القحطاني: على حكومة أفغانستان و"طالبان" حلّ خلافاتهما قبل سبتمبر

القحطاني: على حكومة أفغانستان و"طالبان" حلّ خلافاتهما قبل سبتمبر

21 يونيو 2021
شدد القحطاني على أن كلا الطرفين لا يستطيع حسم النزاع عسكرياً (الأناضول)
+ الخط -

حذر المبعوث الخاص لوزير الخارجية القطري لمكافحة الإرهاب والوساطة في تسوية المنازعات، السفير مطلق بن ماجد القحطاني، اليوم الإثنين، من إضاعة الفرصة المتاحة لتحقيق السلام في أفغانستان، موضحاً أن حركة "طالبان" والحكومة الأفغانية ليس لديهما خيار سوى وضع حدّ لخلافاتهما، قبل تاريخ 11 سبتمبر/أيلول المقبل، موعد الانسحاب الأميركي من أفغانستان، حتى لا يتوسع النزاع، وأن على الطرفين "انتهاز الفرصة، وقطر على استعداد لمساعدتهما".

وقال القحطاني، خلال مشاركته في مؤتمر "التطلع إلى إرساء السلام في أفغانستان بعد انسحاب القوات الأميركية وحلف شمال الأطلسي"، الذي يعقده المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، عبر الإنترنت، إن "الوقت قد حان للحديث عن مرحلة ما بعد الانسحاب، وأن المحادثات التي تجري بين "طالبان" والحكومة الأفغانية ضرورية، وهذه العملية يجب أن تمضي إلى الأمام"، مشيراً إلى أن الحل في أفغانستان سيكون من خلال المحادثات، فـ"انسحاب القوات الدولية لا يترك خياراً إلا التفاوض أو القتال"، مؤكداً، في الوقت نفسه، أن كلا الطرفين "لا يستطيع حسم النزاع عسكرياً، وأنهما إذا لم يغتنما هذه الفرصة، فسيؤدي ذلك إلى الانقسام والفوضى والحرب الأهلية".

وأكد القحطاني، الذي قال إنه يشارك في المؤتمر بصفته الشخصية، وليس بوصفه الوظيفي، أنه من الأهمية بمكان أن يجري الاتفاق على إطار زمني للمفاوضات، والاتفاق على جدول أعمال محدد لها، مضيفاً أن القضية الرئيسية أصبحت من وجهة نظره، قضية السلطة، سواء كان تقاسم السلطة أو المشاركة بالسلطة، ونوع النظام الذي سيحكم البلاد، وطبيعة التسوية التي سيتم التوصل إليها، والأهم، كما قال القحطاني، أن "يُترك الأمر للشعب الأفغاني كي يحدّد مستقبله".

وكشف المبعوث الخاص لوزير الخارجية القطري لمكافحة الإرهاب والوساطة في تسوية المنازعات عن أن الجانب القطري أعدّ ورقة عمل تتضمن 6 نقاط، جرى توزيعها على الأطراف المعنية، تتضمن الاتفاق على الوساطة، وأن يكون هناك إطار زمني للمفاوضات يجب أن ينتهي قبل 11 سبتمبر/أيلول المقبل، واتفاق على جدول أعمال.

وقال: "نحن نؤمن بكل إخلاص بأنه يجب ألا نتنافس على أفغانستان، بل أن نكون متوحدين حول أفغانستان، ونتعاون مع بعضنا البعض، من أجل إحلال السلام هناك"، معتبراً أن "ما هو أكثر أهمية من ذلك ألا يسمح الشعب الأفغاني للآخرين أن يتدخلوا في شؤونه الداخلية والسياسة المستقبلية لبلاده، لأن لا أحد يستطيع أن يتدخل في بلد ما لم يمهد شعب ذلك البلد الطريق للمتدخلين أن يتدخلوا".

ولفت القحطاني إلى أن النزاع في أفغانستان "نزاع أفغاني - أفغاني، والعملية السياسية يجب أن تكون مملوكة للأفغان، وزمامها بيدهم، وهم وحدهم القادرون على إنجاح هذه العملية او إفشالها"، مضيفاً: "نحن نريد للأفغان أن ينتبهوا إلى هذه الأمور، وأعلم أن هذا يشكل تحدياً لهم، بأن يوازنوا بين دورهم ودور الأطراف الإقليمية، لكنها فرصة ذهبية تقدمها الأيام المقبلة لهم، وهي فرصة في غاية الأهمية للشعب الأفغاني ومستقبله".

وحول عدم نجاح الطرفين، حركة "طالبان" والحكومة الأفغانية، بإحراز تقدم في المفاوضات التي جرت بينهما حتى الآن، قال القحطاني إن "الأطراف المعنية شعرت أنها تستطيع حل خلافاتها وحدها، ونحن أدركنا منذ اليوم الأول أن هذه الأطراف دون وساطة لن تنجح، وعندما أمضوا 60 يوماً في التفاوض دون التوصل إلى حلّ حول النواحي الإجرائية للمفاوضات، اضطررنا للتدخل وإصدار بيان مشترك، وقد اعتبرت ذلك من قبيل بناء الثقة".

