصريين غيابياً بشبهة القتل الوحشي في القاهرة للطالب الإيطالي جوليو ريجيني قبل خمس سنوات.
وتوصل قضاة المحكمة إلى أن المتهمين الأربعة لا يمكن محاكمتهم غيابياً بسبب عدم تمكن الادعاء من تبليغهم رسميا بالإجراءات القانونية ضدهم، وفق ما قال محامي دفاع عينته المحكمة.
والضباط متهمون بالخطف والتآمر للقتل والتسبب بأذى جسدي جسيم للطالب الإيطالي، في القضية التي أثارت غضباً في إيطاليا وأثّرت سلباً على العلاقات مع القاهرة.
وكان على المحكمة أن تبت أولاً ما إذا كان المشتبه بهم الأربعة الذين يقول الادعاء إنهم رجال أمن على علم بالإجراءات القضائية المتخذة في حقهم، في حين رفضت مصر تقديم تفاصيل تسمح بالاتصال بهم.

وحضر والدا ريجيني وشقيقته جلسة الاستماع في غرفة تحت الأرض بسجن ريبيبيا، والتي غالباً ما كانت مسرحاً لمحاكمات عصابات المافيا.
وخطف مجهولون ريجيني (28 عاماً) في كانون الثاني/يناير 2016 في مصر، حيث كان يجري بحثاً للحصول على درجة دكتوراه في جامعة كامبريدج.
وعثر على جثته ملقاة عارية وعليها آثار تعذيب شديد، في إحدى ضواحي القاهرة.
ورحّب وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو بانعقاد أول جلسة استماع في روما معتبراً أنها "نتيجة لم تكن متوقعة في الأسابيع التي أعقبت اكتشاف جثة جوليو".
وأكدت الحكومة أنها ستنضم إلى الإجراءات بدعوى مدنية للحصول على تعويضات، في دعم رمزي لعائلة ريجيني.


"أدلة"
وقالت أليساندرا باليريني محامية عائلة ريجيني، "بعد خمس سنوات ونصف السنة نريد محاكمة"، مضيفة أن ما حصل للقتيل تسبب "بألم هائل"، وقالت للمحكمة إن ثمة "أدلة كافية" بأن المتهمين يعلمون بمجريات المحكمة.
والضباط الأربعة هم كما وردت أسماؤهم في وثائق المحكمة اللواء طارق صابر والعقيدان آسر كامل محمد إبراهيم وحسام حلمي والرائد إبراهيم عبد العال شريف المتهم بتنفيذ عملية القتل.
واتصلت وكالة "فرانس برس" بأحد الضباط الأربعة في مصر، لكنه رفض التعليق.
ويعتقد المحققون الإيطاليون أن ريجيني خطف وقتل بناء على اعتقاد خاطئ بأنه جاسوس أجنبي.
وقال المدعي العام سيرجيو كولايوكو للمحكمة، إن إفادات شهود العيان وغيرها من "عناصر الإثبات المهمة" تدين ضباط الأمن في جريمة القتل.

وذكر أن الضباط الأربعة ليسوا على علم بالمحاكمة فحسب، بل "تصرفوا بشكل منهجي ومستمر لإبطاء التحقيق وعرقلته".
وأضاف أنه تم استجوابهم جميعاً في 2018 من قبل جهاز الأمن المصري بعد خمسة أشهر من إبلاغ إيطاليا السلطات المصرية بأنهم قيد التحقيق، "ومن غير المحتمل" أن الأمن لم يخبرهم بأنهم مشتبه بهم رسميون.


جثة مشوّهة
لكن محامي الدفاع عن آسر كامل، الذي عينته المحكمة، ترانكيلينو سارنو قال إنه يجب حفظ القضية.
وأضاف "لا يعلم المتهمون شيئاً. لا يعلمون ما تهمتهم. ولا أننا متواجدون هنا اليوم. ولا من يدافع عنهم".
وأشار إلى أن النيابة تمتلك تفاصيل قليلة عن المتهمين الأربعة، بل إنها أخطأت في معرفة عمر موكله ووضعه، قائلاً إنه ليس سوى "شرطي بسيط".
وعثر على جثة ريجيني بعد تسعة أيام من اختفائه. وقالت والدته في وقت لاحق إن الجثة تشوهت إلى درجة أنها لم تتعرف على ابنها إلا من خلال "طرف أنفه".
وأفادت باليريني بأن خمسا من أسنانه كُسرت وكذلك 15 من عظامه، ونُقشت حروف على جسده.
وفي إطار عمله للحصول على الدكتوراه، أجرى ريجيني أبحاثاً عن النقابات العمالية المصرية وهي قضية سياسية ترتدي حساسية خاصة.
وأثار مقتله انتقادات جديدة لسجل مصر في حقوق الإنسان في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي.

(فرانس برس)

المساهمون