الفلسطينيون يحيون الذكرى السادسة عشرة لاستشهاد الرئيس ياسر عرفات

الفلسطينيون يحيون الذكرى السادسة عشرة لاستشهاد الرئيس ياسر عرفات

11 نوفمبر 2020
عباس في ذكرى استشهاد عرفات: على العهدِ باقون وللأمانةِ حافظون (الأناضول)
+ الخط -

 

أحيا الفلسطينيون في مختلف مناطق الضفة الغربية، اليوم الأربعاء، الذكرى السادسة عشرة لاستشهاد الرئيس الراحل ياسر عرفات بفعاليات شعبية، حيث انطلقت مسيرات إحياءً للذكرى، واندلعت مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال أصيب خلالها عدد من الفلسطينيين.

وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس في كلمة له بمناسبة ذكرى استشهاد عرفات: "نقولُ لشعبِنا المناضلِ الصابرِ الصامدِ في كلِ مكان، إِننا على العهدِ باقون وللأمانةِ حافظون، وسنبقى أوفياءَ لأرواحِ شهدائِنا، ودماءِ جرحانا، وعذاباتِ أسرانا".

وتابع، "نقفُ بكلِ شموخٍ وكبرياء، نواصلُ المسيرةَ بكلِ عزيمةٍ وإصرار، نحافظُ على حقوقِ شعبِنا وثوابتهِ الوطنية. إيماننا باللهِ وثقتنا بشعبِنا وعدالةِ قضيتِنا كبير، لمْ ولنْ نحيدَ عنها مهما كانَ حجمُ التحدياتِ والضغوطِ التي نتعرضُ لها".

إلى ذلك، قال عباس: "واجهْنا الكثيرَ منَ العقبات، وبخاصةٍ في السنواتِ الأربعِ الأخيرة، تَصدَّيْنا خلالَها لصفقةِ القرنِ ومخططاتِ الضمِ، والتطبيعِ، وَتمسَّكْنا بالشرعيةِ الدوليةِ وبمبادرةِ السلامِ العربيةِ وحقوقِ شعبِنا، وقرارنا الوطني المستقل، نعم.. صمدْنا معاً، وصَبْرنا معاً، وتَحمَّلْنا معاً، وسنتخطى الصعابَ معاً".

وأكد عباس "أنه مهما طالَ الزمنُ وزادتِ الضغوطاتُ والاتهاماتُ الباطلةُ وتزييفُ الحقائق، فلنْ نتنازلَ عنْ أيِ حقٍ منْ حقوقِنا المشروعةِ التي كفلتْها قراراتُ الشرعيةِ الدولية، وسنواصلُ العملَ إلى أنْ ينتهيَ الاحتلالُ الإسرائيليُ لبلادِنا، وتتجسدَ دولُتنا ذاتُ السيادةِ على حدودِ العامِ 1967، وعاصمتُها القدسُ الشرقية".

وأكد عباس مجدداً على ضرورةِ أنْ يقومَ الأمينُ العامُ للأممِ المتحدةِ بالتنسيقِ مع الرباعيةِ الدوليةِ وأعضاءِ مجلسِ الأمنِ منْ أجلِ الدعوةِ لعقدِ مؤتمرٍ دوليِ للسلامِ في مطلعِ العامِ القادم، على أساسِ قراراتِ الشرعيةِ الدوليةِ ومبادرةِ السلامِ العربيةِ كما وردتْ في قمةِ بيروت العام 2002.

في شأن آخر، قال عباس: "لقدْ قمنا بتقديمِ التهنئةِ للرئيسِ الأميركي المنتخبِ جو بايدن ونائبتهِ، وقلْنا بأننا نمدُ أيدينَا لفتحِ صفحةٍ جديدةٍ معَ إدارتِه، منْ أجلِ تعزيزِ العلاقاتِ الفلسطينيةِ الأميركية، ونيلِ الحريةِ والاستقلالِ والعدالةِ والكرامةِ لشعبِنا، وكذلكَ العمل منْ أجلِ السلامِ والأمنِ والاستقرارِ للجميعِ في منطقتِنا والعالم".

وقال عباس: "نحنُ أوفياءُ لمنْ ساندَنا ووقفَ إلى جانبِنا وقدمَ لنا يدَ العونِ في أحلكِ الظروف، وفي الصدارةِ منْ ذلكَ الدولُ العربيةُ الشقيقةُ وشعوبُها ودولٌ عديدةٌ في العالمِ وبخاصةٍ تلكَ التي قدمتِ الدعمَ السياسيَ والمادي، وتلكَ التي احتضنتِ الشعبَ الفلسطينيَ وما زالتْ تستضيفُ اللاجئينَ الفلسطينيين، ومنها منْ قدَّمَ التضحياتِ؛ هؤلاء جميعاً نتوجهُ لهم بالشكرِ والتقديرِ والعرفان".