وأشار القحطاني إلى التطورات التي حدثت في الملف الأفغاني، وكان تأثيرها سلبياً على المفاوضات، ومنها الانتقال السياسي للسلطة في أميركا، وقضاء الوقت في التفاوض حول وقف إطلاق النار، وقضية إطلاق سراح السجناء، حيث إن هناك ادعاءات من الطرف الحكومي أن الأشخاص الذين تم إطلاق سراحهم من حركة "طالبان" عادوا للقتال مجدداً، وبالتالي ليس من المرجح أن تقوم الحكومة الأفغانية بإطلاق سراح المزيد من السجناء.

ورداً على سؤال إذا كانت قطر ستستمر في وساطتها بعد إتمام الانسحاب الأميركي من أفغانستان، قال إن الأطراف لم تتوصل بعد إلى اتفاق نهائي بالنسبة للوساطة، فـ"هناك طرف يحتاج إلى وسيطين، وطرف آخر يحتاج إلى وسيط واحد، والاقتراح الذي تقدمنا به أن يكون هناك وسيط مسؤول، لديه القدرة على التشاور والتواصل مع جميع الجهات، وإذا دعت الحاجة، لأغراض تقنية، أن يكون هناك جهة أخرى يمكن أن تساعد في حال طلب منها ذلك من قبل الفرقاء، فهناك حاجة إلى وساطة بين الطرفين، ونحن لا نتحدث عن تحكيم، بل عن وسيط محايد غير متحيز يقوم بالوساطة التزاماً بالقوانين الدولية، ويأخذ بالاعتبار الآراء والمقترحات، ويفهم الخلفية الثقافية المرتبطة بالنزاع، ويساعد الأطراف على التوصل إلى سلام، ونحن مستعدون للقيام بهذا الدور، ونتوقع من الفرقاء أن يتواصلوا معنا في القريب العاجل لتقديم موقفهم النهائي، وهم شارفوا على التوصل لهذا الموقف".

وحول تصريح وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في مؤتمر أنطاليا بتركيا، الجمعة الماضية، والذي تحدث عن عدم إحراز تقدم في المفاوضات الأفغانية، قال القحطاني: "أنا أتشارك هذا الإحباط، فحركة "طالبان" والحكومة الأفغانية لم يحرزا أي تقدم في المفاوضات منذ 7 أشهر، وهو ما دفع نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية القطري لأن يقول إنه ليس ثمة تقدم في المفاوضات، لكننا لم نفقد الأمل، طالما أن الطرفين يلتقيان، وليس لديهما أي خيار سوى وضع حدّ للخلافات قبل 11 سبتمبر/أيلول المقبل، وإلا فإن الله وحده يعلم ما يمكن أن يحدث، فيمكن أن يتوسع النزاع، وهذا خطر للغاية، وهناك مسؤولية تاريخية ملقاة على الجميع"، مضيفاً أن "حركة "طالبان" جزء من الشعب الأفغاني، والتاريخ سيحكم على الطرفين، إن كانوا قد انتهزوا الفرصة أم جرى تفويتها، وقطر على استعداد لمساعدتهم".

وبشأن اجتماع وزير الخارجية الهندي مع حركة "طالبان" في قطر، وكيف يمكن للهند أن تساعد خلال مرحلة انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان، ونظرة قطر للدور الهندي بهذا الشأن، قال إن "من مصلحة الجميع أن تصبح أفغانستان أكثر استقراراً، والهند استثمرت في أفغانستان، وأتفهم أن المسؤولين في الهند تحدثوا إلى حركة "طالبان"، لكني لا أظن أن أحداً يعتقد أن حركة "طالبان" سوف تسيطر بشكل كامل على أفغانستان، والجميع يرى أن للحركة دوراً أساسياً في مستقبل أفغانستان، ويجب أن لا ننسى أننا في مرحلة دقيقة الآن، وإذا عُقد أي اجتماع يجب أن يكون الغرض منه التشجيع لحلّ الخلافات بطريقة سلمية، فالجميع يعرف أنه لن يجري الاعتراف بأي مجموعة تستولي على السلطة بالقوة، وبالتالي من مصلحة الجميع أن تكون أفغانستان أكثر استقراراً، وهذا ما نعوّل عليه".

وحول ما إذا كانت قطر ستكون جزءاً من إعادة إعمار أفغانستان، ردّ بالقول إنه "من المبكر أن نتحدث في الوقت الراهن عن عملية الإعمار، لكني أعتقد أن عدداً كبيراً من الدول، ودول الاتحاد الأوروبي على الأخص، تريد أن تشارك في إعادة الإعمار بأفغانستان، ولكن قطر ستكون أقل حماسة للمشاركة بإعادة الإعمار من دون التوصل إلى سلام حقيقي".

المساهمون