دبلوماسيون لرويترز: الغرب يخطط للضغط لإعلان عدم امتثال إيران لالتزاماتها النووية

30 مايو 2025   |  آخر تحديث: 22:18 (توقيت القدس)
خلال اجتماع محافظي وكالة الطاقة الذرية في فيينا، 20 نوفمبر 2024 (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تستعد القوى الغربية للضغط على مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية لإعلان عدم امتثال إيران لالتزاماتها النووية، مما قد يعقد المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران.
- استدعت إيران سفير النمسا احتجاجًا على تقرير يزعم تقدم برنامجها النووي، ورفضت التقرير واعتبرته دعاية، بينما تستمر الجهود الدبلوماسية بوساطة عمانية.
- أكد مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن المحادثات لم تُحسم بعد، مشيرًا إلى أهمية عمليات التفتيش الحازمة في أي اتفاق مستقبلي.

قال دبلوماسيون إنّ القوى الغربية تستعد للضغط على مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في اجتماعه الفصلي المُقبل لـ"إعلان عدم امتثال إيران لالتزاماتها المتعلقة بمنع الانتشار النووي" لأول مرة منذ ما يقرب من 20 عاماً، وهي خطوة من المُرجح أن تثير غضب طهران. من المرجح أن تُعقد هذه الخطوة المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران، الهادفة إلى فرض قيود جديدة على برنامج طهران النووي الذي يتطوّر بسرعة.

واقترحت واشنطن وحلفاؤها الأوروبيون، بريطانيا وفرنسا وألمانيا، المعروفون باسم الترويكا الأوروبية، قرارات سابقة اعتمدها مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، المؤلف من 35 دولة، تدعو إيران إلى اتخاذ خطوات سريعة، مثل تقديم تفسير لآثار اليورانيوم التي عثرت عليها الوكالة في مواقع غير مُعلنة، وتستعد الوكالة لإرسال تقاريرها الفصلية عن إيران إلى الدول الأعضاء قبل الاجتماع القادم لمجلسها، الذي يبدأ في 9 يونيو/حزيران.

وتدور الخلافات بين إيران والوكالة الدولية بشأن موقعَين اثنين مشتبهين بممارسة أنشطة نووية غير معلنة من أصل أربعة، وقالت طهران خلال سبتمبر/أيلول الماضي إنها تقلصت إلى موقعَين، فضلاً عن طلب الوكالة منها زيادة عمليات التفتيش والشفافية، وتركيب المزيد من كاميرات المراقبة، في ظل تقدم كبير شهده البرنامج النووي الإيراني منذ الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي عام 2018.

وسيكون أحد هذه التقارير "شاملاً" ومطوّلاً ويتناول مسائل، من بينها تعاون إيران، وفقاً للطلب الوارد بقرار مجلس المحافظين الصادر في نوفمبر/تشرين الثاني. ويتوقع دبلوماسيون أن يشتمل التقرير على إدانات. وقال مسؤول أوروبي: "نتوقع أن يكون التقرير الشامل صارماً، لكن لا توجد أي شكوك بشأن عدم وفاء إيران بالتزاماتها المتعلقة بمنع الانتشار"، ويقول ثلاثة دبلوماسيين إنّ الولايات المتحدة ستعد، بمجرد صدور هذا التقرير، مشروع قرار يُعلن انتهاك إيران لما يسمى بالتزاماتها المتعلقة بالضمانات، وقال رابع إنّ القوى الغربية تعد مشروع قرار، دون الخوض في التفاصيل.

وأضاف الدبلوماسيون أن النص سيُناقش مع الدول الأعضاء في مجلس المحافظين خلال الأيام المقبلة قبل أن تقدمه القوى الغربية الأربع رسمياً إلى المجلس خلال الاجتماع الفصلي، مثلما حدث مع القرارات السابقة. في الأثناء، نقلت وكالة "فارس" الإيرانية شبه الرسمية للأنباء عن مسؤول إيراني قوله، اليوم الجمعة، إنّ تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتدمير المنشآت النووية الإيرانية "خط أحمر واضح، وستكون له عواقب وخيمة". ونقلت فارس عن المسؤول الذي لم تكشف اسمه قوله: "إذا كانت الولايات المتحدة تسعى إلى حل دبلوماسي، فعليها التخلي عن لغة التهديدات والعقوبات"، مضيفاً أن مثل هذه التهديدات "عداءٌ صريح ضد المصالح الوطنية الإيرانية".

إيران تستدعي سفير النمسا

استدعت طهران سفير النمسا لديها رداً على تقرير صادر عن جهاز الاستخبارات النمساوي يفيد بأن برنامج الأسلحة النووية الإيراني قد وصل إلى "مرحلة متقدمة"، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) اليوم الجمعة. وذكر جهاز الاستخبارات النمساوي في تقريره السنوي إن الهدف من وراء البرنامج النووي الإيراني هو جعل القيادة في طهران "لا يمكن المساس بها" وتعزيز هيمنة إيران الإقليمية.

ويتعارض هذه التقييم مع تقديرات وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي أي أيه)، التي ترى أنه لا توجد مؤشرات حديثة على أن طهران قد اتخذت قراراً ببناء أسلحة نووية. ورفضت وزارة الخارجية الإيرانية على نحوٍ قطعيّ التقرير النمساوي، ووصفته بأنه "دعاية إعلامية مثيرة" موجهة ضدّ الجمهورية الإسلامية.

وتُجري مسقط حالياً جهود وساطة منذ 12 إبريل/نيسان الماضي بين الإدارة الأميركية والحكومة الإيرانية، بهدف الوصول إلى اتفاق حول الملف النووي الإيراني ورفع العقوبات عن طهران. وأُجريت حتى اليوم خمس جولات تفاوضية بين الطرفَين بوساطة عُمانية، وفي الجولة الأخيرة، التي انعقدت الجمعة الماضي، قدّم وزير الخارجية العُماني بدر البوسعيدي مقترحات للمفاوضَين الإيراني والأميركي لتقريب وجهات النظر بينهما حول القضايا الخلافية، وأبرزها مسألة تخصيب اليورانيوم التي ترفض طهران إيقافها باعتبارها خطاً أحمر، فيما تصرّ الولايات المتحدة على ضرورة تخلّي إيران عن ذلك.

وفي السياق، قال مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي، أمس الأول الأربعاء، إن المحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة "لم تُحسم بعد"، لكنّه وصف استمرارها بأنه مؤشر جيد. ورداً على سؤال عن اختلاف المواقف بين أميركا وإيران بشأن التخصيب، قال: "ليس من المستحيل التوفيق بين وجهتَي النظر"، واعتبر أن عمليات التفتيش الحازمة التي تجريها الوكالة "يجب أن تكون جزءاً من أيّ اتفاق بين طهران وواشنطن".

(رويترز، أسوشييتد برس، العربي الجديد)

المساهمون