شيع آلاف الفلسطينيين، ظهر اليوم الثلاثاء، جثماني الشهيدين عبد الله الحصري، وشادي نجم في مخيم جينن شمالي الضفة الغربية، وذلك بعد ساعات من استشهادهما برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي.
ملفوفاً بالعلم الفلسطيني ورايات "حركة الجهاد الإسلامي"، وعلى صدره بندقيته التي ما فارقته في أحلك الظروف، ودع آلاف الفلسطينيين الحصري، أحد قادة "كتيبة جنين" التابعة لـ"سرايا القدس" الجناح العسكري لـ"الجهاد الإسلامي"، الذي ارتقى برصاص الاحتلال الإسرائيلي ليلة الاثنين الثلاثاء.
كما شيعوا جثمان نجم، الذي قضى بعد الحصري بساعات قليلة، ورفع الشهيد على الأكتاف، وسط صيحات الغضب الداعية إلى الانتقام من الاحتلال.
وانطلق موكب تشييع جثماني الشهيدين من أمام مستشفى جنين الحكومي، وجاب المشيعون شوارع المدينة التي أعلنت الإضراب الشامل اليوم، حداداً على استشهادهما.
وأطلق عشرات المسلحين من فصائل المقاومة وفي مقدمتهم "سرايا القدس"، و"كتائب عز الدين القسام" الذراع العسكرية لحركة "حماس"، و"كتائب شهداء الأقصى" الذراع العسكرية لحركة "فتح" آلاف الطلقات النارية في الهواء، تعبيراً عن استعدادهم للرد على الاحتلال.
وأدى المشيعون صلاة الجنازة على جثماني الشهيدين في مسجد مخيم جنين، وألقت عائلتاهما نظرة الوداع الأخيرة عليهما، ثم أكمل موكب التشييع بمسيرة نحو مقبرة الشهداء في مخيم جنين، رفعت فيها أعلام فلسطين والفصائل الوطنية، على وقع الهتافات الغاضبة التي تندد بجريمة الاحتلال وتمجد الشهداء. وبعد ذلك ووري جثماني الشهيدين الثرى، وألقيت كلمات عدة عقب التشييع لفصائل العمل الوطني والإسلامي.
وأكد القيادي في "حركة الجهاد الإسلامي"، خضر عدنان، في كلمة له بعد التشييع، أنّ "سرايا القدس باتت اليوم في قمة الهرم المقاوم، وفي بؤرة الاستهداف من البعيد والقريب".
وأشار عدنان إلى أنّ "المقاومين في مخيم جنين وفي بقية الضفة الغربية المحتلة يتعرضون لملاحقة مزدوجة، من قوات الاحتلال الإسرائيلي ومن الأجهزة الأمنية الفلسطينية التي حاولت قبل يومين فقط اعتقال عدد منهم، لكنها فشلت".
وقال عدنان: "إن اليد على الزناد، وإن الرصاص لن يوجه إلا لصدور العدو"، مطالباً الشارع الفلسطيني بـ"الالتفاف حول نهج المقاومة الذي أثبت نجاعته".
وكانت مصادر محلية أكدت، لـ"العربي الجديد"، أنّ القوات الخاصة الإسرائيلية دخلت نحو الساعة الحادية عشرة من ليل الإثنين، بثلاث سيارات مدنية تحمل لوحات تسجيل فلسطينية، بهدف اعتقال المطلوب لها عماد جمال أبو الهيجاء، وفور وصولها إلى مدخل مخيم جنين أطلقت النار صوب مجموعة من الشبان الذين كانوا يرابطون على مدخله، ما أدى إلى إصابة شابين.
وأكدت المصادر أن أحد الشابين استشهد على الفور وهو الأسير المحرر عبد الله الحصري، وأصيب الشاب شادي خالد نجم برصاصة في وجهه، ولم تفلح محاولات الأطباء إنقاذ حياته، حيث أعلن عن استشهاده قبيل فجر اليوم الثلاثاء، حيث كان نجم عائدًا من عمله حين أصيب بجروح حرجة.