الفلسطينيون يشيعون جثمان الشهيد حلاوة وإصابات بمواجهات مع الاحتلال

الفلسطينيون يشيعون جثمان الشهيد حلاوة وإصابات بمواجهات مع الاحتلال

12 ديسمبر 2020
خلال تشييع جثمان الشهيد عبد الناصر حلاوة اليوم (Getty)
+ الخط -

شيّع الفلسطينيون، اليوم السبت، جثمان الشهيد عبد الناصر وليد حلاوة (56 عاماً)، وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة، إلى مثواه الأخير في المقبرة الغربية من مدينة نابلس، شمالي الضفة الغربية، فيما اندلعت مواجهات في قرية كفر قدوم شرق قلقيلية شمالي الضفة الغربية، أوقعت عشرات الإصابات بحالات اختناق، فضلا عن إصابة أحد الشبان بجروح، كما هاجم مستوطنون فلسطينيين بالخليل، واضطر شقيقان لهدم منزليهما ذاتياً بأمر من الاحتلال في القدس.

وانطلق موكب تشييع جثمان الشهيد حلاوة من أمام مستشفى رفيديا بمدينة نابلس، بمشاركة شعبية ورسمية، وأدى المشيعون صلاة الجنازة على جثمانه في ساحة مسجد الإمام علي بالمدينة.

وخلال التشييع، رفع المشاركون العلم الفلسطيني، ورددوا هتافات منددة بجرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، وحمل جثمان الشهيد على الأكتاف ملفوفًا بالعلم الفلسطيني، وصولاً إلى المقبرة الغربية بالمدينة، حيث ووري جثمانه الثرى.

وأعلنت مصادر طبية، أمس الجمعة، عن استشهاد حلاوة، وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة ويعاني من فقدان السمع والنطق، متأثرًا بإصابته برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي، في 17 أغسطس/آب الماضي، على حاجز قلنديا العسكري شمال القدس المحتلة.

وكان أمين سر اتحاد المعاقين في نابلس معاوية منى أوضح، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن حلاوة يعاني منذ ولادته من فقدان حاستي السمع والنطق، وهو ما جعله لا يستجيب لأوامر جنود الاحتلال له بالتوقف على حاجز قلنديا قبل إطلاق النار عليه قبل نحو 4 أشهر.

ووفق معلومات عائلته، فقد كان الشهيد في طريقه لزيارة شقيقته في مدينة القدس حين إصابته، ونظرًا لعدم معرفته بالإجراءات الاحتلالية على الحواجز العسكرية، سلك ممرًا مخصصًا لجنود الاحتلال، الذين صرخوا عليه للتوقف، ولكنه لم يسمعهم، فأطلقوا عليه عدة رصاصات استقرت في قدميه، ثم جرى نقله إلى أحد المستشفيات في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948.

وزعمت شرطة الاحتلال الإسرائيلي، في بيان لها في حينه، أن أفراد الأمن المدنيين العاملين في معبر قلنديا لاحظوا أن مواطناً فلسطينياً وصل إلى معبر السيارات الممنوع أمام المشاة، وطالبوه بالتوقف عدة مرات، ونظراً لأن ذلك لم يحدث، قاموا بعملية تنفيذ اعتقال تحت إطلاق الرصاص على المواطن، الذي أصيب في الجزء السفلي من جسده بجروح ما بين متوسطة وطفيفة، وتم نقله إلى مستشفى "شعاري تصيدق" الإسرائيلي لتلقي العلاج، فيما أشارت شرطة الاحتلال إلى أنه يتضح من تحقيق أولي أن المواطن من ذوي الاحتياجات الخاصة، فهو يعاني مشاكل في النطق والسمع.

وقبل نحو أسبوعين، أعيد حلاوة إلى بيته في نابلس، لكن حالته الصحية كانت متدهورة، ورفض الاحتلال وفق العائلة إعادته للعلاج، ونقل فجر أمس الجمعة إلى أحد مستشفيات نابلس، قبل الإعلان عن استشهاده.

على صعيد منفصل، أصيب شاب فلسطيني بعيار معدني في الرجل والعشرات بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، خلال مواجهات عنيفة مع جيش الاحتلال في قرية كفر قدوم شرق قلقيلية، وعولج المصابون ميدانيًا وفق ما أفاد به منسق المقاومة الشعبية في كفر قدوم مراد اشتيوي في تصريحات صحافية.

ووفق اشتيوي، فقد اندلعت مواجهات في قرية كفر قدوم عقب انطلاق مسيرة شعبية في إطار سلسلة من المسيرات التي تنظم مناهضة للاستيطان، ومطالبة بفتح شارع القرية المغلق منذ أكثر من 17 عاماً.

