العراق يتوعد بإجراءات دبلوماسية عالية المستوى بعد القصف الإيراني

العراق يتوعد بإجراءات دبلوماسية عالية المستوى بعد القصف الإيراني لإقليم كردستان

14 نوفمبر 2022
أسفر القصف الإيراني عن سقوط قتيلين و8 جرحى (فريق فرج/الأناضول)
+ الخط -

دانت وزارة الخارجية العراقية القصف الإيراني الذي استهدف، اليوم الاثنين، أراضي إقليم كردستان العراق، مؤكدة أنها ستتخذ إجراءات دبلوماسية عالية المستوى بخصوص تلك الاعتداءات.

وقصفت طائرات مسيّرة وصواريخ إيرانية مقرات أحزاب إيرانية معارضة في بلدة كويسنجق التابعة لمحافظة أربيل وبلدة أخرى في السليمانية، ما أسفر عن سقوط قتيلين و8 جرحى.

ووفقاً لبيان للخارجية، فإنها "تدين بعبارات شديدة ومكررة ما أقدم عليه الجانب الإيراني صباح اليوم من قصفٍ مدفعي وبالطائرات المسيّرة، على عدد من مناطق إقليم كردستان العراق، والذي أوقع العديد من المواطنين الآمنين بين شهيد وجريح".

وأضافت أن "هذا النهج الأحادي، العدائي، لن يكون عاملاً للدفع بحلول تفضي للاستقرار، وسبقت مواقفنا لتؤشّر لخطر هذا التجاوز السافر على سيادة العراق وأمن مواطنيه، وما يعكسه من تهديدٍ مستمر سيتسبب بإرباك المنطقة ويرفع مستوى التوتر فيها".

وشددت الوزارة على أنها "ستتخذ الإجراءات الدبلوماسية عالية المستوى في هذا الجانب، غير متوانية عن حفظ سيادة العراق، وبما يعزز أمن شعبه".

في غضون ذلك، تلقى وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين اتصالاً هاتفياً من نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، وأكد بيان للوزارة أن "حسين أعرب عن موقف العراق إزاء الضربات التي طاولت مواقع متعددة بإقليم كردستان العراق اليوم، من قبل الجانب الإيراني، متسببة بوقوع قتلى وجرحى، معتبراً ذلك تجاوزاً سافراً على سيادة العراق وأمن مواطنيه".

وأشار إلى أن "الوزير كشف خلال الاتصال عن أهمية أن يكون الحوار سبيلاً لإيقاف هذا التصعيد العدائي غير المبرر"، واصفاً استمرار هذه الأعمال الانفرادية بـ"الخطرة"، فيما لم يكشف البيان أي موقف للوزير الإيراني.

وانتقد زعيم ائتلاف الوطنية إياد علاوي، من جهته، المواقف العراقية الرسمية "الخجولة" تجاه تكرار الاعتداءات الخارجية، وقال في تغريدة له إن "المواقف الرسمية المتواضعة والخجولة من استمرار الاعتداءات الخارجية على الأراضي العراقية، وعدم مكافحة نشاطات التنظيمات الإرهابية التي تتخذ من بعض المناطق منطلقاً لاعتداءاتها على دول الجوار، هو السبب الرئيس في استمرار التمادي على السيادة العراقية والتدخلات الآثمة في الشأن العراقي، نريد أن نرى إجراءات تحفظ هيبة العراق وسيادته".

من جهتها، دانت بعثة الأمم المتحدة في العراق (يونامي)، القصف الإيراني. وقالت البعثة في بيان: "ندين تجدد الهجمات الإيرانية بالصواريخ والطائرات المسيّرة على إقليم كردستان، والتي تنتهك السيادة العراقية"، مشددة على أنه "لا ينبغي استخدام العراق كساحة لتصفية الحسابات ويجب احترام سلامة أراضيه".

وأشارت إلى أن "الحوار بين العراق وإيران حول الشواغل الأمنية المشتركة هو السبيل الوحيد للمضي قدماً".

وتبنى الحرس الثوري الإيراني عمليات القصف، وأشار إلى أنها استهدفت مقار ما وصفها بـ"جماعات إرهابية".

يأتي ذلك بعد نحو شهر من قصف إيراني واسع طاول تجمعات ومقرات لقوى سياسية كردية إيرانية معارضة شمالي العراق، أسفر عن عشرات القتلى والجرحى.

يُذكر أنه في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، قصفت إيران مناطق متفرقة في إقليم كردستان، شمالي العراق، راح ضحيته نحو 18 قتيلاً، بينهم طفل وامرأة، إلى جانب 58 جريحاً، غالبيتهم من المدنيين. وطاول القصف أربع مناطق في الإقليم، أبرزها بلدتا سيدكان وكويسنجق، شمال أربيل وشرقي السليمانية.

وشنّ "الحرس الثوري" الإيراني، في مارس/ آذار الماضي، هجمات صاروخية على موقع بالقرب من القنصلية الأميركية في أربيل، معلناً تبنيه استهداف "المركز الاستراتيجي للمؤامرة والشر للصهاينة بصواريخ قوية ودقيقة". كما قصفت المدفعية الإيرانية في مايو/ أيار مناطق جومان وسيدكان، شمالي أربيل، أعقبها قصف مبنى ومزرعة بقرية بربزين (145 كيلومتراً شمالي أربيل)، بطائرتين إيرانيتين مسيّرتين، دون أن يسفر عن أي خسائر بشرية أو مادية.

وشكّل البرلمان العراقي على أثر القصف الذي تبناه "الحرس الثوري" لجنة لتقصي الحقائق، وفنّد تقرير اللجنة مزاعم طهران بوجود مقار إسرائيلية في الموقع المستهدف، مؤكداً عدم وجود أي دليل على ذلك، ومعتبراً الهجوم تجاوزاً للأعراف الدولية.

وتقصف طهران بعض المناطق في شمال العراق، حيث تتمركز أحزاب وتنظيمات معارضة كردية إيرانية، فيما يعتقد الحرس الثوري الإيراني أن الأحزاب المعارضة تدفع الناشطين الإيرانيين إلى استمرار التحشيد ضد الحكم الديني في إيران، وذلك وفقاً لتفسيرات مراقبين.