الفلسطينيون يشيعون جثمان الشهيد الفتى محمد حامد في سلواد

الفلسطينيون يشيعون جثمان الشهيد الفتى محمد حامد في سلواد شرقي رام الله

رام الله

جهاد بركات

جهاد بركات
30 يونيو 2022
+ الخط -

شيّع الفلسطينيون، اليوم الخميس، جثمان الشهيد الفتى محمد حامد (16 عاماً)، في مسقط رأسه ببلدة سلواد، شرقي رام الله، وسط الضفة الغربية، وسط غضب عارم من طريقة إعدامه على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي، واحتجاز جثمانه خمسة أيام.

ويأتي تشييع حامد بعد أيام من الإعلان عن اعتقاله جريحاً ثم استشهاده، فجر السبت الماضي، واحتجاز جثمانه مدة خمسة أيام.

وقبل أن يصل جثمان طفلها الشهيد محمد حامد إلى المنزل لوداعه، كانت والدته تحرير حامد قد وصلت إلى يدها قلادة تحمل علم فلسطين، أهداها ابنها الأسير في سجون الاحتلال أحمد لشقيقه الأوسط محمد الذي يبلغ من العمر 16 عاماً، والذي أعلن استشهاده فجر السبت الماضي، بعد اعتقاله جريحاً، وكان يرتدي تلك القلادة.

وبعدما وصل الجثمان أخذت الأم المكلومة تخاطب ابنها الذي أصاب الرصاص وجهه، بأحاديث ممزوجة بالبكاء قائلة: "لقد طلبت الشهادة ونلتها، اشفع لي يوم القيامة"، هي كلمات بسيطة كررتها وهي تقبل رأسه، وتمسح بيديها على وجهه، قبل أن يخرج الشبان جثمانه إلى مدرسة بلدة سلواد، شمال شرقي رام الله، لإقامة صلاة الجنازة.

تقول والدة الشهيد، تحرير حامد، لـ"العربي الجديد": "إن قوات الاحتلال استهدفت محمد بالوجه، دون أن يكون معه سلاح ولا حجر ولا أي شيء قد يعتبر أنه يشكل خطراً على جيش الاحتلال، وثم منع الاحتلال أصدقاءه من سحبه وهو مصاب لإسعافه"، معتبرة أن ما حصل إعدام بدم بارد.

لكن الأم التي كانت تحمل قلادة ابنها الشهيد، أكدت أيضاً حديث ابنها سابقاً عن تمنيه الشهادة، فهو طفل تأثر كما تقول بعملية اعتقال شقيقه أحمد في إبريل/نيسان الماضي من قبل "وحدة اليمام" الإسرائيلية التي اقتحمت سلواد واعتقلت شقيقه وآخرين من البلدة بعملية عنيفة.

تتابع الأم: "أنا تقبلت استشهاده، لأنه هو قد طلب الشهادة ونالها، وهذا الشيء تولد عنده منذ أن اعتقلت فرقة اليمام بجيش الاحتلال شقيقه أحمد، وهذا ولّد لديه حقداً، حتى أنه قال لي: أريد أن أزيل علم الاحتلال عن أحد جيباته أجلبه لتدوسيه بقدميكِ".

كذلك أثارت طريقة إعدام الطفل غضب أهالي سلواد. ويروي والد الشهيد عبد الله ما يعرف عن اغتيال ابنه، فهو، كما يقول من داخل مجمع فلسطين الطبي لـ"العربي الجديد"، لم يكن في المكان ولكنه سمع ما حصل من شهود.

الصورة
تشييع رام الله/سياسة/جهاد بركات
أثارت طريقة إعدام الطفل غضب أهالي سلواد(جهاد بركات)

ويقول عبد الله: "استهدفوه بثلاث رصاصات، لم تكن قد اندلعت مواجهات في المكان، وكان بعيدًا عن جيش الاحتلال قرابة 500 متر، هي ثلاث رصاصات أنهت حياته، وقتلته، كانوا يذهبون أحياناً للعب في هذه المنطقة، ويبدو أنه كان متقدماً باتجاه جيش الاحتلال فاستهدفوه وقتلوه دون أن يحصل شيء".

