الفلسطينيون يشيعون جثمان الطفل الشهيد محمد دعدس

الفلسطينيون يشيعون جثمان الطفل الشهيد محمد دعدس

06 نوفمبر 2021
الشهيد الفلسطيني يبلغ 13 عاماً (جعفر اشتيه/ فرانس برس)
+ الخط -

شيع الفلسطينيون، اليوم السبت، جثمان الطفل الشهيد محمد دعدس (15 عاماً)، إلى مثواه الأخير بمسقط رأسه في مخيم عسكر الجديد شرقي نابلس (شمالي الضفة الغربية)، وذلك بعد استشهاده برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال مواجهات اندلعت في قرية دير الحطب شرقي نابلس أمس الجمعة.
وأفادت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" بأن موكب تشييع دعدس انطلق بمراسم عسكرية من أمام مستشفى رفيديا الحكومي بمدينة نابلس، ثم وصل إلى مسقط رأسه في مخيم عسكر الجديد، حيث ألقت عائلة الشهيد نظرة الوداع عليه في منزلها، وبعد ذلك أكمل الفلسطينيون التشييع بمسيرة وصلت إلى مسجد المخيم حيث أديت صلاة الجنازة عليه.
بعد ذلك، جابت مسيرة حاشدة شوارع مخيم عسكر الجديد، بمشاركة شبان مسلحين ملثمين، وحمل المشيعون جثمان دعدس على الأكتاف، على وقع الهتافات المنددة بجريمة الاحتلال قتل الطفل. ورفع المشاركون علم فلسطين ورايات الفصائل الوطنية، إلى أن وصلوا إلى مقبرة المخيم، حيث ووري جثمان الشهيد الثرى. 

واستشهد الطفل دعدس أمس الجمعة، عقب إصابته برصاصة في بطنه خلال مواجهات اندلعت عقب قمع قوات الاحتلال لمسيرة سلمية ضد الاستيطان في قرية دير الحطب شرقي نابلس، وفق ما أكده لـ"العربي الجديد" ابن عم الشهيد، رياض دعدس. 

وأشار إلى أن ابن عمه الشهيد محمد أصيب برصاصة متفجرة في البطن من مسافة قريبة جداً تقدر بنحو خمسة أمتار، ونقل إلى مستشفى رفيديا الحكومي بمدينة نابلس، لكنه وبعد ساعة فشل الأطباء إنقاذ حياته وأعلن عن استشهاده.

الاتحاد الأوروبي يعبر عن صدمته من استشهاد طفل فلسطيني

ودعا الاتحاد الأوروبي، اليوم السبت، الاحتلال الإسرائيلي إلى التحقيق في استشهاد الطفل الفلسطيني، معبراً عن صدمته لاستشهاد طفل جديد بالرصاص الإسرائيلي.
وقال الاتحاد في بيان لمكتب ممثله في الأراضي الفلسطينية: "مصدومون من مقتل طفل آخر على يد القوات الإسرائيلية (...) يجب التحقيق في وفاته وإعلان النتائج في أسرع وقت ممكن لمنع تكرار مثل هذه الحوادث".
وأضاف: "توفي يوم أمس (الجمعة) الطفل الفلسطيني محمد دعدس البالغ من العمر 15 عاماً، بالقرب من مدينة نابلس؛ نتيجة استمرار استخدام القوة المميتة بشكل غير متناسب من قبل قوات الأمن الإسرائيلية".
وتابع: "يجب حماية الأطفال بموجب القانون الدولي وعلى قوات الأمن الإسرائيلية أن تحترم مدونة السلوك المعمول بها في الأراضي المحتلة".

إلى ذلك، قال مدير الإسعاف والطوارئ في الهلال الأحمر الفلسطيني في نابلس، أحمد جبريل، لـ"العربي الجديد" إنه تم نقل ثلاث إصابات باعتداء من قبل المستوطنين في بلدة بورين جنوبي نابلس إلى مستشفى رفيديا.
وأقدم مستوطنون على تخريب بئر مياه في قرية مادما جنوبي نابلس، وفق تصريحات لمسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس.
كما أفاد مدير نادي الأسير الفلسطيني في محافظة جنين منتصر سمور لـ"العربي الجديد" بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت، ثلاثة فلسطينيين من قرية دير أبو ضعيف شرقي جنين على حاجز عسكري مفاجئ، وهم: محمد مؤيد ياسين، وهلال بدر ياسين، وسالم إياد ياسين.

مواجهات في كفر قدوم

واندلعت مواجهات مساء اليوم السبت، بين الشبان وقوات الاحتلال في قرية كفر قدوم شرقي مدينة قلقيلية، أطلق فيها جنود الاحتلال الرصاص الحي بكثافة، من دون أن يبلغ على الفور عن إصابات، وفق ما أكدته مصادر محلية.
واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي شاباً من حي بطن الهوى بمدينة رام الله وسط الضفة الغربية، بينما أصيب شاب فلسطيني بالرصاص، خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي، الليلة الماضية، مدينة البيرة الملاصقة لمدينة رام الله ومداهمة محال تجارية في البيرة، للاستيلاء على تسجيلات الكاميرات، بزعم تعرض مستوطنة "بساغوت" المقامة على أراضي جبل الطويل في البيرة لإطلاق نار.
في سياق منفصل، أدى مستوطنون، اليوم السبت، طقوساً تلمودية قرب باب المجلس أحد أبواب المسجد الأقصى المبارك من الجهة الشرقية.
وجنوبي الضفة الغربية، تصدّى فلسطينيون لهجوم مستوطنين أثناء قطفهم الزيتون في بلدة تقوع شرقي بيت لحم.

كذلك هاجم مستوطنون متنزهاً للأطفال في تجمع لعائلة النواجعة، أقامته منظمة "العمل ضد الجوع" قرب قرية سوسيا شرقي يطا جنوبي الخليل، وفق ما أفاد به منسق اللجان الشعبية والوطنية لمقاومة الجدار والاستيطان في جنوب الخليل راتب الجبور في تصريح صحافي.
وتصدى الأهالي شرقي يطا لأولئك المستوطنين، الذين هاجموا تجمع عائلة النواجعة بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وهاجم مستوطنون منزل المواطن إبراهيم عيد في الجهة الشرقية من قرية بورين جنوبي نابلس، بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، وتصدى الأهالي للمستوطنين، واندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال، ولم يبلغ عن إصابات على الفور.

"حماس" ترحب بتصويت أممي على أحقية الفلسطينيين بتقرير مصيرهم

على صعيد آخر، رحّبت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، مساء السبت، بتصويت اللجنة الثالثة للجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية "كاسحة" على أحقية الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي.
وأكد الناطق باسم "حماس" حازم قاسم، في تصريح وُزع على وسائل الإعلام: "حقنا المشروع باسترداد كامل أرضنا الفلسطينية وعودة اللاجئين إليها، وطرد المحتل عبر المقاومة بأشكالها كافة، وحقنا في تقرير مصيرنا وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس".
وثمّن أيضاً موقف الدول التي صوتت إلى جانب حق الشعب الفلسطيني، والتي شكلت الأغلبية الكاسحة، وكشفت عزلة موقف الولايات المتحدة الأميركية التي عارضت القرار وأصرت على الوقوف ضد الحق والإرادة الدولية.