العراق: هدوء حذر في ذي قار والمحافظ ينأى بنفسه عن ملاحقة الناشطين

العراق: هدوء حذر في ذي قار والمحافظ ينأى بنفسه عن ملاحقة الناشطين

13 يناير 2021
سياسيون يتهمون المتظاهرين بالتسبب في حدوث فوضى وتوتر أمني في ذي قار (أسعد نيازي/فرانس برس)
+ الخط -

شهدت مدينة الناصرية في محافظة ذي قار في العراق هدوءًا حذراً، صباح اليوم الأربعاء، بعد أيام من الاحتجاج ضد الاعتقالات التي طاولت ناشطين، قابلتها قوات الأمن بقمع استخدمت خلاله الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع، ما تسبب بصدامات نتج عنها مقتل عنصر أمن وإصابة أكثر من 100 آخرين من المتظاهرين والقوات العراقية.

وقالت مصادر محلية في ذي قار لـ "العربي الجديد"، إن قوات الأمن تنتشر بكثافة في محيط ساحة الحبوبي بالناصرية والمناطق القريبة منها، مؤكدة نصب نقاط تفتيش في عدد من مناطق المحافظة.

وبينت أن الحركة طبيعية في مدينة الناصرية، لافتة إلى أن المدينة تشهد ترقباً وحذراً يشير إلى أن التظاهرات قد تندلع في أي لحظة كما حدث في الأيام الماضية.

وشهدت ذي قار مساء الثلاثاء اجتماعاً حضره ضباط كبار من أجل السيطرة على الأوضاع في المحافظة.

وأكدت قيادة شرطة ذي قار أن قائد الشرطة الاتحادية، جعفر البطاط، الذي يزور المحافظة، عقد اجتماعاً حضره كبار الضباط، موضحة في بيان أن الاجتماع تضمن وضع خطة عمل تهدف إلى بسط سلطة القانون، وتوفير مناخ آمن ومستقر لأهالي المحافظة، والعمل بمهنية لمراعاة الجانب الإنساني، والحد من العنف بكل أشكاله.

وأشارت إلى أن الاجتماع أكد عدم التهاون مع من يسعى لإثارة الفوضى واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.

وتتهم جهات سياسية ومليشيات مسلحة المتظاهرين بالتسبب في حدوث فوضى وتوتر أمني في ذي قار، ومن بينهم زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الذي هاجم أول من أمس الاثنين تظاهرات المحافظة، قائلاً "أستنكر التدخل بعمل القضاء العراقي من خلال تحريك الشارع بصورة غوغائية طفولية بلا أي حكمة وحنكة سيضيع بسببها السلم الأهلي"، مطالباً القوات الأمنية بمسك زمام الأمور.

الا أن محافظ ذي قار ناظم الوائلي دافع عن المتظاهرين، ولمح إلى أن التوتر الذي تشهده المحافظة يعود إلى القرارات التي اتخذتها خلية الأزمة التي سبق أن شكلها رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي برئاسة مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي لضبط الأمن في المحافظة.

وأوضح أن الملف الأمني في ذي قار انتقل إليها، وقد جاءت بقوات لمسك الأرض، مؤكداً أن الخلية تدير الملف الأمني بشكل كامل.

وأشار الوائلي خلال مقابلة متلفزة، إلى أن خلية الأزمة هي التي يجب أن تردّ على التساؤلات بشأن حملات الاعتقال بحق الناشطين، مؤكداً وجود بلاغات لدى مراكز الشرطة بشأن استهداف منازل الناشطين، لكن لم يتم حتى الآن تحديد الجهات التي تقوم بذلك.

وبين محافظ ذي قار أن الناشط إحسان الهلالي، الذي شهدت الناصرية تظاهرات واسعة بسبب اعتقاله قبل أيام، كان له دور كبير بالتهدئة ومنع قطع الطرق والجسور في وقت سابق، موضحاً أنه كان يزور مقر المحافظة من أجل تهدئة الشارع، ولم يكن له أي دور سلبي.

ودافع عن المتظاهرين قائلاً إن "ناشطي ذي قار جميعهم أصائل"، داعياً إلى مراجعة تصريحات المتظاهرين وشيوخ ووجهاء المحافظة بشأن أداء خلية الأزمة.

ونهاية نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي، قرّر رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي تشكيل لجنة "فريق أزمة الطوارئ" برئاسة مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي للسيطرة على الأوضاع في الناصرية بعد اقتحام أنصار زعيم التيار الصدري ساحة الحبوبي بالمدينة، وإطلاق النار على المعتصمين فيها، ما تسبب بمقتل وإصابة العشرات. إلا أن الأوضاع الأمنية لم تستقر بعد وصول الفريق، نتيجة لحملات الاعتقال والتهديد التي تعرّض لها الناشطون بالتظاهرات خلال الفترة الماضية.

المساهمون