العراق: عمليات بحث مستمرة عن طائرات مسيّرة داخل المدن

العراق: عمليات بحث مستمرة عن طائرات مسيّرة داخل المدن

25 فبراير 2022
تقوم القوات العراقية بضبط المسيّرات وتوقيف أصحابها (Getty)
+ الخط -

أعلنت السلطات الأمنية العراقية، ضبط طائرات مسيّرة في محافظة بابل جنوبي العراق، خلال عمليات تتبع وبحث تجريها منذ فترة داخل المحافظة، لمنع تحركات مريبة لتلك الطائرات، وسط قلق أمني من تنامي خطرها في البلاد.

وتُعدّ "الطائرات المسيّرة" أحد أخطر أسلحة الفصائل المسلحة الناشطة في العراق، والتي نفذت عبرها، هجمات استهدفت معسكرات تضم مدربين للتحالف الدولي في البلاد، فيما تحاول القوات الأمنية العراقية السيطرة على تلك الطائرات، ومنع تحركاتها.

ووفقاً لبيان أصدرته قيادة شرطة محافظة بابل (90 كيلومتراً جنوبي العاصمة بغداد)، ليل أمس الخميس، فإنّ "قوة خاصة تمكنت من ضبط 4 طائرات مسيّرة، في مدينة الحلة (مركز المحافظة)، كانت داخل سيارة صالون، وألقت القبض على حائزها"، مبيّنة أنّ "القوة تحفظت أصولياً على الطائرات وهي نوع (درون) واتخذت الإجراءات القانونية اللازمة بحق حائزها"، من دون ذكر مزيد من التفاصيل.

يأتي ذلك بعد أقل من أسبوع واحد على ضبط شرطة المحافظة 9 طائرات مسيّرة، واعتقال 2 من حائزيها، وإحالتهما على التحقيق، بالإضافة إلى ضبط طائرة أخرى في العاصمة بغداد.

وتقول السلطات العراقية إن فصائل مسلحة تستخدم الطائرات المسيّرة بعد إضافة تعديلات عليها، لتتمكن من حمل أجسام متفجرة، في تنفيذ هجمات على قواعد عسكرية ومصالح لقوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.

وتحدث مسؤول أمني عراقي في بغداد، عن حظر العراق استيراد أنواع محددة من الطائرات المسيّرة وقطع غيار عبارة عن محركات ذات أسطوانة واحدة، وأجهزة شحن، وبطاريات، والتي تجري عادة عمليات التحوير والتعديل لها لتنظيم هجمات بواسطتها، مبيناً أن "غالبيتها صينية الصنع، ويتم بيعها ضمن تصنيف طائرات تصوير أو لهو"، وفقاً لقوله.

وبيّن لـ"العربي الجديد"، أن "الطائرات المسيّرة باتت تشكل التهديد الأمني الثالث بعد صواريخ الكاتيوشا والعبوات الناسفة التي تعتمد عليها فصائل وجماعات مسلحة في تحدي الدولة، واستهداف مصالح أجنبية، والتهديد بها لأطراف مختلفة". وأكد أن "13 طائرة تم ضبطها من هذه الأنواع خلال الشهرين الماضيين في بابل وبغداد، تمت إحالة حائزيها على التحقيق، لمعرفة مصدر تلك الطائرات، وكشف الجهات التي يرتبطون بها".

وعلّق الباحث في الشأن الأمني العراقي رعد هاشم، في تغريدة عبر "تويتر"، على ضبط الطائرات المسيّرة في بابل، متسائلاً "وهل طائرات الدرون تنتشر في بابل فقط؟".

واتخذت عدّة محافظات عراقية خلال الفترة الأخيرة، إجراءات مشددة لمنع تحركات الطائرات المسيّرة، ومحاسبة الجهات والأشخاص الذين تضبط بحوزتهم، وشملت الإجراءات أيضاً حتى طائرات التصوير، كإجراء احترازي، إذ منعت قيادة شرطة محافظة ديالى (شمال شرقي بغداد)، والتي تُعد من المحافظات غير المستقرة أمنياً، منع إطلاق وتحليق الطائرات المسيّرة الخاصة بالتصوير في المناسبات الاجتماعية، مشترطة حصول موافقات رسمية بذلك، محذرة من إجراءات عقابية مشددة على المخالفين.

وكانت الدفاعات الجوية العراقية قد أسقطت قبل أسبوع، طائرة مسيّرة تم رصدها ضمن سرب للطائرات، يشتبه بأنها كانت متوجهة لتنفيذ هجوم على منشآت حيوية في أربيل (عاصمة إقليم كردستان).

وقال السياسي الكردي كفاح محمود، إن "مكاتب المليشيات تسرق يومياً ضعف ما تصدره حكومة الإقليم من النفط، لتشتري بها طائرات مسيّرة وأسلحة لتدمير البلد".

ولم يعلّق أي من الفصائل المسلحة على ضبط الطائرات المسيّرة. كما أنها لم تؤكد أو تنفي ارتباط أي من المعتقلين، ممن ضبطت بحوزتهم تلك الطائرات.