العراق: قرى مسيحية خالية من سكانها بسبب أنشطة مسلحي "الكردستاني"

قرى مسيحية على الحدود العراقية التركية خالية من سكانها بسبب أنشطة مسلحي حزب العمال الكردستاني

07 نوفمبر 2020
اتهامات لحزب العمال الكردستاني بالعمل وفقاً لأجندات خارجية (الأناضول)
+ الخط -

قالت عضو برلمان إقليم كردستان العراق، وحيدة ياقو هرمز، اليوم السبت، إن ممارسات وأنشطة حزب العمال الكردستاني في مدينتي العمادية وزاخو، شمال وشرق دهوك على الحدود مع تركيا، تسببت بخلو قرى مسيحية كاملة من سكانها، معتبرة  أن وجود الحزب بات يمثل خطراً على الأهالي في المناطق التي يتواجد فيها. 

يأتي ذلك مع بيان لـوزارة البيشمركة في أربيل اتهم فيه حزب العمال بالعمل على زعزعة أمن واستقرار إقليم كردستان العراق، ونقل البيان عن وكيل وزارة البيشمركة، سربست لزكين، قوله إن حزب العمال موجه نحو هدف تدمير الأمن في إقليم كردستان، وقد أثبتت الهجمات التي طاولت الدوائر والمؤسسات الحكومة في الإقليم هذه الحقيقة.

والأسبوع الماضي، قُتل عنصر من قوات البيشمركة وأُصيب اثنان آخران بهجوم نفذه مسلحو حزب العمال على سيارة عسكرية شمال دهوك، ولاقى الهجوم تنديداً واسعاً من السلطات العراقية والخارجية الأميركية.

ونقلت وكالة أنباء "باسنيوز"، المقربة من حكومة إقليم كردستان عن هرمز قولها إن تحريم الإقليم مسألة الاقتتال الكردي الكردي فُهم بشكل خاطئ من قبل مسلحي حزب العمال، حيث إن الحزب بات يهدد أمن واستقرار الإقليم. 

وأضافت أن حزب العمال أصبح خطراً يهدد الأهالي في الإقليم، وممارساته باتت غير مقبولة، وعليه أن يغادر أراضي إقليم كردستان، لأن ساحتهم معروفة وهي حتماً ليست جنوب كردستان"، في إشارة إلى إقليم كردستان العراق، واتهمت هرمز الحزب الذي يتواجد داخل الأراضي العراقية منذ سنوات ويتخذها منطلقا لهجمات واعتداءات ضد تركيا بأنه يعمل وفقاً لأجندات خارجية.

وكشفت أن العديد من القرى المسيحية في مدينتي العمادية وزاخو باتت خالية من سكانها الذين نزحوا نحو المدن بسبب ممارسات حزب العمال الكردستاني، متهمة الحزب بأنه "منع المسيحيين من العودة إلى قراهم".

وكان عضو مجلس محافظة دهوك فارس يوحنا قد أعلن في وقت سابق عن نزوح لعدة قرى مسيحية تقع في الحدود الفاصلة بين تركيا ومحافظة دهوك، وهي تمثل هذه المناطق بؤراً ساخنة للمواجهات.

ويؤكد سكان محليون أن قرى عديدة مثل بيروز،و شيوز، وبابلو، وباكيرا، وشرانشي، إضافة إلى قرى مسيحية أخرى موغلة بالقدم تتبع مدينتي زاخو والعمادية باتت خالية بفعل المناوشات بين مسلحي حزب العمال والقوات التركية أو الانتهاكات التي يتورط بها مسلحو الحزب تجاه السكان، منذ انسحاب قوات البيشمركة منها تجنباً للاحتكاك مع مسلحي حزب العمال. 

وقال الناشط في بلدة زاخو عبد الأحد ناصر لـ"العربي الجديد"، إن التهجير لا يتعلق بالقرى المسيحية فقط، وإن هناك نحو 500 قرية شمال أربيل وشرق دهوك تركها أهلها، بعضها منذ سنوات وليس الآن، بفعل أنشطة حزب العمال التي حول بعضها إلى ثكنات عسكرية واحتل منازلها، بحيث صارت أهدافا للطيران التركي بين وقت وآخر. 

وأضاف أن القرى المسيحية كونها تقع على شريط حدودي تحملت أكثر العمليات العسكرية والقصف، وبات البقاء فيها خطراً على السكان، لذا انتقلوا إلى مركز مدينتي العمادية وزاخو، وآخرون إلى دهوك وأربيل عند أقربائهم، وعددهم مئات العوائل، وتكبدوا في مزارعهم وممتلكاتهم خسائر كبيرة، حيث صادرها عناصر حزب العمال. 

وتنفذ القوات التركية عمليات عسكرية داخل الأراضي العراقية بعمق يصل إلى نحو 40 كيلومتراً ضمن إقليم كردستان العراق، منذ منتصف يونيو/حزيران الماضي، ضمن عمليات أُطلق عليها "مخلب النمر"، بواسطة قوات برية خاصة تستهدف معاقل الحزب التقليدية داخل العراق، والذي ينفذ من خلالها اعتداءات داخل الأراضي التركية.

وركزت العمليات البرية التركية على مناطق حفتانين وأطراف سوران وبلدة سيدكان ومنطقة برادوست والزاب، شمال وشرق دهوك، بينما امتد القصف الجوي التركي إلى سنجار ومخمور وزمار والعمادية وكاني ماسي، على الحدود مع السليمانية، مخلفة خسائر كبيرة في صفوف مسلحي الحزب، وحققت نجاحاً واضحاً على مستوى المناطق الحدودية، إذ سجلت خسائر كبيرة بصفوف الحزب أجبرته على التراجع في مناطق كثيرة ومختلفة.

المساهمون