العراق: مليشيات حليفة لطهران تهدد بتصعيد جديد ضد المصالح الأميركية

العراق: مليشيات حليفة لطهران تهدد بتصعيد جديد ضد المصالح الأميركية

23 مايو 2021
عبوة ناسفة استهدفت رتلا مدنيا يحمل معدات لصالح التحالف (Getty)
+ الخط -

تزامنًا مع بيان مشترك لفصائل عراقية مسلحة حليفة لإيران، هددت فيه بتصعيد عملياتها ضد القوات الأميركية في البلاد، قالت مصادر أمنية في محافظة المثنى جنوبي العراق، لـ"العربي الجديد"، إن عبوة ناسفة استهدفت رتلا مدنيا يحمل معدات لصالح التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش"، الذي تقوده واشنطن، ما أدى لإعطاب إحدى عربات الرتل دون أي خسائر بشرية.

وفي وقت متأخر من ليلة أمس السبت، أصدرت ما تعرف بـ"تنسيقية المقاومة العراقية"، بيانا هددت فيه بتصعيد هجماتها ضد المصالح الأميركية في العراق، دون أن يصدر عن الحكومة أي تعليق على البيان لغاية الآن.

 وتعتبر "تنسيقية المقاومة العراقية"، بمثابة ائتلاف مكون من مليشيات عراقية مرتبطة بإيران، وتشكل بعد نحو أسبوع من اغتيال الولايات المتحدة لزعيم "فيلق القدس"، الإيراني الجنرال قاسم سليماني، والقيادي في "الحشد الشعبي"، أبو مهدي المهندس. وأبرز هذه المليشيات، "كتائب حزب الله"، و"عصائب أهل الحق"، و"النجباء"، "وكائب الإمام علي"، و"البدلاء"، و"الطفوف"، وسرايا الخراساني"، و"كتائب سيد الشهداء". 

وقالت مصادر أمنية عراقية لـ"العربي الجديد"، إن "عبوة ناسفة كانت مزروعة على جانب الطريق العام الخارجي لمدينة السماوة مركز محافظة المثنى، انفجرت صباح اليوم الأحد، عند مرور رتل مؤلف من عدة شاحنات تحمل مواد غير عسكرية لصالح التحالف الدولي، كانت قادمة من البصرة ومتجهة إلى العاصمة بغداد.

ووفقا للمصادر ذاتها، فإن التفجير أدى لإعطاب إحدى الشاحنات دون أن يتسبب بأضرار أو خسائر بشرية، مؤكدة أن الرتل أكمل طريقه بعد تقديم الشرطة والجيش المساعدة اللازمة له بعد نحو ساعة من الاعتداء.

وكان البيان المشترك للمليشيات العراقية، قد قال إن ما نتج عن المفاوضات التي تجريها الحكومة العراقية مع الجانب الأميركي، بخصوص مصير القوات الأجنبية، وبالأخص الجولة الثانية، كان سيئًا ومؤسفًا للغاية.

وأضاف البيان أن "ما يزيد الأمر سوءاً ما صرح به مسؤولون عسكريون أميركيون، بعدم وجود جدولة قريبة لانسحاب قواتهم، وأن العراقية هي التي طلبت منهم بقاءها، مع عدم صدور نفي من الحكومة الحالية لهذه التصريحات، وهو ما يدفع إلى القول بأن هذه الحكومة ليست صادقة، ولا مؤهلة، ولا قادرة على تحقيق إخراج قوات الاحتلال من أراضيها".

واعتبر البيان رفض الإدارة الأميركية إخراج قواتها من العراق، بمثابة رسالة واضحة أنهم لا يفهمون غير لغة القوة، مؤكدًا جهوزية المقاومة العراقية للقيام بواجبها الشرعي والوطني، لتحقيق هذا الهدف، مشيرًا إلى أن "العمليات الجهادية" ستأخذ منحى تصاعديًا ضد الاحتلال، لإجباره على الخروج مهزومًا.

 ويأتي بيان المليشيات العراقية بعد يوم واحد من زيارة قائد القيادة المركزية الأميركية، الجنرال كينيث ماكينزي، إلى بغداد، وعقده الخميس الماضي، اجتماعا مغلقا مع رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، ناقشا خلاله بحسب بيان رسمي عراقي، عددا من القضايا المهمة، من بينها ملف انسحاب "القوات القتالية للتحالف الدولي من العراق".

وتعتبر الفصائل المسلحة اعتماد الحكومة تعبير انسحاب القوات القتالية، محاولة تلاعب ومماطلة، إذ تقول إن ذلك لا يعني انسحابا كاملا للقوات الأجنبية من العراق وخاصة الأميركية، بل القتالية منها فقط، على أن يتم الإبقاء على قوات الدعم والتدريب فقط، بحسب ما تقول.

المساهمون