العسكريون الأميركيون ينتقدون إدارتهم بعد مشاهد الفوضى في كابول

العسكريون الأميركيون ينتقدون إدارتهم بعد مشاهد الفوضى في كابول

17 اغسطس 2021
ينتقد العسكريون بطء إدارة بايدن في إجلاء الحلفاء الأفغان (وكيل كوهشار/فرانس برس)
+ الخط -

سادت أجواء قاتمة، الاثنين، في أروقة البنتاغون، حيث تابع العسكريون الأميركيون عاجزين مشاهد الفوضى في مطار كابول، منتقدين في مجالسهم الخاصة بطء إدارة جو بايدن في إجلاء الحلفاء الأفغان للولايات المتحدة الذين يخشون من انتقام "طالبان".

بعضهم يأخذ على وزارة الخارجية التي لديها لوحدها سلطة منح تأشيرات دخول للمترجمين السابقين ومتعاونين آخرين مع الجيش الأميركي وعائلاتهم، انتظارها أكثر من شهرين لبدء عملية منح تأشيرات هجرة للأفغان الخائفين على حياتهم. وأظهرت أشرطة فيديو بثت على شبكات التواصل الاجتماعي، مشاهد فوضى عارمة أظهر بعضها مئات الأشخاص وهم يركضون قرب طائرة نقل عسكرية أميركية كانت على تسير على المدرج فيما كان بعضهم يحاول التمسك بجناحيها أو عجلاتها. وقال مسؤول عسكري رفض الكشف عن اسمه "لقد لفتنا انتباههم منذ أشهر" إلى أن الأمر ملح. وقال ضابط آخر "لست مستاء، أنا غاضب"، مضيفاً أن "العملية (الانسحاب) كان يجب أن تتم بشكل مختلف تماماً".

وفيما قرر الرئيس جو بايدن اعتباراً من منتصف إبريل/نيسان أن كل الجنود الأميركيين يجب أن يغادروا أفغانستان قبل 11 سبتمبر/أيلول، انتظرت وزارة الخارجية الأميركية عدة أشهر قبل ان تشكل فريقاً للاهتمام بشؤون حلفاء الولايات المتحدة. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية نيد برايس "حين علمت هذه الإدارة بأن الوضع الأمني يتغير بسرعة، أطلقنا قبل عدة أسابيع عملية "ملجأ الحلفاء"، التي وصفها بأنها "جهد أميركي ضخم، ليس فقط للنظر والبت في منح تأشيرات لهؤلاء المهاجرين الخاصين، لكن أيضاً لنقلهم الى الولايات المتحدة مع عملية إجلاء كبرى جواً".

وأكد مسؤول آخر في البنتاغون، كان أقل انتقاداً للإدارة، رداً على أسئلة وكالة "فرانس برس" أن الدبلوماسيين حاولوا تسريع عملية إصدار تأشيرات هجرة، لكنه لفت إلى أن هذه العملية الادارية كانت طويلة جداً ومعقدة نظراً للظروف. وذكر أن إدارة بايدن انطلقت من مبدأ أن السفارة الأميركية في كابول ستبقى مفتوحة، وأن الحكومة الأفغانية ستحتفظ بالسيطرة على البلاد على مدى أشهر بعد الانسحاب الأميركي.

"تأثر شديد"

فور إعلان بايدن، أشار البنتاغون إلى أنه سيجري التحضيرات اللازمة لإجلاء جماعي لكن في منتصف يونيو/حزيران، كانت الحكومة لا تزال تعتبر أن من غير الضروري القيام بإجلاء، وفضّلت منح تأشيرات خاصة، وهي عملية يمكن أن تستغرق ما يصل إلى سنتين. ولم يتحدث البيت الأبيض إلا في نهاية يونيو/حزيران، عن احتمال إجلاء المترجمين الأفغان قبل انتهاء انسحاب القوات الأجنبية وطلب مساعدة البنتاغون. وتم حينئذ تشكيل "خلية أزمة لأفغانستان" لتنظيم استقبال لاجئين أفغان في قواعد أميركية في انتظار صدور تأشيرات الهجرة.

ورداً على سؤال خلال مؤتمر صحافي الاثنين، حول التأخر لحوالى ثلاثة أشهر بين إعلان بايدن وتشكيل هذه الخلية، قال مديرها غاري ريد إن البنتاغون لا يمكنه التحرك إلا "لدعم وزارة الخارجية". وأكد الناطق باسم البنتاغون جون كيربي أن "خلية الأزمة تأسست في يوليو/تموز، لكن اعتباراً من الربيع، كان وزير (الدفاع لويد أوستن) يتحدث عن المترجمين والتزاماتنا الكبيرة تجاههم". وأضاف كيربي "ليس هناك أي شخص هنا مسرور لرؤية الصور التي شاهدناها في الساعات الـ48 الماضية". وقال الجنرال هانك تايلور، المسؤول عن الشؤون اللوجستية في هيئة الأركان الأميركية في نفس المؤتمر الصحافي، "الكثير منا أمضوا وقتاً في أفغانستان في السنوات الماضية، ونحن متأثرون بشدة بالأحداث الحالية". وأضاف "لكن ما يجب أن نركز عليه هو الاجلاء الأكثر أماناً قدر الإمكان للأميركيين والأفغان".

(فرانس برس)

المساهمون