العراق: قلق كردي من تحركات مسلحي حزب العمال الكردستاني

30 ابريل 2025
قوات كردية في إقليم كردستان، شمال العراق، 11 يونيو 2023 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أعربت حكومة إقليم كردستان عن قلقها من تحركات حزب العمال الكردستاني، متهمة إياه بزعزعة الأمن بعد هجمات بطائرات مسيرة استهدفت البشمركة في دهوك.
- وجهت القيادات الكردية البشمركة للحذر من هجمات محتملة من الحزب، خاصة في مناطق التماس، مع استبعاد أي صلة للقوات التركية بالهجمات.
- دعا الناشط حسن الهركي إلى وضع حد لتحركات الحزب، مشيراً إلى ضرورة اتخاذ حكومة بغداد موقفاً حازماً لضبط عناصر الحزب ومنع تهديد أمن الإقليم.

أعربت حكومة إقليم كردستان العراق عن قلقها من التحركات الأخيرة لمسلحي حزب العمال الكردستاني في محافظات ومدن داخل الإقليم، متهمة الحزب بأنه يسعى إلى "زعزعة أمن الإقليم"، بالتزامن مع صدور توجيهات لقوات البشمركة برفع حالة الاستعداد ضد أي تحركات أو اعتداءات جديدة.

يأتي ذلك بعد هجومين متتاليين تعرضت لهما قوات البشمركة بطائرات مسيرة بمحافظة دهوك، الاثنين وأمس الثلاثاء، تسببا بإصابة خمسة من عناصرها، وسط اتهامات لمسلحي "العمال الكردستاني" الذين يحتفظون بنفوذ واسع بمناطق الهجمات. وقال مستشار رئيس الإقليم للشؤون العسكرية بابكر زيباري إن "حزب العمال يسعى لزعزعة الأمن في إقليم كردستان"، معتبراً في تصريح متلفز لمحطة إخبارية كردية، مساء الثلاثاء، أن تحركات مسلحي الحزب "غير مقبولة، ولا تصب في مصلحة أي طرف، بل تلحق الأذى بهم قبل غيرهم".

وشدد زيباري على أن "الخيار الوحيد أمامهم هو الالتزام بتوجيهات زعيم الحزب عبد الله أوجلان (دعوة إلقاء السلاح وحل الحزب نفسه)، والمشاركة في عملية السلام، إذ لا بديل آخر أمامهم"، مندداً بـ"الهجمات الإرهابية التي استهدفت البشمركة"، ومحذراً من "أي استهداف لأمن الإقليم"، وأشار إلى أن "قوات البشمركة وقوات الأمن الداخلي في الإقليم جاهزة للرد بالشكل المناسب على أي هجوم معاد"، مشدداً على ضرورة "فرض حدود واضحة على تحركات الحزب، وعدم السماح له بالتوسع أو التمادي داخل أراضي الإقليم".

أمنياً، وجهت القيادات العسكرية الكردية قوات البشمركة بالحذر والجهوزية لصد أي هجمات قد تستهدفهم في مناطق التماس مع مسلحي حزب العمال الكردستاني ضمن شرق أربيل وشمالي دهوك الحدودية مع تركيا.

وقال ضابط في البشمركة ضمن اللواء 80 الذي ينتشر قرب بلدة العمادية لـ"العربي الجديد"، مشترطاً عدم ذكر اسمه، إن "التحقيقات حتى الآن تشير لتورط حزب العمال الكردستاني بالهجمات التي نفذتها طائرات مسيرة على البشمركة"، مستبعدا أي صلة للقوات التركية التي ترابط على مقربة من الحدود العراقية الدولية. وأشار الضابط إلى أن نوعية الطائرات المفخخة المستخدمة ومنطقة الانطلاق "واضحة لمن تتبع"، في إشارة إلى مناطق حزب العمال الكردستاني الذي ينشط في أطراف ومرتفعات بلدات العمادية وزاخو.

ولفت إلى رصد "تحركات مريبة" لمسلحي "العمال" في مناطق وجودهم، في الأيام الأخيرة، وقال إنها تؤشر إلى محاولات الانفتاح على مناطق ومساحات جديدة داخل الإقليم، وقد يكون ذلك في محاولة لتعويض المساحات التي خسرها الحزب خلال تقدم القوات التركية في الفترة الماضية، مبيناً أن تلك التحركات قد تكون محاولة من مسلحي العمال لتقليل الخسائر التي يتعرضون لها إثر الهجمات التركية".

وأكد أن "وجود البشمركة ونقاطها العسكرية بمناطق الإقليم يشكل عائقا أمام مسلحي الحزب لتنفيذ أجنداته الخاصة، ومنها محاولات الاتساع والانتشار على مساحات أوسع"، مشيراً إلى أن "البشمركة لا تريد المواجهة العسكرية، لكنها لن تقبل بالاعتداء عليها من أي جهة كانت، وتحتفظ بحق الرد"، ولفت إلى أن "التوجيهات العليا صدرت للبشمركة بأخذ الحيطة والحذر والتصدي لأي هجمات قد يتعرضون لها".

من جهته، دعا الناشط في الحزب الديمقراطي الكردستاني حسن الهركي إلى "وضع حد لتحركات العمال الكردستاني وتأثيراتها السلبية على أمن الإقليم"، مبيناً أن "حكومة بغداد اعتبرت في وقت سابق جماعة العمال الكردستاني جماعة محظورة، لكنها ما زالت موجودة في مناطق الإقليم وتتحرك بحرية وتستهدف أمن المناطق وتمنع عودة النازحين". وشدد الهركي، في حديث لـ"العربي الجديد"، على "ضرورة أن يكون هناك موقف من قبل حكومة بغداد لضبط عناصر العمال، لا أن يتحركوا بمناطق الإقليم كيفما أرادوا".

المساهمون