العفو عن مقتحمي الكابيتول لا يكفي أنصار ترامب: "نريد الثأر"

20 ابريل 2025   |  آخر تحديث: 15:46 (توقيت القدس)
أنصار ترامب في مقر حملته في فلوريدا، 5 نوفمبر 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أنصار ترامب غير راضين عن تأخر تنفيذ وعوده، رغم العفو عن المدانين في اقتحام الكابيتول، ويطالبون بملاحقة "الأعداء من الداخل" الذين ندد بهم ترامب.
- رغم أوامر ترامب بملاحقة ومعاقبة معارضيه، إلا أن أنصاره لم يرضوا بعد، ولم تُباشر أي ملاحقات، مما يضع المعلقين اليمينيين في موقف صعب.
- قاعدة "ماغا" غير صبورة بسبب عدم تنفيذ وعود ترحيل الأجانب، حيث علقت المحكمة العليا عمليات الترحيل، ويطالب البعض بتكثيف الجهود لتنفيذ السياسات.

لم يكن العفو الذي أصدره دونالد ترامب عن أنصاره المدانين في قضية اقتحام مبنى الكابيتول كافياً برأي قاعدة الرئيس الأميركي التي تبدي استياءها من تأخر الإدارة الجمهورية في تنفيذ وعودها بالتأثر من الديمقراطيين. وبدأ أنصار ترامب من برلمانيين وصحافيين ومدّعين يفقدون صبرهم بانتظار السقوط الموعود لـ"الأعداء من الداخل" الذين ندد بهم ترامب طوال حملته الانتخابية.

صحيح أن ترامب أصدر أوامر بملاحقة مسؤولَين كبيرين تصديا له خلال ولايته الرئاسية الأولى، وأرغم عدة مكاتب محاماة كبرى معارضة له على تقديم عمل تطوعي وخدمات قانونية مجانية بمئات ملايين الدولارات للدولة الفدرالية، تحت طائلة تلقي عقوبات. غير أن ذلك لم يرضِ أنصاره البالغ عددهم حوالى 1500 الذين اقتحموا مقر الكونغرس في السادس من يناير/ كانون الثاني 2021 لتعطيل جلسة التصديق على انتخاب سلفه الديمقراطي جو بايدن، رغم أنه عفا عنهم فور توليه السلطة مجدداً في 20 يناير.

وإثارة استياء قاعدة ترامب قد تعرضه لعواقب وخيمة، كما حصل لمدير وكالة الأمن القومي (إن إس إيه) تيموثي هوغ الذي أقاله ترامب في مطلع إبريل/ نيسان، نزولاً عند طلب مؤثرة من مؤيدي نظريات المؤامرة لورا لومر خلال لقاء في البيت الأبيض. وتتركز أنظار الأوساط المتطرفة من أنصار ترامب على وزيرة العدل بام بوندي ومدير مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) كاش باتيل ومساعده دان بونغينو الذي كان يقدم برنامجاً إذاعياً.

 "تخلوا عنكم" 

وأكد بونغينو وعدد من المعلقين الآخرين من اليمين المتطرف على مدى سنوات أن مجموعة إجرامية من الديمقراطيين الذين أطلقوا افتراءات بحق عائلة ترامب سيتلقون عقابهم، غير أن هذا لم يترجم على أرض الواقع ولم تباشر أي ملاحقات حتى الآن بحق أي مسؤول ديمقراطي كبير، ما يضع بونغينو في موقع صعب يرغمه على التوجه إلى جمهوره عبر إكس لدعوته إلى التريث.

وسعى الأسبوع الماضي لتهدئة غضب قاعدة الرئيس، مؤكداً بصورة مبهمة أنه يعمل "على عدد من المبادرات المهمة لضمان عدم تكرار أخطاء الماضي". وكتب: "أعرف أنهم تخلوا عنكم في الماضي، أنتم تستحقون أفضل من ذلك، وهذا ما سنحققه لكم". لكن هذه التأكيدات لم تقنع ريتشارد "بيغو" بارنيت، أحد متظاهري الكابيتول الذي انتشرت صوره واضعاً رجليه على مكتب الرئيسة الديمقراطية آنذاك لمجلس النواب، نانسي بيلوسي. وكتب على إكس، مبدياً غضبه: "نريد أن تتحقق الوعود! انتفضنا! حضرنا عندما طلب منا دونالد! ولم نرَ شيئاً يتحقق".

"أكثر شراسة بكثير" 

وأقامت الناشطة السياسية المحافظة سوزان مونك، مؤسسة "مشروع العفو ج6" عن متظاهري السادس من يناير، مقارنة بالأرقام بين عمل إدارة ترامب خلال الأشهر الثلاثة الأولى من تولي مهامها، وإدارة سلفه جو بايدن. وكتبت الأسبوع الماضي: "نحن اليوم في 16 من إبريل/ نيسان. في 16 إبريل 2021 كان نظام بايدن قد اعتقل حتى ذلك الحين 406 مدافعين من 6  يناير، قبل إدانة 99.7% منهم. كم عملية اعتقال نفذتها بام (بوندي)؟".

وتبدي قاعدة "ماغا"، نسبة إلى شعار ترامب "لنجعل أميركا عظيمة من جديد"، كذلك نفاد صبرها لعدم أجراء عمليات ترحيل أجانب بأعداد كبرى، تنفيذاً لما وعد ترامب بالقيام به منذ يومه الأول في البيت الأبيض. ورحّلت الإدارة الجمهورية في منتصف مارس/ آذار أكثر من مئتي مهاجر معظمهم من الفنزويليين إلى السلفادور، لكن المحكمة العليا أمرت السبت بتعليق عمليات الترحيل، رافضة الأساس القانوني الذي تستند إليه.

ويسعى البعض للتبرير لترامب، ومنهم توم فيتون، رئيس المجموعة القانونية المحافظة "جوديشال ووتش"، الذي اعتبر أن الرئيس لديه مشاغل كثيرة، لكنه قال، متحدثاً خلال مقابلة عبر بودكاست "وور روم" الذي يحييه ستيف بانون حليف ترامب، إنه يجدر ببوندي وباتيل أن يكونوا "أكثر شراسة بكثير". وأضاف: "ربما هناك أشخاص جيدون يعملون في مكتب التحقيقات الفيدرالي، لكنهم خائفون ولا يجرؤون على القيام بأي شيء".

(فرانس برس)

المساهمون