العراق: روايات متضاربة بشأن مجزرة بابل والحكومة تتعهّد بالتحقيق

العراق: روايات متضاربة بشأن مجزرة بابل والحكومة تتعهّد بالتحقيق

31 ديسمبر 2021
تشكيل لجنة تحقيقية للكشف عن أسباب المجزرة (أحمد الربيعي/ فرانس برس)
+ الخط -

تضاربت الروايات بشأن المجزرة التي وقعت، ليل أمس الخميس، في محافظة بابل جنوب العاصمة العراقية بغداد، خلال اشتباك بين قوت أمنية ومطلوب، انتهت بمقتل 20 شخصاً من عائلته، بينهم نساء وأطفال.

الحادثة التي أثارت الرعب في العراق، لم تتضح بعد تفاصيل موثوقة بشأنها، وما إذا كان المطلوب قد أقدم على قتل عائلته، أم قتلت خلال الاشتباك مع عناصر الأمن.  

رواية خلية الإعلام الأمني الحكومية والتي أعلنتها، اليوم الجمعة، لم تتهم المطلوب بقتل عائلته، إذ قالت، في بيان، إنّ "القوات الأمنية قامت بملاحقة متهمين اثنين بالإرهاب في منطقة جبلة شمالي محافظة بابل، وبعد تضييق الخناق عليهما قاما بفتح النار العشوائي على القوات الأمنية، ما أدى إلى إصابة عدد من أفراد القوة المنفذة للواجب التي شرعت بفتح تحقيق على خلفية العثور على عدد من جثث لمواطنين في منزل بالمنطقة".

وأكدت أنه "سيصدر بيان لاحق بالتفاصيل حال الانتهاء من التحقيقات والمتابعات التي تنفذها القوات المختصة".

الرواية تضاربت مع رواية قيادة عمليات بابل التي أوضحت تفاصيل الحادث، مبيّنة، في بيان لها، أنه "بعد ورود معلومات إلى استخبارات بلدة جبلة في المحافظة تفيد بوجود مطلوبين اثنين في منطقة الرشايد في دار المدعو رحيم كاظم عيادة الغريري، خرجت قوة من استخبارات جبلة إلى المكان المعني، وعند وصولهم إلى البيت قام صاحب البيت بإطلاق النار على القوة".

وأضافت أنه "بحسب أقوال ضابط الاستخبارات في جبلة، فإنه تم الاتصال بقاضي الناحية وأخذ الموافقات، وبعدها تم توجيه نداء إلى قوات سوات، حيث حضرت إلى المكان المعني، وقامت بتطويق البيت، وحصلت مواجهات بينها وبين صاحب الدار، حيث لم يقم صاحب البيت بتسليم نفسه، بل أصاب منتسبين اثنين بطلق ناري، أحدهما في ساقه والثاني خدش في جسمه"، موضحة أنه "بعدما انتهت المواجهات تبين أثناء دخول القوة إلى الدار أنّ جميع أفراد العائلة قد قتلوا".

وتابعت أنّ "مفارز الأدلة الجنائية حضرت لمكان الحادث بصحبة قاضي التحقيق، وتم إجراء الكشف على الحادث، وقد تم التوصل إلى عدد المقتولين وأسمائهم والبالغ عددهم 20".

وكانت مصادر أمنية في المحافظة قد اتهمت المطلوب بأنه أقدم على قتل عائلته، ومن ثم الانتحار، بعد أن تمت محاصرته من قبل قوة أمني واشتبكت معه.
 

محافظ بابل حسن منديل السرياوي، والذي أعلن، اليوم الجمعة، تشكيل لجنة تحقيقية للكشف عن الأسباب التي أدت إلى وقوع الحادثة، لم يحدد الجهة المسؤولة عن قتل العائلة. وقال في بيان، "نتابع مع الجهات القضائية والأمنية الحادثة التي ذهب ضحيتها أطفال ونساء"، معتبراً أنّ "ما حصل من إزهاق لأرواح أشخاص أبرياء هو جريمة كبيرة لا يمكن السكوت عنها".  

وشدد "لن نسمح بالمتاجرة بالدم العراقي البريء، وقد شكلنا لجنة تحقيقية ستكشف عن الأسباب التي أدت لوقوع هذه المجزرة"، متوعّداً بأنّ "المجرم الحقيقي سينال الجزاء المناسب لهكذا فاجعة، ولن يفلت من العقاب".

وأثار مراقبون شكوكاً حول تفاصيل الحادثة، وقال المختص بالشأن السياسي العراقي مجاهد الطائي، في تغريدة على "تويتر، "قبل أيام قتلت القوات الأمنية مختطفاً بدلاً من تحريره، اعتقدت أنه إرهابي! واليوم هناك علامات استفهام كبيرة حول قتل 20 شخصاً، نصفهم أطفال، في مواجهة أخرى في بابل. الضغط على الزناد بدون تفكير، وبكثافة وعشوائية عند أي مواجهة، يستطيع أي شخص فعله، أما مهمة العنصر الأمني ليست إطلاق النار فقط!".

وانشغل عراقيون بالحادثة على صفحات التواصل الاجتماعي، منتقدين تضارب الروايات في تفاصيلها، وقال الكاتب والصحافي عماد الملا، في تغريدة له، إنّ "مجزرة بابل فيها 4 روايات متناقضة، القوات الأمنية قالت إنها مطاردة لتاجر مخدرات، والأهالي يقولون إن الرجل مطلوب بتهمة الإرهاب، وآخرون يقولون إنه من أهالي بلدة اللطيفية (جنوبي بغداد) وسكن بلدة جبلة بعد قيام داعش بإعدام أهله، وأصبح مصدراً للأمن، وقوات معينه تقول إنه إرهابي. المهم هنا أن عشرين مواطناً عراقياً ذبحوا أمس!".

المساهمون