القدس: 42 عملية هدم وأكثر من 6700 مستوطن اقتحموا الأقصى في مايو
استمع إلى الملخص
- اقتحم المسجد الأقصى 2118 مستوطناً خلال "يوم توحيد القدس"، مع فرض قيود على المصلين الفلسطينيين واعتقال 41 مقدسياً.
- رصدت 19 مخططاً استيطانياً جديداً، ضمن سياسة تهجير الفلسطينيين والسيطرة على القدس، مستهدفة المؤسسات التعليمية والدينية والإعلامية.
قالت محافظة القدس، اليوم الأربعاء، إنها سجلت خلال شهر مايو/أيار المنصرم 42 عملية هدم وتجريف في القدس من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، واقتحام أكثر من 6700 مستوطن باحات المسجد الاقصى المبارك. كما استشهد برصاص قوات الاحتلال الفتى محمد نضال أبو لبدة (17 عاماً)، والشاب المقدسي فؤاد محمد عليان (30 عاماً) بعدما دعسه مستوطنون.
ووثّقت محافظة القدس خلال مايو 46 اعتداءً نفّذها المستوطنون بحق المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم ومقدساتهم، بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي. ورصدت نحو 17 إصابة نتيجة إطلاق الرصاص والضرب المبرح، بالإضافة إلى حالات الاختناق بالغاز، ومنها ست إصابات جرّاء اعتداء المستوطنين.
وشهد المسجد الأقصى المبارك خلال مايو تصعيداً إسرائيلياً غير مسبوق، في انتهاك فاضح للوضع التاريخي والقانوني القائم وضرب صارخ للقانون الدولي وقرارات منظمة اليونسكو، التي تؤكد أن المسجد الأقصى مكان عبادة إسلامي خالص. واقتحم المسجد الأقصى خلال مايو 6767 مستوطناً تحت حماية قوات الاحتلال إضافة إلى 5611 آخرين تحت غطاء "السياحة"، حيث نفذ المستوطنون جولات استفزازية وأدوا طقوساً تلمودية في مناطق متفرقة من المسجد الأقصى، في انتهاك مباشر لحرمة المكان المقدس.
وشهد المسجد الأقصى المبارك خلال فترة ما يسمى "يوم توحيد القدس" في 26 مايو، تصعيداً خطيراً في وتيرة الانتهاكات والاقتحامات بزيادة ملحوظة عن الأعوام السابقة، حيث اقتحم المسجد 2118 مستوطناً، بينهم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير النقب والجليل إسحاق فاسرلاوف وأعضاء كنيست من أحزاب "الليكود" و"القوة اليهودية" و"الصهيونية الدينية"، وتركزت الاقتحامات على أداء طقوس تلمودية في ساحات الأقصى، وسط حماية مشددة من قوات الاحتلال التي منعت المصلين الفلسطينيين من الوصول إلى المسجد وفرضت قيوداً على حرية العبادة.
وسجلت محافظة القدس خلال مايو اعتقال 41 مقدسياً منهم ستة أطفال وأربع سيدات. وتفرض محاكم الاحتلال بحق المعتقلين قرارات مجحفة، تعددت بين إصدار أحكام بالسجن الفعلي، وفرض الحبس المنزلي، بالإضافة إلى قرارات إبعاد وغرامات مالية باهظة، ومنهم من أصدرت محكمة الاحتلال بحقهم قرارات منع سفر، بالإضافة إلى تمديد اعتقال عدد كبير من المعتقلين لأشهر طويلة وربما لسنوات من دون توجيه تهم واضحة بحقهم.
ورصدت محافظة القدس إصدار محاكم الاحتلال 26 حكماً بالسجن الفعلي بحق أسرى مقدسيين خلال مايو، من بينها 19 حكماً بالاعتقال الإداري، أي من دون تحديد تهمة ضد المعتقلين، حيث تعكس هذه الأحكام سياسة الاحتلال التصعيدية في استهداف المعتقلين، مما يساهم في تفاقم معاناتهم. كما أصدرت سلطات الاحتلال سبعة قرارات بالحبس المنزلي، خلال مايو، وخمسة قرارات بالإبعاد لمقدسيين، منها أربعة عن المسجد الأقصى.
الاحتلال يعتلي سطح منزل المقدسية أماني عودة قبيل هدمه في حي البستان ببلدة سلوان pic.twitter.com/lZ3RwqWxpM
— شبكة العاصمة الإخبارية (@alasimannews) June 4, 2025
وواصلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، خلال مايو، سياسة الهدم والتجريف الممنهجة حيث تم تنفيذ 42 عملية هدم وتجريف استهدفت منازل ومنشآت وبركسات وغرفاً زراعية وغيرها في محافظة القدس، منها 15 حالة هدم ذاتي قسري، أُجبر خلالها المقدسيون على هدم منازلهم بأيديهم لتفادي الغرامات الباهظة، إضافة إلى 22 عملية هدم نفذتها آليات الاحتلال بالقوة، وخمس عمليات تجريف استهدفت أراضي المقدسيين وممتلكاتهم. وتذرّع الاحتلال بحجج واهية، أبرزها "البناء غير المرخص"، في وقتٍ تفرض فيه قيوداً مشددة تجعل الحصول على تراخيص البناء شبه مستحيل للمقدسيين، مما يدفعهم إلى مواجهة خطر الهدم القسري بشكل مستمر.
وبحسب محافظة القدس، تُشكل قرارات الهدم جزءاً من سياسة الاحتلال الإسرائيلي الرامية إلى تهجير الفلسطينيين من أراضيهم في القدس المحتلة، وتصدر سلطات الاحتلال هذه القرارات تحت ذريعة البناء غير المرخص أو مخالفات البناء، وتشمل هذه القرارات إخطارات تطالب السكان بهدم منازلهم بأنفسهم خلال فترة قصيرة، وإلا فستنفذ جرافات الاحتلال الهدم وتفرض غرامات باهظة، ورصدت محافظة القدس تسليم الاحتلال 17 أمراً بالهدم في المحافظة بالإضافة إلى قرار واحد بالمصادرة.
وقالت محافظة القدس إن مايو شهد تصعيداً واضحاً في الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها قوات الاحتلال والمستوطنون بحق المؤسسات التعليمية، الدينية ووسائل الإعلام في المدينة، ضمن سياسة ممنهجة تستهدف قمع الحياة الفلسطينية وتهديد الوجود الوطني والثقافي في المدينة، وشملت هذه الانتهاكات اقتحامات للمسجد الأقصى وملاحقة الطلبة وعمليات قمع واعتقال واحتجاز وإخضاع للتحقيق، بالإضافة إلى استهداف الطواقم الصحفية، مما يعكس استهدافاً ممنهجاً للمؤسسات الوطنية الفلسطينية ومحاولة فرض سيطرة أمنية وثقافية كاملة على المدينة.
ومن خلال المتابعة اليومية للإعلانات الرسمية الصادرة عن الإدارة المدنية وبلدية الاحتلال في القدس، بالإضافة إلى ما أوردته جمعية الدراسات العربية - بيت الشرق رصدت محافظة القدس 19 مخططاً استيطانياً، خلال مايو، توزعت كما يلي: ثمانية مخططات تم إيداعها، وأربعة مخططات تمّت المصادقة عليهما، ومخطط واحد طُرح في مناقصة للتنفيذ، بالإضافة إلى البدء بتنفيذ خمسة مشاريع استيطانية، وافتتاح مشروع استيطاني فيما تمت المصادقة على عدة مخططات.