العراق: مقترح لقوات مشتركة تمثل مكونات كركوك الرئيسة يفجر جدلا جديدا

العراق: مقترح لقوات مشتركة تمثل مكونات كركوك الرئيسة يفجر جدلاً جديداً بالبلاد

23 نوفمبر 2020
المقترح سيمكّن البشمركة من العودة إلى المدينة (Getty)
+ الخط -

فجرت تسريبات جديدة عن نية حكومية المضي بمقترح قديم يقضي بتشكيل قوة أمنية خاصة من أبناء مدينة كركوك، وتضم القوميات الثلاث العربية والكردية والتركمانية، تتولى عمليا أمن المدينة بدلا من الجيش العراقي، الذي يتولى الملف الأمني فيها منذ نهاية عام 2017 عقب طرد القوات العراقية مسلحي البشمركة من المدينة، إثر تداعيات تنظيم أربيل استفتاء شعبيا للانفصال عن العراق، شمل البلدات المتنازع على إدارتها، ومن بينها كركوك.

ونقلت تقارير إخبارية محلية عراقية عن مصادر سياسية قولها إن الحكومة تتجه لسحب اللواء العسكري الخاص بحماية كركوك، بعد تشكيل قوة محلية لتحل محله بناءً على اتفاق بين مكونات المحافظة.

وأثار ذلك موجة من ردود الفعل بين رافض ومؤيد، وآخرين اعتبروا التوقيت سيئا من قبل الحكومة، كونه يأتي في فترة مزايدات سياسية وتوظيف سياسي لمختلف الملفات قبيل الانتخابات المبكرة المزمع إجراؤها في يونيو/حزيران المقبل.

واليوم الاثنين، حذر نائب رئيس الجبهة العربية في كركوك، ناظم الشمري، من تشكيل قوة تضم مكونات كركوك الثلاثة لحفظ أمن المحافظة، معتبرا الخطوة بمثابة "قنبلة موقوتة، والتفاف على خطة فرض القانون". 

ولفت إلى أن تشكيل قوة من المكونات الثلاثة بنسب متساوية يتعارض مع خطة فرض القانون، مبينا أن هذه القوة ستشكل من عناصر تابعين للأحزاب، وبعد أي خلاف بسيط في كركوك سيقفون مع أحزابهم. 

وأشار، في إيجاز صحافي، إلى أن قوات الجيش والشرطة تمثل جميع المكونات، موضحا أن "اللواء الخاص المكلف بحماية كركوك قام بدور فعال طيلة فترة وجوده في المحافظة، الأمر الذي يتطلب من السلطات العراقية التراجع عن قرارها لما له من تبعات خطيرة على السلم الأهلي والمجتمعي في كركوك"، على حد قوله. 

في المقابل، رحب عضو التحالف الكردستاني ماجد شنكالي بالمشروع، معتبرا أنه "من الأفضل أن تكون هناك قوة مشتركة من المكونات في جميع المناطق المتنازع عليها وليس في كركوك وحدها". 

ولفت إلى أن تشكيل مثل هذه القوات وتعميمها في المناطق المتنازع عليها يمثل أمرا جيدا، من أجل الحيلولة دون حدوث إخلال بالتمثيل المكوناتي بالنسبة للقوات الأمنية في هذه المناطق. 

وبشأن احتمال عودة قوات البشمركة الكردية إلى محافظة كركوك بعد خروجها منها منذ أكثر من 3 سنوات، أضاف شنكالي، لـ"العربي الجديد"، أن "عودة البشمركة إلى كركوك تعد أمرا طبيعيا جدا لأنها قوة أمنية عراقية وفقا للدستور، حالها حال الجيش والشرطة والقوات الأخرى"، متسائلا "لماذا لا يكون هناك وجود لقوات البشمركة وهي جزء من المنظومة الأمنية العراقية، وهي أيضا ممثل لمكون أصيل في المناطق المتنازع عليها، ومن بينها كركوك؟". 

ولفت إلى أن "رفض وجود قوة مشتركة في كركوك يمثل دليلا على عدم وجود رغبة في التعايش السلمي"، مضيفا "وإلا لماذا يتم رفض تشكيل قوة من جميع المكونات، والقبول ببقاء قوة من مكونات معينة على حساب مكون آخر؟". 

في المقابل، قال عضو الجبهة العربية في كركوك محمد الجبوري إن "الخطوة واحدة من تخبطات" رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي.

وأضاف الجبوري أن "من أخطر المشاريع هو بناء قوات أمنية على أساس مكوناتي، وهذا سيخلق لنا مشهدا مختل أمنيا... يجب الإبقاء على القوات العراقية بعيدا عن هذه المحاصصة"، واصفا ترحيب قوى كردية في المشروع بأنها "تعتبره فرصة للعودة إلى المدينة مجددا".

ويرفض عرب وتركمان كركوك عودة القوى الكردية لتولي السلطة في المحافظة، التي كانت خاضعة لسيطرة الأحزاب الكردية منذ احتلال العراق عام 2003 حتى دخول الجيش العراقي إليها عام 2017.

دلالات

المساهمون