العفو الدولية: قصف روسيا مسرح ماريوبول الأوكراني "جريمة حرب"

العفو الدولية: قصف روسيا مسرح ماريوبول الأوكراني "جريمة حرب"

30 يونيو 2022
"العفو الدولية" تعتقد أنّ 12 شخصاً على الأقلّ لقوا مصرعهم في هجوم ماريوبول (Getty)
+ الخط -

اعتبرت منظمة العفو الدولية "أمنستي" الخميس، أنّ القصف الذي استهدف في 16 آذار/مارس مسرح ماريوبول في أوكرانيا يشكّل "بوضوح جريمة حرب" روسية، مؤكّدة بالمقابل أنّ عدد القتلى الذين سقطوا في هذه الضربة الجوية أقلّ بكثير مما أعلنته كييف.

وقالت مديرة المنظمة الحقوقية في أوكرانيا، أوكسانا بوكالتشوك، خلال زيارة إلى باريس إنّه "حتّى الآن كنّا نتحدّث عن جريمة حرب مفترضة. الآن يمكننا أن نقول بوضوح إنّها جريمة ارتكبتها القوات المسلّحة الروسية".

وأضافت أنّه في 16 مارس/ آذار، دمّر انفجاران ضخمان قسماً كبيراً من المسرح وقد نتجا عن "ضربة جوية" تمّ خلالها إلقاء "قنبلتين زنة كلّ منهما 500 كيلوغرام".

وأوضحت بوكالتشوك أنّ خبراء استشارتهم أمنستي أكّدوا لها أنّ طبيعة الأضرار التي لحقت بالمسرح تنفي صحّة الفرضية التي طرحتها موسكو، ومفادها أنّ التفجير تمّ من داخل المسرح وأنّ الجهة المسؤولة عنه هي القوات الأوكرانية.

وبحسب بوكالتشوك، فإنّ سماء ماريوبول كانت يومها "تحت السيطرة الروسية" ولم تكن هناك "طائرات أوكرانية" تحلّق فيها. وأضافت أنّ صوراً التقطت عبر الأقمار الاصطناعية قبل الهجوم وبعده تظهر أنّه "لم يكن هناك وجود عسكري أوكراني حول المسرح". وشدّدت على أنّه "على الرّغم من أنّه كان هناك يومها الكثير من الأهداف العسكرية فقد اختار (الروس) هدفاً مدنياً".

وندّدت منظمة العفو الدولية بهجوم "متعمّد" على موقع لجأ إليه مئات الأبرياء للاحتماء من القصف، وقد كُتبت أمامه بأحرف بيضاء ضخمة كلمة "طفل" لإعلام الطائرات بوجود أطفال بداخله. وشدّدت بوكالتشوك على أنّ هذه الوقائع تجعل القصف الروسي للمسرح "جريمة حرب بشكل واضح".

والنبأ السارّ الوحيد في تقرير أمنستي يتمثّل في أنّ عدد قتلى الغارة هو أقلّ بكثير مما أعلنته السلطات الأوكرانية في بادئ الأمر، عندما أكّدت بلدية ماريوبول مقتل حوالي 300 شخص في القصف.

وبحسب التقرير، فإنّ "منظمة العفو الدولية تعتقد أنّ 12 شخصاً على الأقلّ لقوا مصرعهم في الهجوم، وحتماً هناك المزيد، وأنّ كثيرين آخرين أصيبوا بجروح خطرة". واستند تقرير أمنستي إلى إفادات جمعتها من 50 شاهداً بالإضافة إلى آراء العديد من الخبراء.

وأقرّت العفو الدولية في تقريرها بأنّ "هذا التقدير هو أقلّ من الحصائل السابقة"، مشيرة إلى أنّه يستند إلى واقع أنّ العديد من اللاجئين الذين كانوا في المسرح تمكّنوا من الفرار من ماريوبول "في اليومين السابقين للهجوم"، وأنّ "غالبية الذين بقوا هناك كانوا في أقبية وأماكن أخرى لم يطلها الانفجار".

وتعليقاً على هذا الأمر، قالت بوكالتشوك "إنّه لنبأ سارّ أن يكون عدد القتلى أقلّ، لكنّ هذا الأمر لا يغيّر شيئاً" من حيث الجوهر. وأضافت أنّه "بغضّ النظر عن عدد الضحايا، فإنّ الهجوم على مسرح ماريوبول يشكّل "بوضوح جريمة حرب".

(فرانس برس)

المساهمون