العراق: فصائل تخلي مقرات رئيسة لها مع استمرار المفاوضات مع قادتها

العراق: فصائل مسلّحة تخلي مقرات رئيسة لها مع استمرار المفاوضات مع قادتها

11 يوليو 2021
صعّدت الفصائل المسلّحة هجماتها ضد المصالح الأميركية بالعراق (مرتضى السوداني/الأناضول)
+ الخط -

بالتزامن مع استمرار حالة التصعيد الأمني في العراق على مستوى الفصائل المسلّحة الحليفة لطهران والقوات الأميركية، قال مسؤول أمني عراقي، اليوم الأحد، إن عدة فصائل أخلت مواقع رئيسة لها في مناطق عدة من البلاد، تحسباً من ضربات أميركية وشيكة.

وهذه المرة الأولى التي يجري التحدث فيها عن إخلاء مواقع قرب بغداد وبلدة جرف الصخر التي تسيطر عليها تلك المليشيات، فضلاً عن مواقع في ديالى وصلاح الدين، شرق وشمالي العراق.

والأسبوع الماضي، أجرت المليشيات ذاتها عمليات إخلاء لمواقعها في المنطقة الحدودية السورية العراقية.

ومنذ الثلاثاء الماضي، صعّدت الفصائل المسلّحة هجماتها ضد المصالح الأميركية في العراق، إذ نفّذت خمس هجمات عنيفة ومتواصلة، استهدفت مطار أربيل ومعسكر فيكتوريا قرب مطار بغداد الدولي، وقاعدة عين الأسد في الأنبار، وأخيراً السفارة الأميركية في المنطقة الخضراء في بغداد. وقد تبنّت فصائل مسلّحة عدة تلك الهجمات، وقالت إنها جاءت رداً على الهجوم الأميركي الذي استهدف وحدات تابعة لها في المنطقة الحدودية العراقية السورية، قبل أكثر من أسبوع. وأعلنت عدد من تلك الفصائل رفضها وساطات سياسية لوقف تصعيدها ضد المصالح الأميركية في العراق.

وبحسب مسؤول أمني عراقي رفيع، فإن "عدة فصائل مسلّحة، ومنها "عصائب أهل الحق"، و"كتائب سيد الشهداء"، و"كتائب حزب الله"، و"بدر"، و"كتائب الإمام علي"، اتخذت إجراءات جديدة في عدة مدن عراقية، تمثلت في إخلاء شبه تام لمقارها الرئيسة في بغداد وعدد من المحافظات". وأوضح لـ"العربي الجديد"، أنه "تم رصد عمليات الإخلاء لتلك المقار، وتمثلت في نقل الكثير من الأسلحة والمعدات والأجهزة إلى مقار بديلة". متحدثا عن حالة تحسب واسعة بين عناصر تلك الفصائل من هجمات أميركية محتملة على مقارها أو قياداتها".

وأوضح أن المقرات التي أخليت تقع في جرف الصخر شمال بابل، والمحمودية والدورة جنوبي بغداد، والطوز شرق صلاح الدين، والخالص قرب بعقوبة مركز محافظة ديالى.

في الأثناء، كشفت مصادر سياسية مقربة من "الحشد الشعبي"، عن حراك واسع لمستشار الأمن الوطني، قاسم الأعرجي، بين عدد من قادة الفصائل المسلّحة بهدف التهدئة. ووفقاً للمصادر ذاتها، فإن الحراك الجديد يهدف إلى التهدئة لحين عقد الجولة الرابعة للحوار الاستراتيجي المقرّر أن تجرى نهاية الشهر الحالي في واشنطن، مع تعهّد حكومة الكاظمي بالعمل على سحب القوات القتالية الأميركية بشكل كامل من العراق.

وأكدت لـ"العربي الجديد"، أن مواقف زعماء المليشيات المسلّحة في هذا الإطار "متباينة، وسط مماطلة في إبقاء الأوضاع الأمنية المتوترة على ما هي عليه"، مشيرة إلى أن قوات الجيش ما زالت في حالة تأهب حول القواعد والمعسكرات التي تضم قوات أميركية، تحسباً لأي هجمات جديدة.

وأمس السبت، استهدفت الفصائل رتلاً ينقل معدات للتحالف الدولي بعبوة ناسفة، في محافظة الأنبار غربي العراق.

وأكد المتحدث باسم مليشيا "كتائب سيد الشهداء"، أن الحرب مع الجانب الأميركي هي حرب عصابات، وقال في تصريح لإذاعة عراقية محلية، إن "هناك من يشكك في إمكانية فصائل المقاومة بأن تجابه القوة العسكرية الأميركية. ونحن نقول نعم الفصائل لها القدرة على ذلك، فالقضية ليست حربا تكنولوجية وإنما هي حرب عصابات وحرب استنزاف"، معتبراً أن "مجرد استهداف المصالح الأميركية من قبل فصائل المقاومة هو إنجاز، فالسلاح الذي وصلت إليه المقاومة وعلى بساطته يُعتبر فتاكاً".

وأضاف أن "الطائرات المسيّرة قادرة على أن تكون إصاباتها بدقة شديدة، وهي لا تخضع للتشويش والرقابة وما إلى ذلك".

وبشأن الوساطات التي تجري للتهدئة ولوقف عمليات استهداف المصالح الأميركية، أبدى الفرطوسي موقفاً متراجعاً نوعاً ما عن موقف رفض الوساطات، إذ أكد أنه لا توجد ضمانات مقابل التهدئة، وأكد أن "هناك محاولات ووساطات من شخصيات سياسية وأمنية للتهدئة، لكن التهدئة مع من؟ وهل هناك ضمانة للتهدئة؟".

وتابع: "اليوم عندما تتفاوض مع طرف، يجب أن تكون هناك محددات واضحة المعالم وضمانات لتحقيق تلك المحددات، فعندما نريد وقف العمليات مقابل جدولة للانسحاب الأميركي، هل يضمن الطرف الوسيط هذه المعادلة؟ حتماً الوسيط لا يستطيع أن يضمن الجانب الأميركي".

وأحرجت الهجمات على المصالح الأميركية في البلاد، الحكومة العراقية، من خلال عدم قدرتها على السيطرة على الفصائل ومنع الهجمات على الجانب الأميركي، وعدم قدرتها في ذات الوقت على تقديم تعهدات لواشنطن بذلك، لذا لجأت إلى لعب دور الوسيط لأجل التهدئة.

وتسببت ضربة جوية أميركية استهدفت مواقع لفصائل عراقية مسلّحة، نهاية الشهر الماضي، على الحدود العراقية السورية، في مقتل عدد من عناصر مليشيا "كتائب سيد الشهداء" المدعومة من إيران، صعّدت بعدها الفصائل هجماتها ضد مواقع عراقية توجد فيها قوات أميركية.

المساهمون