شيع الفلسطينيون، بعد ظهر اليوم الخميس، جثامين أربعة شهداء ارتقوا برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في جنين، شمالي الضفة الغربية، بمشاركة شعبية وفصائلية واسعة.
وانطلق موكب تشييع جثامين ثلاثة شهداء، هم سفيان عدنان إسماعيل فاخوري (26 عاماً) ونايف أحمد يوسف ملايشة (25 عاماً) وأحمد محمد ذيب فشافشة (22 عاماً)، من أمام مستشفى جنين الحكومي في المدينة.
وجابت مسيرة حاشدة شوارع مدينة ومخيم جنين، ثم نُقلت جثامينهم إلى مسقط رأسهم في بلدة جبع جنوب جنين، حيث ألقت عائلاتهم نظرة الوداع الأخيرة عليهم، بحسب ما أكده لـ"العربي الجديد" الناطق الإعلامي باسم حركة فتح في جنين، نصري حمامرة، مشيراً إلى أنّ "قوات خاصة إسرائيلية قتلت الشبان الثلاثة، صباح اليوم، بطريقة وحشية".
وأوضح حمامرة أنّ "الشهيد فاخوري أسير محرر منذ 3 أشهر من سجون الاحتلال وهو متزوج ولديه طفل، والشهيد ملايشة أسير محرر منذ شهر وهو متزوج ولديه طفلان، والشهيد فشافشة غير متزوج وهو شقيق الأسير عبد الصمد فشافشة".
ولُفّت جثامين الشهداء الثلاثة برايات حركة الجهاد الإسلامي، وحُملوا على الأكتاف، ثم أديت صلاة الجنازة عليهم في أحد مساجد جبع، وانطلق المشيعون في مسيرة جابت شوارع البلدة، وصولاً إلى مقبرة جبع حيث ووريت جثامينهم الثرى.
وفي السياق، انطلق موكب تشييع الطفل وليد سعد داود نصار (14 عاماً) من أمام مستشفى جنين الحكومي، بعد وصوله من مستشفى المقاصد في القدس المحتلة، وجابت مسيرة حاشدة شوارع المدينة، وحُمل الشهيد على الأكتاف ملفوفاً بعلم فلسطين، وألقت عائلته نظرة الوداع عليه، وأدى المشيعون صلاة الجنازة، ثم أكملوا طريقهم نحو المقبرة الغربية في مدينة جنين، حيث ووري جثمانه الثرى.
وتخللت تشييع جثامين الشهداء الأربعة هتافات وطنية تمجد الشهداء، وتندد بجرائم الاحتلال، وأطلق مسلحون الرصاص بالهواء تحية لأرواح الشهداء، ورفعت أعلام فلسطين ورايات الفصائل الوطنية خلال التشييع.
واغتالت قوات الاحتلال الشبان الثلاثة في عملية لقواتها الخاصة في بلدة جبع صباح اليوم الخميس، كما استشهد الطفل نصار متأثراً بإصابته برصاص الاحتلال خلال عدوانه على مدينة ومخيم جنين قبل يومين، حيث ارتقى 6 شبان وأصيب 26 آخرون.
من جانبها، أكدت "كتيبة جبع" التابعة لـ"سرايا القدس"، الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، في بيان لها، أنّ الاحتلال اغتال 3 من قادتها الميدانيين، سفيان فاخوري وأحمد فشافشة ونايف ملايشة، مؤكدة أنهم خاضوا مع الاحتلال، قبل ارتقائهم، اشتباكات مسلحة خلال اقتحام الاحتلال البلدة، وتمكنوا من إسقاط طائرة مسيّرة للاحتلال.
وتوعدت "كتيبة جبع" الاحتلال بمزيد من المقاتلين، مؤكدة أن جرائم الاحتلال واستهدافه مقاتلي "سرايا القدس" وكتائبها في الضفة، لن تثنيها عن المضي في طريق الجهاد والمقاومة.
وباستشهاد الشبان الثلاثة في جبع والطفل نصار، ترتفع حصيلة الشهداء منذ بداية العام الجاري، إلى 78 شهيداً بينهم 13 طفلاً وامرأة.
وعلى صعيد منفصل، أدى العشرات من المستوطنين المتطرفين، في اليوم الثالث من احتفالاتهم بـ"عيد المساخر"، صلوات تلمودية و"طقوس البركة" في باحات المسجد الأقصى، خاصة في المنطقة الشرقية من المسجد، بحماية قوات كبيرة من شرطة الاحتلال الخاصة.
كما أقام هؤلاء المستوطنون حلقات رقص وغناء في منطقة باب السلسلة، أحد أبواب المسجد الأقصى، وهتفوا بشعارات عنصرية، واستناداً إلى جماعات الهيكل المتطرفة، شارك في اقتحامات اليومين الماضيين أكثر من 500 متطرف، تقدمهم الحاخام يهودا غليك، ورؤساء جمعيات استيطانية.
وفي سياق آخر، يواصل مستوطنون أعمال حفر وترميم في محيط نبع مياه عين بليبل، إلى الشرق من قرية عين البيضا في الأغوار الشمالية الفلسطينية، تمهيداً للاستيلاء عليه، وفق تصريحات للناشط الحقوقي عارف دراغمة.
كما اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، ثمانية فلسطينيين خلال اقتحامها مناطق متفرقة من الضفة الغربية، فيما اعتدت قوات الاحتلال على الطفلين الشقيقين محمد (6 أعوام) وقيس الرجبي (8 أعوام)، بالضرب، واحتجزتهما في المنطقة الجنوبية من مدينة الخليل جنوبي الضفة، بعد احتجازهما لحين من الوقت.
واقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، ضاحية الأقباط في بلدة الرام شمال مدينة القدس المحتلة، واستولت على تسجيلات كاميرات المراقبة من المحال التجارية، وكذلك استولت على مركبة لشاب في البلدة.