وأضاف عباس: "في وسطِ كلِ هذهِ الصعابِ التي نعيش، يظلُ سلاحُنا الأقوى للصمودِ والثباتِ ومواصلةِ البناءِ هو وحدةُ شعبِنا وأرضِنا، الذي نعملُ على تجسيدهِ عبرَ إجراءِ الانتخاباتِ التشريعيةِ ومن ثم الرئاسية، ومن ثم انتخاباتِ المجلسِ الوطني، وبمشاركةِ كل القوى والأحزابِ والفعالياتِ الوطنيةِ لتكريسِ الديمقراطيةِ والتعدديةِ السياسية، وطيّ صفحة الانقسام، وصولاً للشراكةِ الكاملةِ تحتَ مظلةِ منظمةِ التحريرِ الفلسطينيةِ، الممثلِ الشرعيِ والوحيدِ لشعبِنا الفلسطيني، التي هي خيارُنا الاستراتيجيُ الذي يجبُ التمسكُ بهِ والمحافظةُ عليه، في مواجهةِ التحدياتِ والمؤامرات، نحوَ الخلاصِ منَ الاحتلالِ ونيلِ الحريةِ والاستقلال".

في هذه الأثناء، أُصيب عدد من الشبان بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع خلال مواجهات اندلعت، اليوم الأربعاء، على المدخل الشمالي لمدينة البيرة المجاورة لمدينة رام الله، وسط الضفة الغربية، خلال إحياء ذكرى عرفات، حيث أطلق جنود الاحتلال الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي باتجاه الشبان، ما أدى لوقوع تلك الإصابات، بينما اعتقلت قوات الاحتلال 10 شبان خلال تلك المواجهات.

كما أحيا آلاف الفلسطينيين ذكرى عرفات في فعالية مركزية انطلقت من دوار المنارة، وسط رام الله، باتجاه ضريح عرفات في مقر الرئاسة الفلسطينية، ووضع نائب رئيس حركة "فتح" محمود العالول إكليلا من الزهور على الضريح.

وألقى العالول نيابة عن الرئيس محمود عباسكلمة، عدد فيها مناقب الشهيد الرئيس ياسر عرفات، مؤكداً على المضي على خطاه حتى نيل الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

من جانب آخر، أُصيب فتيان بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، اليوم الأربعاء، والعشرات بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، خلال مواجهات في بلدة بيت أمر، شمال الخليل، جنوب الضفة، وفي منطقة باب الزاوية في مدينة الخليل، وعولجت الإصابات ميدانيًا، وفق مصادر محلية.

إلى ذلك، أحيت حركة "فتح" في إقليم جنوب الخليل، اليوم الأربعاء، ذكرى عرفات بمسيرة حاشدة في بلدة دورا، جنوب الخليل، بمشاركة طلاب المدارس والجامعات والمؤسسات الأهلية والرسمية والخاصة، ورؤساء البلديات، ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينية وصور الرئيس الراحل عرفات. وتقدمت فرق الكشافة المسيرة، وأقيم بعد المسيرة مهرجان خطابي.

سيرة سياسية
التحديثات الحية

في هذه الأثناء، أٌصيب عدد من المشاركين في مسيرة لإحياء ذكرى عرفات، اليوم الأربعاء، نظمت في مخيم الفوار، جنوب الخليل.

وأوضح منسق اللجان الشعبية والوطنية لمقاومة الجدار والاستيطان في جنوب الخليل راتب الجبور، في تصريح له، أن عدداً من الشبان أصيبوا بالاختناق جراء استنشاق الغاز السام الذي أطلقته قوات الاحتلال خلال مواجهات رشق خلالها عشرات الشبان قوات الاحتلال المتمركزة على مدخل المخيم بالحجارة والزجاجات الفارغة، وأشعلوا إطارات السيارات. 

من جانبهم، أطلق جنود الاحتلال الأعيرة المطاطية وقنابل الصوت، ما أدى إلى وقوع عدة إصابات بالاختناق تمت معالجتها ميدانياً.

على صعيد آخر، أطلق جنود الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، النار باتجاه شاب غرب قرية عزون عتمة، جنوب قلقيلية، قرب مستوطنة "أورانيت" المقامة على أراضي المواطنين الفلسطينيين في قلقيلية، شمال الضفة.

في سياق آخر، نظمت حركة فتح في إقليم جنين، وفصائل العمل الوطني والإسلامي، اليوم الأربعاء، فعالية احتجاجية على استشهاد شهيد الحركة الأسيرة كمال أبو وعر نتيجة سياسة الإهمال الطبي المتعمد التي تنتهجها سلطات الاحتلال، ولتأبين أمين سر اللجنة التنفيذية صائب عريقات. 

وألقيت في الفعاليةكلمات تؤكد على الثوابت التي سعى الرئيس ياسر عرفات لترسيخها وتشيد بمناقبه، وكذلك تحمل الاحتلال المسؤولية عن استشهاد أبو وعر.

من جهة أخرى، شارك المئات من الفلسطينيين في طوباس بفعالية ومسيرة مركزية لإحياء ذكرى عرفات في قرية عين البيضاء بالأغوار الشمالية الفلسطينية بالضفة الغربية للتأكيد على تمسك الشعب الفلسطيني بأرضه.

المساهمون