بدوره، يؤكد رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس لـ"العربي الجديد"، وهو من بلدة سلواد، أنّ "مكان استشهاد محمد قرب طريق التفافي يتحرك فيه المستوطنون وجيش الاحتلال، وهناك يمارس الاحتلال ما يمكن أن يسميه سياسة الردع، أي عدم ترك المجال إطلاقاً للفلسطينيين من خلال المسارعة بإطلاق النار باتجاههم، وإيصال رسائل للفلسطينيين بأن من يقترب من هذا المكان سيكون مصيره القتل، بما يشبه سلوك العصابات".

وكان نادي الأسير الفلسطيني فور إعلان استشهاد حامد قد أكد تزايد حالات اعتقال جرحى فلسطينيين، كما كانت عملية اعتقال الشهيد داود الزبيدي وإعلان استشهاده لاحقاً، وهو شقيق الأسير زكريا الزبيدي، وهو أحد الذين تمكنوا من الهروب من سجن جلبوع عبر "نفق الحرية" قبل إعادة اعتقالهم في شهر سبتمبر/أيلول الماضي.

الصورة
تشييع رام الله/سياسة/جهاد بركات
استمرار عمليات احتجاز جثامين الشهداء الأسرى(جهاد بركات)

وأكد النادي في بيان سابق أيضاً استمرار عمليات احتجاز جثامين الشهداء الأسرى.

ويشدد فارس على أنّ "الاحتلال يتوحش أكثر ويغوص في الدم الفلسطيني دون رقيب أو حسيب"، معتبراً أن "الاحتلال دولة مسكونة بالرعب والقلق الوجودي، والطبقة السياسية توفر مظلة حماية للضباط وللسجانين وللجنود وللشرطة بالقتل، وهي الضامن بالحماية لهم من أي مساءلة سواء في فلسطين أو على الصعيد الدولي".

وصباح اليوم، الخميس، انطلقت جنازة حامد من مجمع فلسطين الطبي في رام الله، بعدما قامت سلطات الاحتلال بتسليم جثمانه ليلة أمس.

وجاب موكب التشييع شوارع رام الله، قبل أن يتم نقل الجثمان لبلدته سلواد وتودعه والدته في منزلها، وقبل أن تقام صلاة الجنازة عليه في مدرسة البلدة، ومن هناك انطلقت جنازته نحو مثواه الأخير.

وحملت جثمان الشهيد مجموعة من الملثمين والمسلحين الفلسطينيين، بمشهد يدل على الغضب في بلدة سلواد التي فقدت عدة شهداء خلال السنوات الماضية.

ذات صلة

الصورة
مسيرات في رام الله ضد جرائم الاحتلال 21 إبريل 2024 (العربي الجديد)

سياسة

خرج المئات، ظهر اليوم الأحد، في شوارع مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، منددين بجرائم الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة ومخيم نور شمس في طولكرم شمالي الضفة.
الصورة

سياسة

أدى أكثر من 60 ألف فلسطيني، اليوم الأربعاء، صلاة عيد الفطر في المسجد الأقصى في القدس المحتلة من دون أيّ أجواء احتفالية، حزناً على ضحايا الحرب الإسرائيلية
الصورة
مسيرة رام الله

سياسة

خرج آلاف الفلسطينيين في مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، مساء أمس السبت، في مسيرة هتفت للمقاومة الفلسطينية، ونددت بجرائم الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة.
الصورة
اعتداء على طفل في الخليل

سياسة

كشف مقطع فيديو، سجلته كاميرات المراقبة داخل محل تجاري في حارة جابر في الخليل، اعتداء جنود الاحتلال على طفل فلسطيني، بذريعة وجود صورة لقطعة سلاح على قميص يرتديه.

المساهمون