شنّت طائرات للتحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية في العراق، غارات ليلية على أهداف لتنظيم "داعش" في سلسلة جبلية تمتد بين محافظتي ديالى (شمال شرق بغداد) وكركوك (شمال بغداد)، والتي تعد معقلاً مهماً من معاقل عناصر التنظيم الإرهابي.
والسلسلة الجبلية المستهدفة تعد من المناطق النشطة لتنظيم "داعش"، إذ استغل عناصر التنظيم طبيعتها الجغرافية ليتحصنوا فيها كمعقل رئيس يتحركون منه لتنفيذ هجماتهم في المحافظتين.
وغالباً ما تستعين القوات العراقية بطيران التحالف لتنفيذ ضربات على أهداف معينة للتنظيم في السلسلة الجبلية، وذلك لما يتمتع به من دقة في الاستطلاع والرصد وتنفيذ العمليات.
وليل أمس السبت/ الأحد، قالت خلية الإعلام الأمني الحكومية، في بيان لها، إن "طيران التحالف الدولي نفّذ 9 ضربات جوية على جبال حمرين، أسفرت عن تدمير 5 أوكار للإرهابيين"، مبينة أن "الضربة الجوية نفذت بأمر وتنسيق من قيادة العمليات المشتركة، ووفقاً لمعلومات وجهود استخبارية دقيقة"، من دون إعطاء مزيد من التفاصيل الأخرى.
السلسلة الجبلية المستهدفة تعد من المناطق النشطة لتنظيم "داعش"، إذ استغل عناصر التنظيم طبيعتها الجغرافية ليتحصنوا فيها كمعقل رئيس له يتحركون منها لتنفيذ هجماتهم في المحافظتين
لكن مسؤولاً أمنياً أكّد أن الضربة أحبطت هجوماً لتنظيم "داعش" تم كشفه وفقاً لمعلومات دقيقة.
وأوضح المسؤول، وهو ضابط رفيع في قيادة الجيش بمحافظة ديالى، طلب عدم ذكر اسمه، أن "المعلومات التي توافرت لدينا قبل تنفيذ الضربة أن عناصر التنظيم كانوا يعدون لتنفيذ هجوم على أحد الحواجز الأمنية، وتم كشفه، ومن ثم توجيه الضربة بشكل مباغت".
وقال المتحدث ذاته، لـ"العربي الجديد"، إن "الضربة أوقعت قتلى وجرحى في صفوف التنظيم لا يعرف عددهم بعد، حيث استهدفت الأوكار وتحركاً لعجلات التنظيم أيضاً"، مشيراً إلى أن "التنسيق والتعاون عاليان بين التحالف الدولي والقوات العراقية، وأن الضربات التي ينفذها طيران التحالف تشل حركة التنظيم وتكبده خسائر كبيرة".
وأشار إلى أن "بعض الأهداف التي يتم كشفها لا يمكن القضاء عليها إلا بالاستعانة بطيران التحالف الدولي، لما تتمتع به من قدرات قتالية متميزة، قد لا تتوفر لدى الطيران العراقي".
في غضون ذلك، أحبطت القوات الأمنية العراقية هجوماً بدراجة مفخخة، في محافظة ديالى.
وذكرت وزارة الداخلية، ليل أمس، أن "خبراء مكافحة المتفجرات تمكنوا من معالجة دراجة نارية مفخخة، كانت معدة لتنفيذ هجوم إرهابي، في مدينة بعقوبة مركز محافظة ديالى، دون وقوع أي إصابات أو أضرار".
فصائل "الحشد الشعبي"، التي تنتشر بشكل واسع في محافظة ديالى، وتنفذ عمليات بين وقت وآخر، تؤكد أن الطبيعة الجغرافية الوعرة في المحافظة تعدّ سبباً من أسباب استمرار الخروقات الأمنية فيها.
وقال القيادي في "الحشد الشعبي" أبو علي الكوفي، في تصريح لوكالة أنباء مقربة من "الحشد"، إن "الطبيعة الجغرافية لديالى تسهل عملية اختفاء عناصر "داعش،" كما أن موقعها الجغرافي يسهل عملية انتقال الجماعات الإرهابية".
وتسجل المحافظات العراقية المحررة تراجعاً ملحوظاً بالملف الأمني خلال الفترة الأخيرة، إذ يشن عناصر التنظيم هجمات شبه يومية في محافظات ديالى وكركوك ونينوى وصلاح الدين والأنبار، يوقع بعضها ضحايا من عناصر الأمن و"الحشد الشعبي"، والمدنيين أحياناً.