العراق: لجنة التحقيق بأحداث تظاهرات الناصرية تتوصل إلى نتائج أولية

العراق: لجنة التحقيق بأحداث تظاهرات الناصرية تتوصل إلى نتائج أولية

11 ديسمبر 2022
كان قد سقط 3 قتلى ونحو 23 جريحا في اشتباكات بين الأمن العراقي ومتظاهرين (فرانس برس)
+ الخط -

أعلن محافظ ذي قار، جنوبي العراق، محمد هادي الغزي، التوصل إلى نتائج أولية للأحداث التي شهدتها مدينة الناصرية العاصمة المحلية للمحافظة خلال التظاهرات الدامية الأخيرة.

وسقط 3 قتلى ونحو 23 جريحا، مساء الأربعاء، إثر اشتباكات بين الأمن العراقي ومتظاهرين في الناصرية طالبوا بإسقاط التهم عن الناشط حيدر الزيدي، والذي أصدر القضاء العراقي حكما عليه بالسجن لثلاث سنوات بتهمة الإساءة إلى "الحشد الشعبي"، كما طالبوا بإسقاط التهم الكيدية عن المتظاهرين.

وعلى أثر ذلك، وجه رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، بإعادة العمل بلجنة تقصي الحقائق، للكشف عن قتلة المتظاهرين وتعويض الجرحى.

ووفقا لبيان لمكتب المحافظ، فإن اللجنة التحقيقية توصلت على مدار ثلاثة أيام من عملها إلى نتائج أولية عن المقصرين، مشيرا إلى أن القضية لن تقيد ضد مجهول، وأن المتورطين سيمثلون أمام القضاء لينالوا جزاءهم.

وأكد أن "الحكومة المحلية في ذي قار، ومن خلفها الحكومة الاتحادية في بغداد، مصممتان على الوصول إلى الحقائق الكاملة عن أحداث ليل الأربعاء، والوقوف على الجهات المقصرة والمتورطة بإطلاق الرصاص".

الناشطون لا يثقون بالتحقيقات

ولا يثق ناشطون بالتحقيقات بملف التظاهرات، لا سيما أنه على مدار أحداث تظاهرات الأعوام السابقة لم تكن هناك نتائج واضحة. وقال عضو تنسيقية تظاهرات ذي قار، حسن اللامي لـ"العربي الجديد": "نسمع كثيرا بالوعود بتحقيق نزيه ومحاسبة قانونية للمتسببين بقتل المتظاهرين، لكننا لم نر أي نتائج".

وأكد أن على حكومة السوداني أن تثبت اختلافها عن الحكومات السابقة، وأن تطبق القانون على المقصرين والمدانين، مشددا على عودة التظاهرات في حال عدم وجود نتائج مهنية ومحاسبة قانونية.

حملات أمنية ضد ناشطين واعتقال رجال أمن

وما زالت مدينة الناصرية متوترة أمنيا، لا سيما مع الانتشار الأمني المشدد وسط المدينة وحملات الملاحقة التي يتعرّض لها الناشطون.

وخلال الأيام الأخيرة، شهدت المدينة حملات اعتقال طاولت ناشطين، إلى جانب رجل أعمال بارز بالمحافظة، بتهمة التحريض على التظاهر، فضلا عن اعتقال عدد من عناصر الأمن، بينهم ضباط بتهمة مواجهة التظاهرات بالسلاح.

وأكد ضابط في قيادة شرطة المحافظة لـ"العربي الجديد"، اعتقال عدد من الناشطين في الأيام الأخيرة بتهمة التحريض على التظاهر، ومحاولة إثارة الفوضى بالمحافظة.

وبحسب الضابط، فإن القوات الأمنية ما زالت تحاول الوصول إلى أشخاص آخرين غادروا المحافظة، وهم متهمون بالتحريض على التظاهر والعنف، مشيرا إلى أن أكثر من 20 ضابطا ومنتسبا أمنيا اعتقلوا بتهمة مواجهة المتظاهرين بالسلاح من دون أوامر.

"عصائب أهل الحق" تثني على اعتقال الناشطين

من جهته، أثنى المتحدث باسم مليشيا "عصائب أهل الحق"، محمود الربيعي، على عمليات اعتقال الناشطين، مؤكدا في تغريدة له، أن "ضرب واعتقال رؤوس الفتنة والتحريض والتخريب ودعاة الفوضى في ذي قار خطوة جيدة، يجب دعمها بخطوات إصلاحية حقيقية والاستجابة لمطالب أهل المحافظة وبسط الأمن فيها، والعمل بجدية لتوفير الخدمات وفرص العمل لقطع الطريق على من يحاول استغلال شبابها لتحقيق أغراضه الدنيئة"، بحسب تعبيره.

وتعد مدينة الناصرية مركزا رئيسا لتظاهرات تشرين، والتي انطلقت في أكتوبر/ تشرين الأول 2019، احتجاجا على تردي الواقع الخدمي، قبل أن تتسع لتشمل أغلب المحافظات العراقية، وتنتهي باستقالة حكومة عادل عبد المهدي، التي كانت قد قمعت التظاهرات، وسقط حينها نحو 800 قتيل وأكثر من 27 ألف جريح.

يُشار إلى أن عشرات الناشطين العراقيين اضطروا إلى مغادرة بلدهم، بسبب التهم الكيدية والأحكام القضائية التي لحقت بهم غيابياً، ناهيك عن ملاحقة الفصائل المسلحة لهم، بسبب مشاركتهم في الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول 2019، إضافة إلى مواقفهم السياسية الرافضة لتحكّم ما يُعرف بـ"قوى السلاح" بالعمل السياسي.

المساهمون