استمع إلى الملخص
- الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعرب عن شكره للدعم القياسي من المسلمين الأميركيين في انتخابات 2024، مشيراً إلى دورهم في انتصاره الانتخابي، مما يعكس تعاونا مع سياسات تهدد العرب والفلسطينيين.
- التهديدات المستمرة ضد غزة تعكس واقعاً مريراً، حيث لا يمكن التعويل إلا على جهود الفلسطينيين وبعض الخيّرين في مواجهة التحديات.
من الصعب جداً وصف عيد الفطر هذا العام، فقد كانت الأيام التي سبقته عصيبة على أهالينا، في فلسطين ولبنان بالذات، وفي كل مكان وصلت إليه آلة البطش الهمجية. وليس من شك في أن كل بيت سيذكر اليوم، ولو للحظات، معاناة أطفال فلسطين، أولئك الذين حرمتهم إسرائيل، ومن معها، من كل لحظة فرح ممكنة، بل ومن الحياة أصلاً. لكن هذا الواقع لم يكن مفاجئاً ولا غريباً، فنحن في نهاية الأمر من يصنع واقعه ويضع أسسه ويجني نتائجه.
ليس من الغرابة في شيء أن يكون عيدنا هذا العام على هذا الشكل، وبهذه الفظاعة والفرقة والانقسام، خصوصاً وهو عيد مع الرجل الذي جاء يبشرنا بحكم العالم من جديد على طريقته الخاصة، وبأدوات بطشه التي يرفعها كلما رفض له أحد أي فكرة، خصوصاً تجاهنا نحن العرب، إذ لم يترك مصطلحاً من قاموس التهديد والوعيد إلا واستعمله ضد العرب والفلسطينيين. وهذه ليست إلا أولى ثمراته المتوقعة، بعد أشهر قليلة من عودته إلى الحكم.
ومرة أخرى، هل كان هذا الأمر مفاجئاً وغريباً؟ قطعاً لا، فنحن جزء من هذا الوضع بشهادة وتأكيد الرئيس الأميركي دونالد ترامب نفسه، الذي كال لنا المديح لأننا ساهمنا في صنع انتصاره الانتخابي. وخلال مأدبة إفطار أقيمت في البيت الأبيض بمناسبة شهر رمضان يوم الخميس الماضي، عبّر الرئيس الأميركي عن شكره "للدعم القياسي" الذي قال إن حملته الانتخابية تلقته من المسلمين الأميركيين في انتخابات 2024. وقال ترامب، في كلمته: "أود فقط أن أقول مرحباً لجميع الأشخاص الذين دعمونا بقوة. رمضان مبارك". وتابع: "أود أيضاً أن أتقدّم بجزيل الشكر لمئات الآلاف من الأميركيين المسلمين الذين دعمونا بأعداد قياسية في الانتخابات الرئاسية لعام 2024، لقد كان الأمر رائعاً. بدأنا معكم ببطء، لكننا واصلنا التقدم. وبحلول نهاية تلك الانتخابات، شعرنا أننا صعدنا كالصاروخ. لذا أود أن أشكر الجميع جزيل الشكر على ذلك، كان ذلك رائعاً".
هل هناك أوضح من هذا تعبيراً عما اقترفته أيدينا حتى نصل إلى هذا العيد السعيد وما يُتوقَع أن تكون عليه الأعياد المقبلة، في ظل هذا التعاون مع هذا العقل الذي يريد أن يصوّر عالماً جديداً على طريقته، لا مكان لنا فيه مطلقاً، فقد هدّد بوضوح أن يمسح غزة من أهلها ليبنيها على طريقته، من دون أن يتردد لحظة في إعلان ذلك أمام كل العالم. ولكن "دعمنا السخي" العربي الذي أوصلنا إلى ما نحن فيه، ولا ندري إلى أين يمكن أن يصل بأطفال فلسطين. ولكنهم خبِرونا وعرفوا أن لا تعويل إلا على أنفسهم، أو بعض الخيّرين القلائل الذين بقوا صامدين على نصرتهم.