العراق: عمليات قتل انتقامية عقب اعتداء إرهابي لـ"داعش" في ديالى

العراق: مليشيات تنفذ عمليات قتل انتقامية عقب اعتداء إرهابي لتنظيم "داعش" في ديالى

27 أكتوبر 2021
تمر محافظة ديالى بأوضاع أمنية حرجة للغاية (محمد صواف/ فرانس برس)
+ الخط -

قال مرصد حقوقي عراقي في بغداد، اليوم الأربعاء، إن جماعات مسلحة تنتمي لمليشيا نافذة في محافظة ديالى شرقي البلاد اقتحمت قرية تعرف باسم "نهر الإمام"، ونفذت عمليات إعدام ميدانية طاولت حتى الآن 11 مدنياً، بينهم سيدتان، كما أحرقت مستوصفاً صحياً ومسجداً وعدة منازل، وذلك ضمن هجوم انتقامي عقب اعتداء إرهابي نفذه مسلحو تنظيم "داعش" على قرية الرشاد ليل أمس الثلاثاء، وخلّف نحو 30 قتيلاً وجريحاً.

وتمرّ محافظة ديالى الواقعة على الحدود العراقية الإيرانية شرقي العراق بأوضاع أمنية حرجة للغاية، بسبب نشاط الجماعات الإرهابية التابعة لتنظيم "داعش"، وفصائل مسلحة حليفة لطهران، تسيطر على أجزاء واسعة منها وتتورط بعمليات وأنشطة مسلحة خارج إطار القانون.

وقال مرصد "أفاد"، واسع الانتشار في العراق، إن مجاميع مسلحة تستقل سيارات رباعية الدفع على بعضها شعار "هيئة الحشد الشعبي"، نفذت عمليات إعدام ميدانية وحرق منازل ومركز صحي وبساتين وسيارات داخل قرية "نهر الإمام"، بعد الاعتداء الإرهابي الذي طاول قرية الرشاد والمعروفة باسم "قرية الهواشة"، التي تقطنها قبيلة بني تميم، وأسفر عن مقتل 14 شخصاً وجرح 15 آخرين.

ونقل عن جنرال برتبة عقيد في الجيش العراقي قوله إن عمليات إعدام ميدانية نفذت خلال الساعات الماضية، جرى بعضها داخل منازل الضحايا على يد جماعات مسلحة اقتحمت قرية نهر الإمام بعد الهجوم الإرهابي لتنظيم "داعش"، موضحاً أنها تمت بدراية من القوات الأمنية التي فشلت في منع تنفيذ الاعتداءات على المواطنين، وهناك تورط لمدير مركز الشرطة في المنطقة وآمر الفوج الذي لم يتحرك لمنع وقوع جرائم الإعدام والحرق، محمّلاً "حكومة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، بصفته القائد العام للقوات المسلحة في البلاد، مسؤولية الأوضاع الأمنية في مناطق شمال شرق محافظة ديالى وما شهدته من انتهاكات إنسانية وجرائم مروعة منذ ليلة الثلاثاء الموافق السادس والعشرين من أكتوبر/ تشرين الأول الحالي".

كما نقل المرصد عن زعيم قبلي من أهالي القرية بأن السكان يحاولون الهرب من القرية عبر طريق يدعى "قرية شوك الريم"، ووجهوا نداءات إلى عدد من الساسة وأعضاء البرلمان السابقين والمرشحين الفائزين في هذه الانتخابات بعد فشل استجابة الأمن العراقي لهم، مطالباً الحكومة التدخل لحماية المدنيين

ووصل وفد أمني رفيع إلى محافظة ديالى للحدّ من تداعيات الانفلات الأمني الذي تشهده بعض مناطق المحافظة. وقالت وكالة الأنباء العراقية "واع" إن الوفد ضم مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي، ورئيس أركان الجيش الفريق أول ركن عبد الأمير يار الله، ونائب قائد العمليات المشتركة الفريق الركن عبد الأمير الشمري، ورافقهم رئيس تحالف "الفتح" (الجناح السياسي للحشد الشعبي) هادي العامري، موضحة أن الوفد سيعقد اجتماعاً مع القيادات الأمنية والعسكرية في المحافظة لتحديد أسباب هذا الخروقات الأمنية.

وحذر إعلاميون وناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي من محاولات إشعال فتنة في ديالى من قبل بعض المليشيات.

وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو أظهرت قيام المليشيات بمهاجمة قرية الإمام وقتل عدد من الأشخاص، وحرق سيارات وبساتين، رغم وجود القوات الأمنية في المنطقة التي لم تتدخل لمنع الهجوم.

وربط عضو البرلمان العراقي المنحل صائب خدر بين الهجمات في ديالى والخلافات السياسية التي أعقبت الإعلان عن نتائج الانتخابات التي جرت في العاشر من الشهر الحالي، قائلاً في تغريدة على موقع "تويتر": "لا يمكن فصل حادثة المقدادية عن المشهد السياسي والانتخابي وتداعياته بشكل أو بآخر، من المؤسف أن يربط أمن المواطنين وأرواحهم بمكاسب ومغانم سياسية، وترك عناصر الإرهاب تستغل ذلك وتعبث بأمن المواطن".