على صعيد آخر، هاجم مستوطنون، مساء اليوم السبت، الصحافي في قناة فلسطين الرياضية مهند مصطفى قفيشة، الذي يقطن في حي تل الرميدة بمدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية، واعتدوا عليه بالضرب بحماية جيش الاحتلال، ما أدى لإصابته بكدمات في رأسه، وفق ما أفادت به مصادر صحافية.

في غضون ذلك، اضطر الشقيقان المقدسيان محمود ومحمد الخالص لهدم منزليهما ذاتياً في بلدة سلوان جنوب القدس، بقرار من بلدية الاحتلال في القدس بحجة "عدم الترخيص"، وفق ما أفاد به مركز معلومات وادي حلوة المختص بالشأن المقدسي.

وأشار المركز إلى أن المنزل المكون من شقتين اضطر أصحابه إلى هدمه بعدما أجبرتهم بلدية الاحتلال في القدس على إكمال الهدم، علماً أن بلدية الاحتلال هدمت لهما المنزل قبل شهرين.

في سياق آخر، اعتقلت قوات الاحتلال الطفل تيسير محيسن من منزله في قريه العيساوية اليوم السبت.

 

مطالب باستراتيجية وطنية للمقاومة الشاملة

من جانب آخر، دعت "الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين" اليوم السبت، إلى ضرورة امتلاك استراتيجية وطنية للمواجهة الشاملة للغزوات الاستعمارية الاستيطانية التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي وقطعان المستوطنين، لمصادرة الأرض وهدم المنازل، واقتلاع المزروعات وقطع الأشجار، ومصادرة الجرافات والآليات الزراعية، وتهديم أقنية الري، وشق الطرق بين المستوطنات والبؤر المجاورة على طريق تسمينها، وشن حملات الاعتقال الجماعي، واتباع سياسات الإعدام في الشوارع بالرصاص الحي، لأبناء الشعب الفلسطيني، دون تمييز.

وقالت الجبهة في بيان لها، "إن العودة إلى اتفاق أوسلو، بشقيه الأمني والتفاوضي، والعمل لإحياء (الرباعية الدولية) الميتة سريرياً منذ أكثر من ست سنوات، وانتظار الوقت الذي يتوفر لإدارة بايدن الجديدة للتلفت نحو القضية الفلسطينية، كلها خطوات من شأنها أن تضعف الحالة الوطنية، وأن توفر الفرص العديدة لسلطات الاحتلال لمواصلة سياستها العدوانية على محاورها الأمنية والاستيطانية والاقتصادية كافة، ولبناء الوقائع الميدانية وتعميق الإخلال بموازين القوى وإضعاف الحالة الفلسطينية، في وقت تتسع فيه موجة التطبيع بين الأنظمة العربية ودولة الاحتلال".

وأضافت الجبهة، "أن إنهاء الانقسام، وإنهاء العمل باتفاق أوسلو، ووقف التنسيق الأمني مع الاحتلال، والخروج من الغلاف الجمركي مع دولة الاحتلال، والانفكاك عن الاقتصاد الإسرائيلي، وتشكيل القيادة الوطنية الموحدة، وتطوير المقاومة الشعبية بكل أشكالها، نحو انتفاضة شاملة، وعلى طريق التحول إلى عصيان وطني، هو السبيل للوقوف في وجه التغول الاحتلالي، والتصدي له، وإحداث التوازن التدريجي والتراكمي في ميزان القوى".

وتابعت: "ما يرغم المجتمع الدولي إلى العودة للتعاطي مع القضية الوطنية لشعبنا، كما تقدمها مقاومته الباسلة، باعتبارها قضية تحرر وطني وليست مجرد مفاوضات على ما يسمى بقضايا الحل الدائم، بما يلزم المجتمع الدولي للاعتراف بحق شعبنا في تقرير مصيره، وقيام دولته الوطنية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس على حدود 4 حزيران (يونيو) 67، وحل قضية اللاجئين بموجب القرار 194 الذي يكفل لهم حق العودة إلى الديار والممتلكات التي هجروا منها منذ العام 1948".

جرب الشعب الفلسطيني الحلول الهابطة، ولم تعد عليه سوى بالكوارث والنكبات

 

وأكدت الجبهة الديمقراطية أن هذا هو السبيل إلى الفوز بالنصر، بعد أن جرب الشعب الفلسطيني الحلول الهابطة، ولم تعد عليه سوى بالكوارث والنكبات لأكثر من ربع قرن من الزمن المهدور.